مقاتلون ليبيون ينضمون لقوات المعارضة في سورية
واشنطن تدرس كل الخيارات لضمان رحيل الاسد
الجيش التركي يعزز وجوده على الحدود وينشر صواريخ
2012-08-14
حلب ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: استمرت المعارك والاشتباكات الثلاثاء في مدينة حلب في شمالي سورية حيث دخلت القوات النظامية حيا ثانيا كان تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، فيما اكد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الثلاثاء ان النظام بات 'منهارا معنويا ومتصدعا عسكريا'.
وقال حجاب في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في الاردن ان النظام السوري 'بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا، ولم يعد مسيطرا بالفعل على اكثر من 30 بالمئة من ارض سورية'.
في واشنطن، وفي خطوة لتشجيع القيادات السورية على الانشقاق عن النظام، قررت وزارة الخزانة الامريكية رفع التجميد عن اصول وارصدة رياض حجاب، لانه لم يعد مسؤولا في حكومة الاسد. ودعت الوزارة القيادات داخل النظام السوري الى الاقتداء بحجاب.
كما اعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها لا تستبعد اي خيار لضمان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، بينما تتحدث تكهنات عن احتمال فرض منطقة للحظر الجوي في سورية.
وجاء هذا الاعلان في رد للناطق باسم البيت الابيض جاي كارني على سؤال عن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تركيا التي اثارت تساؤلات بشأن تعزيز الدور الغربي في سورية التي تشهد اعمال عنف.
وقال كارني ان 'الرئيس (باراك اوباما) وفريقه لا يستبعدون اي خيار بينما نحاول مع شركائنا والشعب السوري، تحقيق الانتقال الدبلوماسي الذي تبدو سورية بحاجة ملحة اليه'.
لكن كارني لم يتحدث بشكل واضح عن منطقة للحظر الجوي، مشددا على ان الجهود الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد.
من جهتها، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند الاثنين ان الولايات المتحدة تريد العمل مع المعارضة لتسريع سقوط الاسد.
وقالت نولاند للصحافيين 'في هذا الاطار، تحدثت وزيرة الخارجية عن التخطيط العملاني - التخطيط للطوارىء - الذي نقوم به مع الحكومة التركية وندرس كيف يمكننا دعم الذين يعملون على الارض بدون ان نسبب بأنفسنا معاناة اسوأ'.
الى ذلك عزز الجيش التركي الثلاثاء وجوده في المناطق المتاخمة للحدود السورية التي نقل إليها أنظمة صواريخ.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية أرسلت تعزيزات عسكرية مدرعة إلى كيليس بولاية غازي عنتاب.
وانطلقت التعزيزات الجديدة من قيادة اللواء 5 مدرعات في الجيش التركي صباح امس.
جاء ذلك في الوقت الذي أبلغ فيه مقاتل ايرلندي من أصل ليبي رويترز ان مقاتلين متمرسين شاركوا في الحرب الاهلية التي شهدتها ليبيا العام الماضي جاءوا الى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية وسط ظروف اشد قسوة بكثير من المعركة التي دارت ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ولد المقاتل حسام النجار لأب ليبي وأم ايرلندية واشتهر باسم سام. وهو قناص محترف كان من أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام بقيادة مهدي الحراتي وهو قائد ميليشيا قوي من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.
ويقود الحراتي الآن وحدة في سورية غالبيتها من السوريين لكنها تضم أيضا بعض المقاتلين الاجانب من بينهم 20 من كبار اعضاء وحدته الليبية. وقال النجار ان الحراتي طلب منه المجيء من دبلن والانضمام اليه منذ بضعة أشهر.
وذكر النجار ان من بين الليبيين الذين يقدمون العون لمقاتلي المعارضة السورية خبراء في الاتصالات والامدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة وانهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية.
ووجود مقاتلين أجانب قضية حساسة بالنسبة لمقاتلي المعارضة السورية. فحكومة الاسد دأبت على الاشارة اليهم باسم 'الميليشيات الخليجية التركية' متهمة دول الخليج السنية وتركيا بتسليحهم وتمويلهم وقيادتهم.
وتعرف الوحدة التي يقودها الحراتي قائد الميليشيا الليبي بلواء الأمة في اشارة الى الأمة الاسلامية. وقال النجار ان آلافا من المقاتلين السنة في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعدادا للانضمام الى القضية.
واثارت فيه مشاهد من افلام بثت على موقع اليوتيوب جدلا واسعا في سورية وخارجها بعد ان نشر أنصار الحكومة السورية الاثنين واحدا من أبشع أفلام الفيديو ويظهر فيه مسلحو المعارضة وهم يذبحون ببطء رجلا معصوب العينين في حلب.
وبثت على موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح على حشود فرحة تهلل في الاسفل.
ومن جهته كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن شقـيق الرئيس السوري ماهر الأسد فقد ساقيه خلال العملية التي استهدفت 'خلية الأزمة' بمبنى الأمـن القومـي في دمشق الشهر الماضي.
وأكد بوجدانوف في تصريح لصحيفة 'الوطن' السعودية نشرته الثلاثاء أن ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ، والقائد الفعلي لخلية الأزمة ، كان حاضرا اجتماع خلية الأزمة، ووصف حالته بأنه 'يصارع من أجل البقاء'.
الا ان روسيا نفت في وقت لاحق الثلاثاء ان يكون بوجدانوف اجرى مقابلة مع 'الوطن' السعودية.
واضاف المصدر 'الامر يبدو اشبه باستفزاز جديد في مجال الاعلام'.
وعقدت الثلاثاء قمة اسلامية في مكة بمبادرة من العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في ظل انقسام بين الدول الاسلامية مماثل لانقسام المجتمع الدولي حول سورية.