Mudar Jalal Kherbek
كلامٌ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب علينا من ذِكره الرحمة والسلام، لمَّا سُئِلَ عَنِ القَدَرِ، فقالَ عليهِ السلامُ:
(طَرِيقٌ مُظلِمٌ فلا تَسلُكُوهُ، وبحرٌ عميقٌ فلا تلَِجُوهُ، وسِرُّ اللهِ سبحانهُ فلا تتكَلَّفُوهُ، ألا إنَّ القَدَرَ سِر ٌّمِنْ سِرِّ اللهِ، وسِترٌ مِنْ سِترِاللهِ، وحِرزٌ مِنْ حِرزِ اللهِ، مَرفوعٌ في حِجَابِ اللهِ، مَطوِيٌّ عَن خَلقِ اللهِ، مَختُومٌ بِخَاتَمِ اللهِ، سَابِقٌ في عِلمِ اللهِ.
وضعَ اللهُ عنِ العبادِ عِلمَه، ورفعهُ فوقَ شهاداتهم، ومبلغِ عقولهم، لأنهم لا ينالونهُ بحقيقةِ الربَّانية، ولا بقدرة الصَمَدَانية، ولا بعظمة النورانية، ولا بعزة الوحدانية، لأنهُ بحرٌ زاخرٌ خالصٌ للهِ عزَّ و جَلَّ، غُمقُهُ ما بينَ السماءِ والأرض، عَرضُهُ ما بينَ المشرقِ والمغربِ، أسودٌ كالليلِ الدامس، كثيرُ الحياتِ والحيتان، يعلو مرةً ويَسفُلُ أخرى، في قعرهْ شمسٌ تُضيء، لا ينبغي أن يتطلعَ إليها إلا اللهُ الواحدُ الفرد، فمن تطلعَ إليها فقد ضادَّ اللهَ عزَّ و جلَّ في حكمهِ، ونازعهُ في سلطانهِ، وكشفَ عن سترهِ وسرهِ، وباءَ بغضبٍ مِنَ الله، ومأواهُ جهنم وبئسَ المصير)
صدق أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه وآله الصلاة والسلام