شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
محمود حافظ اسماعيل
شهر رمضان الذي يأتي بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويأتي بتطهير
القلب واللسان وسائر الجوارح، ويأتي بالقوة والعزيمة، ويأتي بمراقبة الله
للصائمين المتقين الصالحين، وهذا هو الهدف الذي من اجله فرضه الله
علينا.
قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين
من قبلكم لعلكم تتقون .»
اي تصبحون من المتقين الذين يحبهم الله ويحبونه ويخشونه، ولا يخشون
احدا سواه، يمتنعون عن الطعام والشراب والشهوات من اجله سبحانه، وكان
بامكانهم ان يتظاهروا بالصيام ولا يكشفهم احد، ولكن لا يراعون احدا ولا
يخافون من احد الا منه سبحانه وتعالى.
والغاية التي سيصلون إليها من الصيام هي التقوى والنعمة الكبرى هي
هدف جليل من اتصف بها حقا فاز بالشرف والكرامة والرضاء ومن تفسير
التقوى انها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد
ليوم الرحيل، اذ يستقبل هذا الشهر الفضيل بالتوبة النصوح والندم على ما
فات والعزم على عدم الرجوع الى الماضي ابدا، والعمل على الاقبال على عمل
الخير من صلاة وصيام وصدقة وقيام الليل وقراءة القرآن وإصلاح ذات البيت
بين الناس، وتكون اعضاؤك صائمة ايضا، فاللسان لا ينطق الا بالخير والعين
لا تنظر الا للحلال واليد لا تبطش والرجل لا تمشي الا فيما يرضي الله عز
وجل وبهذا تكون قد سعدت بحلول شهر رمضان.
اما عن فضائل هذا الشهر، شهر رمضان فهي كثيرة وعظيمة، من عمل فيه
بخصلة من الخير يكون كمن عمل فريضة فيما سواه، ومن عمل فيه فريضة
يكون قد عمل سبعين فريضة فيما سواه، وفيه ليلة من وفق فيها وقام ليلها
واحرز اعمالا صالحة له ثواب من اطاع الله اكثر من ثمانين سنة.
وشهر رمضان شهر الصيام - هو احد اركان الاسلام الخمسة ونزل فيه القرآن
الكريم وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد فيه
رزق المؤمن، اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فيه تفتح ابواب
الجنة وتغلق ابواب النار وتصفد الشياطين، ومن حرم هذا الشهر فهو الشقي،
ومن صامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، واخيرا وليس آخرا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم «اظلكم شهركم هذا، يعني شهر رمضان- ما مر
بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مرّ بالمنافقين شهر شر لهم منه .»
اللهم اجعلنا من الصائمين والمحافظين على حرمته ومن القائمين ليله ومن
الذاكرين والمستغفرين لله رب العالمين حتى يدخلنا جنات النعيم والحمد لله
رب العالمين.