((ليلة القدر خير من ألف شهر)) محمود حافظ اسماعيل
------------------------------------
قال تعالى: «إنا انزلناه في ليلة القدر
وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير
من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى
مطلع الفجر .»
ها نحن في الثلث الاخير من أيام
شهر رمضان المبارك ولياليه المباركة،
التي منها ليلة القدر، التي وصفها الله
سبحانه وتعالى بأنها خير من ألف شهر،
حيث كرمها الله سبحانه وتعالى بنزول
القرآن الكريم من اللوح المحفوظ الى
السماء الدنيا، وقد جعلها الله خيرا من
الف شهر تعظيما لشأنها، وقد جعلت
هذه الليلة سلاما لكثرة السلام فيها من
الملائكة حيث لا تمر بمؤمن ولا مؤمنة الا
وسلمت عليه.
وقد امرنا الرسول صلى الله عليه
وسلم ان نترقبها في العشر الاواخر من
رمضان، واجمع العلماء على انها ليلة
السابع والعشرين.
ان هذه الليلة كانت من اكبر بواعث
الحمد، وأعظم دوافع الشكر لذي الجلال
والإكرام على نعمائه وآلائه من جانب
النبي صلى الله عليه وسلم والأمة جميعا،
فأما هو صلى الله عليه وسلم فلأنه وصل
الى الدرجة العليا التي ليس بعدها زيادة
لمستزيد، واما بالنسبة للأمة فهي تفسر
بعودته الى المجتمع بصورة عملية بارزة
يعلمه ويزكيه ويرشده ويهديه، ويرسم
له طريق الحياة ويقتاده الى سبيل النجاة،
ويضع له القواعد الخلقية والقرآنية
والتشريعات الاسرية والتنظيمات الالهية
والاقتصادية والقوانين السياسية.
اما الامة الإسلامة فقد فهمت هذا
الفضل العظيم، فلهجت السنتها بالحمد
العظيم، وايقنت بأنها منذ الآن خرجت
من الوثنية الى نور التوحيد، وظفرت
بالهدي، والمجد التليد وأنها منذ ذلك
اليوم ستقف من جميع الامم موقف
الحكيم المرشد الذي سيصدر في كل شأن
من شؤون الدنيا والآخرة كل رأي سديد،
ونصح مفيد، لأن السماء شهدت لنبيها
بأنه: «لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي
يوحى » ولأن الله جلت قدرته قد خاطب
هذه الامة قائلا: «لقد جاءكم رسول من
انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم .