ملحمة مغربية من حاضرة زيري بن عطية ( مطولة شعرية ) / محمد شركي
-----------------------------------------------------
تاريخنا صحف مدداها ذهب إنا مغاربة مازيغ والعرب
عرقان نحن ودين الله يجمعنا شعب أبي لتقوى الله ينتسب
مازيغ حام وكنعان أرومتهم والنسل من مضرأنسابهم عرب
بحر البلاية بالظلمات يمنعنا والشرق ملوية ما بعدها يجب
والرمل كالتبر في الصحراء نملكها وبحر روم لنا ما خلفه أرب
هذي معالمنا في الأرض شامخة والجن تحذرنا والإنس ترتعب
أم الربيع من الفردوس منبعه وأطلس شامخ بالثلج يعتصب
والشرق نجد وبالبأساء ممتنع والريف وعرعلى من رام يحتلب
والغرب سد له الأعلام مانعة وأسده في عرين العز تنتصب
والسوس ثغر علا حماته بهم وقفرنا قبر من يدنو ويقترب
هذي جبلتنا والله ميزنا عن خلقه بالندى للعز ننتسب
نغضي عن العيب للأغيار نستره والعفو ديدننا والعار نجتنب
وعد الوفاء لنا والعهد نحفظه والجارمؤتمن والكل يكتسب
والضيف نقري إذا ما غيرنا بخلوا والعون منا لمن تجتاحه النوب
أباة ضيم وكل الخطب نقرعه غلاب ملك وللأمجاد ننتدب
نحمي النزيل إذا ما رام ذمتنا بالنفس نمنعه والحمد نصطحب
دان الثناء لنا فالمجد يمدحنا والذكر يذكرنا والشعر والكتب
على المكاره في هيجائنا صبر وفي الشدائد أثبات ونحترب
وأرضنا غاية المسكين يقصدها على الدوام وأرض الغير يجتنب
كبيرنا واجب التوقير محترم وذو المعارف فينا زانه حسب
بعنا النفوس لذات الله مرخصة في نصرة الدين لما استنصرالأحد
إسلامنا نعمة لله نشكرها في أرضنا خالص إبريز أو ذهب
من سنة المصطفى شيدت عقيدتنا والأشعري بها مستوثق أرب
ومالك حجة في الفقه نتبعه من منبع رشفه أنعم به حبب
طاف الأئمة بالأمصار رغبتهم في سنة مالك يعزى له الحلب
إمامهم جامع بالفضل سابقهم وقطبهم شامخ دانت له الرقب
من نبعه فقهنا مذ كان مرتشف وغيرنا بعدنا يحسو ويحتلب
أما الجنيد فقد سادت طريقته فينا وأوراده للذكر تنتخب
ما عابها ضارب للطبل يقرعه أو نافخ نايه مزموره طرب
أذكاره سبح لله أخلصها وغيره عابث أوراده لعب
خيارنا شهب بالعلم لامعة في الغرب طالعة والشرق يرتقب
من علمنا نهلت أشياخه وروت وفقهنا عندهم بالذوب يكتتب
لنا المتون كشرب الماء نحفظها والحاشيات لهم وسبقنا قصب
حفاظنا في ربوع الأرض قد برعوا في الذكر يتلونه ورش له نسبوا
ونافع شيخنا في الحفظ حجتنا أحكامه درر يهفو لها الدرب
ونحونا في نظام العقد نسلكه نحدو به إبلا أبوابه نخب
صغارنا في هجير الصيف نحبسهم للذكر تحفظه لله تحتسب
والحافظات له في ربعنا كثرت وغيرها همها التنميص والخضب
أعلامنا في فنون العلم قد نبغوا وباعهم في ضروب القول مستهب
أقطابهم بجميل الذكر نمدحهم والشعر في مدحهم تحنو له السحب
شيوخنا فتية بالنهى عرفوا فاضت معارفهم ضاقت بها الكتب
يحصي الحصى عددا والعد ممتنع إن عدهم حاسب للعد ينتدب
أما مساجدنا تزهو بها مدن أبراجها قمم في الجو تنتصب
جدرانها مرمر والسقف لؤلؤة ساحاتها بسط محرابها خشب
بالصور يجمعنا مؤذن غرد ومثله مقرىء بالذكر ينتحب
وخلفه خشع لله قد خضعوا صدورهم كأزيز القدر تضطرب
نهفو إلى حلق بالعلم قد زخرت أشياخها كلهم مستلهم ذرب
هذي المعاهد للديجور طاردة أنوارها سرج سبيلها سرب
من كل فج لها زور ومنتسب روادها نخب للعلم تجتلب
أحيى الإله بها منظومة درست لله در الذي يعزى له السبب
حاز الريادة في الدنيا له شرف والخلد في جنة الفرودس يحتسب
