حديث جريدة القدس الفلسطينية / أنقذوا شركة كهرباء القدس
--------------------------------------
شركة كهرباء القدس من المعالم الفلسطينية والعربية التي ما
تزال باقية، رغم الصعاب والتحديات الاحتلالية في المدينة المقدسة.
وهي تعاني من جهتين، فلسطينيا واسرائيليا وتحتاج يدا عربية تزيح
عنها الأخطار التي تتهدد وجودها، وآخرها تهديد شركة الكهرباء
الاسرائيلية بقطع إمدادات التيار عنها، ما سيوقف معظم نشاط الشركة
الفلسطينية ويتسبب في معاناة كارثية للمقدسيين والفلسطينيين
في الضفة الغربية الذين يعتمدون في تلبية احتياجاتهم من الطاقة
على شركة كهرباء القدس.
هذه الشركة الفلسطينية اضطرت، مرغمة، لشراء التيار من الشركة
الاسرائيلية، لأن السلطات الاسرائيلية منعت وص ©ول المولدات
الكهربائية إلى محطات الشركة، أو تعيق تركيب وتشغيل هذه
المولدات.
والمؤسف أن كثيرا من الأشخاص والتجمعات السكانية يعمدون
إلى سرقة التيار الكهربائي الذي تشتريه الشركة، وكأنها تحصل
عليه مجانا. وإن دل هذا على شيء، فعلى انعدام الوعي وتآكل الوطنية
في نفوس البعض، وعدم الاكتراث بمصير شركة هي من المؤسسات
الحيوية في هذا الوطن.
وبالتالي فقد تراكمت الديون على الشركة وأصبح سداد هذه الديون
شبه متعذر. مع أنه كان بإمكان هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل أن
يسددوا فواتير استهلاكهم ويحموا هذه المؤسسة الوطنية من خطر
يهدد وجودها. والسؤال هو :أيهما أفضل أن يدفع هؤلاء استحقاقاتهم
المالية، أم يحرموا كليا من التيار الكهربائي لأن الشركة لن تستطيع
توفيره لا لهم، ولا حتى لمن يسددون فواتيرهم بانتظام؟.
هناك جهات يجب أن تسهم في حل المشكلة أو الضائقة المالية
لشركة كهرباء القدس، ومنها السلطة الفلسطينية التي عليها ضمان
سداد ديون التجمعات السكانية التي ترفض دفع الفواتير هكذا "خاوة"
كما يقولون، حتى لو أدى الأمر أحيانا للاعتداء على موظفي الشركة- وهو
ما حصل أكثر من مرة.
ووكالة الغوث الدولية، المكلفة برعاية ظروف اللاجئين في المخيمات
الفلسطينية، عليها الإسهام في التخفيف من الأعباء المالية التي ترهق
كاهل الشركة، لأن التيار الكهربائي لا يقل أهمية عن توفير الطعام
والتعليم والخدمات الصحية للاجئين، بل هو عنصر أساسي في كل
هذه الخدمات لا يمكن تقديمها إلا من خلاله.
والمناشدة الثالثة، والأخيرة، موجهة للأشقاء العرب الذين تثير كلمة
القدس وصمود القدس والمقدسيين مشاعر النخوة العربية والإسلامية
في نفوسهم. فالدين المطلوب من هذه الشركة يمكن لمن حباه الله
بالثروة وبارك له فيها أن يسدده بما هو أسهل من السهولة، وليكن
ذلك قربة لله سبحانه في شهر رمضان الفضيل، وواجبا بسيطا من
الواجبات العديدة على المسلمين جميعا تجاه أولى القبلتين وثالث
الحرمين الشريفين.
ولنحافظ على هذه الشركة الفلسطينية العربية التي تتهدد المخاطر
وجودها، وهي من المعالم القليلة الباقية في القدس التي يتوجب
رعايتها ودعمها، ودفع كل التهديدات الداخلية والاحتلالية عنها.