قام شكيب عبد الرحمن صبيحات من قرية سالم وهو اب لستة ابناء ، واربعة ابناء وابنتين، الابناء تتراوح اعمارهم بين 19 عاما الى 24 عاما، وهم مقبلون على الزواج،
بهدم بيت ابنائه بيده ويقول في هذا الصدد باكيا مرتعشا :" هدم بيت ابنائك بيدك يشبه قتل ابن غال عليك بيدك" ..توقف وبكى عزة وكرامة ..ثم تابع :" لن اسمح لاحد بأن يقضي على مستقبل ابنائي، لن اسمح لاحد بأن يحبطهم وان يجعلهم من تجار المخدرات والسلاح، هؤلاء ابنائي وربيتهم افضل تربية".
وحول سؤالنا له لماذا اصدر امر له بالذات بان يهدم بيته قال:" لا اعلم.. ربما لانني احب اهلي ووطني او ربما لان لدي في بيتي خارطة فلسطين الاصلية باللغة العربية...او ربما ربما لانني لم اصوّت ابدا لحزب صهيوني ...لا اعلم لماذا انا بالذات ". وتابع :" الجميع يعلم من هو شكيب صبيحات في سالم، كل اهل سالم احبائي واهلي وعلاقتي طيبة بهم".
واوضح قائلا :" هناك بيوت اخرى في المنطقة خارج الخارطة الهيكلية وجميعهم تجاوزوا امر الهدم واكتفوا بمخالفات مادية، ظننت ان الامر سيكون كذلك بالنسبة لي ولكن للاسف لم يكن الامر هكذا ".
ثم التقط انفاسه وقال :" الحمد لله اننا كنا في المراحل الاولية، رغم ان التكاليف وصلت الى ما يقارب 200 الف شيقل وذلك بسبب كميات الاسمنت والحفريات، وربنا بعوض بالمال، الا ان الامر قاس جدا بأن تهدم بيتك وامالك بيدك."
وعن تكاليف الهدم قال :" الحمد لله كان هناك من تعاون معي وهذه فرصة لاشكر الاخ ايمن (ابو ادهم ) مقاول من قرية زلفة على تعاونه معي في الهدم بحيث فعل ذلك متبرعا ودون مقابل، قمت بدفع بعض التكاليف على "الجارفات ".
اما السؤال الذي ارهقه وكسره وجعله يبكي فهو شعور الانسان حين يهدم بيته بيده اذ اجاب بصعوبة ومرارة :" لا اتمنى ذلك لاحد .هو الشعور كما لو يقتل اب ابنه بيده".
والكلمة الاخيرة وجهها شكيب لابنائه دون سواهم وقال :" اوجه كلمة لابنائي ان يصبروا وان شاء الله ستدخل المنطقة في التنظيم وسننجح في البناء من جديد، حينها ساستضيف كل القرية لنحتفل معا ان شاء الله ."
-----------------------------------------------
عاجل شكيب صبيحات من قرية سالم يهدم منـزله بنفسه / الحاج لطفي الياسيني
----------------------------------------------
حكموا علي بهدم بيتي يا اخي بارادتي
فهدمت ما طلبوا ولكن لن اغادر قريتي
اني انا العربي المقيم... هنا ليوم قيامتي
هذي اراض حمولتي وعشيرتي مع جدتي
وعلى ثراها قد خلقت قبيل عام النكبة
باق هنا رغم اليهود ونتن ابن عصابة
سأفجر الالغام في مركابا.... بالدبابة
لن ارتضي بالعار من احفاد قرد حظيرة
ما دمت حيا سوف ازرع بيرقي في دولتي
هذي فلسطين لنا هي لي ورب العزة
زوجت فيها كل اولادي وكانت فرحتي
وبها تزوج قبل جدي جد جد قبيلتي
طابو لنا فيها ولن ارضي بها بمذلتي
صبرا بني صهيون اني قد حملت حقيبتي
ووضعت رشاشي بها مشطي رصاص برودتي
مستشهدا ماض الى الفردوس اعلى جنة
--------------------------
الحاج لطفي الياسيني