نأبى الدنية لا كالذل مثلبة في مغرب شعبه حر له نسب
همت بنا طمعا في أرضنا أمم رامت حمى دونه آسادنا تثب
فردها بأسنا بالخزي خائبة دون العرين فلول الغزو تنسحب
رامت شواطئنا للريع تطلبها صور وقرطاج وابن الزوش يلتهب
أسطورة نسجت لقمة نسبت حتى غدا بعده طارق لها لقب
إذ أحرق الفلك في بحر له لجج لا كالهرقل بلا سيف ويختشب
هذي الحقيقة لا أسطورة نسجت وقنة طارق أولى بها ويكتعب
أسواقهم نفقت آثارهم درست والخلد في مغرب من داره صقب
رومانهم دحروا وندالهم غلبوا في مغرب شعبه للغزو يرتقب
بالنار يرجمه والذل يلبسه والعار يلحقه والخزي يحتطب
ما فاز في مغرب غزو له أبدا ولا صفا عيش غاز حين يغتصب
هذي سجيتنا للفخر نذكرها والصدق يدعمها والمجد منجلب
إباؤنا لم يجد أجدادنا لقبا كمثله لقب في الناس أو نسب
مازيغ نحن بهذا النعت يعرفنا من ذاق من بأسنا كأسا لها شرب
أحرار نحن إله الناس أوجدنا للعز نقدمه والناس تحتقب
كل الشعوب لقهر الملك قد خضعوا إلا الأمازيغ عزوا في الورى شهب
معبودهم أبدا الله مذ خلقوا وغيرهم كافر أوثانه نصب
ظن الغزاة بأن الدين مرغمة فغرهم عجلهم والنار تلتهب
ثم الصليب له الأجراس قارعة فصدهم أننا للشرك نجتنب
نار المجوس خبت في ربعنا خمدت خاب الصليب ورب العجل ينتحب
لما دعا أحمد المختار مغربنا لدين رب له الأكوان تنتسب
وجاء ركب من الفاروق ينقذنا من جرجر خاسيء بالرزىء ينقلب
خان الكسيلة والديان عاقبه من خان عقبة فالبلوي له حرب
أبو المهاجر صوال ومنتصر وعقبة الليث في الهيجاء يجتنب
مصمودة خدعت للشرك قد دعيت وزناتة نصرت ودأبها حدب
وغر كاهنة قوم لها كفروا والله أهلكها فملكها خرب
حسان حاصرها وأوراسها خربت بالله قد فتحت والله ينتجب
وابن النصيرغزا بالله منتصرا وجنده بربر إخوانهم عرب
وكلهم قاتلوا في الله أو قتلوا وعدا على ربهم في الذكر يكتتب
وطارق خاض بالفرسان أندلسا والفلك أحرقها في اليم تلتهب
وقال والقول في الهيجاء مفخرة أعداؤكم قبل واليم يصطخب
والصدق ينفعكم لله فاصطبروا فجاءه الفتح يجثو ما له ركب
وطارق لم يمز من بربر عربا في غزوة خاضها لله يحتسب
بالضاد خاطبهم والنون والقلم ما عابهم نطقها مازيغ أو عرب
فالذكر أفصحهم بالضاد أنطقهم واللوح علمهم ما خطه القصب
والله أخلصهم بالدين أكرمهم سبحانه أبدا فأمره عجب
لطارق كانت الفردوس مغنمة وجنة الخلد في الأخرى له تجب
وعلم البربر القرآن ملتمسا بذاك من ربه أجرا ويقترب
فلاكت البرير القرآن معربة به تغنت وبالفصحى لها طرب
آياته حفظت يتلونها غسقا وفي الأصيل إذا تتلى هي الوجب
كالنحل أصواتهم بالذكر صادحة في الفجر والليل بالترتيل قد دربوا
وسنة المصطفى كالعقد قد نظمت حفاظها أمة وشرحها كتب
وعقبة قائم في الوحش يخطبهم إني أروم بناء البيت فانقلبوا
فشوهد الوحش يمضي هاجرا أجما لما دعا عقبة فالوحش ينسحب
هي الولاية لم يسمع بها بشر ولم يكن مثلها في الخلق يرتقب
عدا كلام نبي الله في صحف تقص قولا لطير كان يصطحب
وقول نمل ينادي قومه فزعا من جيش من عرشه في الماء ينتصب
سبحان من خصه بالذكر في صحف تتلى إلى أبد في الخلق تكتتب
سبحانه إذ قضى لعقبة وطرا في قيروان بها شيدت له نصب
بالمجد شاهدة لله خاضعة بالذكر عامرة للدين تنتسب
حصن العلوم وثغر الدين مذ بنيت نهفو إليها وبالأشواق نجتلب
ما زال مغربنا بالدين يفتخر مذ جاء موسى وطارق له عقب
وعقبة فاتح بالفتح حررنا والله أكرمنا في الدين نرتغب
ما غرنا خارج أو رافض غدر وسنة المصطفى كانت لنا نسب
من دوحة المصطفى كانت أئمتنا إدريس أولهم في بيتنا صقب
بنسله شرفت أنسابنا وغدت في مغرب ماجد بالإرث تعتقب
فزان نسل رسول الله بربرنا وزادهم شرفا سبط له لقب
ورام هارون جز العز من بلد أبى سوى العز في ليث له نسب
وصانه الله في أرحام جارية ذخرا وفي مغرب أحفاده نخب
أحفاد طه وأشراف أدارسة سادوا ربوعا لدين الله قد ندبوا
شادوا المكارم في فاس لها شمم بالعدوتين صروح العلى قبب
منار علم أضاء الخافقين هدى فأمه كل من للعلم ينتسب
ونوره شع في الآفاق منتشرا ومنهل عذب بالعلم منسكب
حتى ارتوى ظامىء في الروم مغترفا فصاربالعلم جبارا ويحترب
فقابل الفضل بالنكران يجحده ودأبه غادر للجرم يرتكب
منا الوفاء وفي جيراننا غدر ووعدنا ناجز والغير ينقلب
شادت منارتنا للعلم فهرية في قيروان بدت بالمجد تنتقب
فالعلم في أرضنا كانت فسيلته والفضل في دوحه لأرضنا يجب
أشرافنا نصحوا لله وانتصحوا ما بدلوا عهدهم للدين قد ندبوا
حتى قضى الله للإسلام ناصره من بربر يوسف المقدام ينشعب
أهل الرباط وأهل الذكرعترته صحراؤهم دوحة بالفخر تقتشب
سيف وفي نصرة الإسلام منجرد فاق السيوف إذا ما النصل ينتصب
كابن الوليد إذا ما الأسد قد ذكرت مستبسل خالد ويوسف الحرب
خاض البحار إلى الفردوس ينجدها لله منتصر لما طغى النهب
غر الطوائف عيش باذخ رغد وغرهم عازف للعود والطرب
حتى غزاهم بسيف راهب خطر هد الصوامع للجامور ينتهب
فاستنصروا عابدا لله مبتهلا للسيف منتطق للدين يحترب
زلاقة بصفيح النصل أوقدها وقودها راهب الصلبان والحطب
أعاد يوسف للإسلام هيبته ولم تعد بيضة الدين تنتحب
شاد الجوامع للرحمان محتسبا يقينه أنه لله منقلب
ما غره الملك لما حاز أندلسا وهمه جنة الفردوس مرتغب
شاد الحواضر بالجنات زينها من تحتها نهر تجري لها صبب
قاد الجحافل في الهيجاء يقدمها والله غايته لله يحتسب
نعم الملثم في الفيحاء يحرسها بالذكر حبل من الرحمان ينجذب
لمتونة أصله والله هيأه بالدين أوكله نعم الفتى الضرب
ثوى وما غاب ذكر المكرمات له عن ذاكر حافظ للأمجاد يرتقب
في تنمل قادهم شيخ وداهية لما دعا دارس الألحاد تنقلب
فسادهم بدهاء العقل يتقنه مستنهضا همما للدين يختطب
صد الأعادي من الفشتال جندلهم عند الثغور ونعم المنجد الصقب
موحدون ومنصور لهم علم شاد المآذن في الأجواء ترتقب
جامورها ذهب من لؤلؤ يمض ونقشها ساجه بالعاج يقتشب
شاد الحواضر في الأصقاع تحرسها عناية الله والأجناد والعصب
أسوارها قد علت في الجو تمنعها ودونها من بغى للتو بنسحب
دار السلام لمنصور ومأسدة يرتادها عسكر من بربر يثب
أفراسها كجراد البر منتشر والكوم تركبها تصهالها الرهب
ما بين أطلسنا دانت وبرقتنا مازيغها لعلي المجد والعرب
ومنكر لصفات الله قومه نصل الهداية باسم الله يحترب
ما بين قنطرة شيدت وصومعة ملك وسلطانهم للفخر ينتسب
راحوا إلى جنة الفردوس يقدمهم سعي لهم صالح في البعث يحتسب
وبعدهم صان أمر الدين محتسب أبو عنان وظل الله يرتقب
هذي تلمسان بالأمجاد شاهدة له ونعم الزناتي باسل ضرب
وهل ترد بنو حفص أذى أسد شاكي السلاح وللبأساء ينتصب
شاد المعاهد في فاس لها قبب للعلم قاصدها يسعى له خبب
أسفارها كنز قارون له أتن ناءت بحمل لعلم كان ينتخب
بنو مرين من الصحراء محتدهم وملكهم عز لما سادهم أرب
أغرارهم سفها بالملك قد عبثوا ففل قائمهم في ملكهم نكبوا
أهل الوزارة صاروا بعدهم خلف فضاع ملك بكى من فقده الحسب
حتى استعيد بعون الله مكتملا وصانه باسمه نسل له نسب
أبناء سبط علا وجدهم حسن أسد الحجاز إذا ما خيلهم ركبوا
صدوا العدى وجنود الله تحرسهم ووعده ناجز والنصر مرتقب
خاضوا المعارك في الشطآن قد غصبت والبرتغال سطوا للأرض ينتهبوا
أم المعارك والتاريخ سجلها واد المخازن في الأمجاد تحتسب
إمامهم كان منصورا ومنتصرا لله محتسب وعصره ذهب
سن الإدارة بالتجديد وشحها وجيشه قاهر مستبسل لجب
أجناده هابها الأتراك إذ طمعوا فصدهم بطشها والبأس والرعب
العلم همته والذكر مذهبه والدين غايته في الله يصطحب
تقاعس العز بالمنصور مفتخرا ككوكب بازغ غارت له الشهب
فاق المدائح أمجادا ومفخرة في مدحه حارت الأشعار والأدب
واستبشر الملك بالأشراف في زمن زادت نوائبه والأرض تنتحب
أشرافنا في جنوب العز قد نزلوا وجدهم لرسول الله ينتسب
أهل التهجد بالأذكار تعرفهم في واحة بسرها يزدان والرطب
أهل الإمامة عن أجدادهم ورثوا سر الولاية كابرا عن كابر نقبوا
ساد الرشيد وكان العز يرقبه للمكرمات لها الأبطال تنتدب
باسم الإله مضى في الناس يجمعهم وساسهم باسمه بالله معتصب
وحوزة الملك والسلطان ثبتها وبعده صانها من نسله عقب
أهل التقى كلهم والذكر حجتهم والهدي منهجهم إذا همو خطبوا
والعلم يزهو بهم أخلاقهم دمثت والجود يعشقهم من فرط ما وهبوا
صانوا العقيدة بالقرآن يحرسها والهدي حاضنها في مغرب تجب
خاضوا المعارك للديان وانتصروا والنصر من عنده أعداؤهم غلبوا
شادوا الحواضر والأسوار تمنعها وجندهم باسل للذود ينتصب
آثارهم في ربوع العز ماثلة بالمجد شاهدة وعمرها حقب
مكناس ماثلة سلطانها أسد حامي الثغور وفي الأمصار يجتنب
حاز الهدية من باريس تحذره سلطانها يومذاك جزيه قطب
أزهى العصور وإسماعيل صاحبه فاق الملوك جميعا عصره ذهب
أحفاده نجب من عزه نهلوا وكلهم ماجد رخو لهم لبب
يحذو مواكبهم عز ويقدمهم مستبشرا حيثما ساروا إذا ركبوا
محمدون مضوا الليث خامسهم تاج العروبة للإسلام منتخب
ذاق المنافي في البيداء محتسبا صان الكرامة والأعداء تنتهب
بالنفس والأهل قد جادت نحيزته مسترخصا روحه للشعب يكترب
وعاد للعرش من منفاه منتصرا بالله والشهب لما نابت النوب
جهادنا في الورى عز ومفخرة وعزنا ساحق في الأفق منتصب
عبد الكريم لنا في الريف قسورة حاز المفاخر إذ تجتاحنا الصلب
موحا وحمو وفي زيان ملحمة وماء عينين في صحرائنا لهب
أمثالهم كيثر في مغرب أشب أعراقه شجر أفنانها عجب
صحراؤنا حسن بالسلم حررها وسيره نحوها ما شابه اليلب
شاد العمارة فوق الماء صومعة آذانها صادح والموج يضطرب
بلقيس لو أنها مرت بها كشفت عن ساقها حيرة وانتابها العجب
فاعجب لصرح لنا صناعه بشر لمثله مارد العفريت ينتدب
باني السدود على الأنهار ماردة تسقي الجنان لنا قطوفها عنب
عم الرخاء بها والرزق منبسط والشعب منشرح للفخر ينجذب
خير الخلائف في الأشراف سادسهم محمد نعم من تهفو له الركب
ساس الرعية بالإسلام مقتديا بجده المصطفى تجثو له الركب
فاللين عادته والعطف ديدنه كل الرعية للسلطان تحتدب
أبو المكارم في الدنيا وسيدها يأوي الضعاف إذا ما حقهم سلبوا
باني المفاخر والآثار شاهدة والله يحفظه كما سمت كتب
والقدس تشغله في الأسر باكية حامي حمى الدين للتحرير منتدب
تبكي مليلتنا بالدمع تذرفه وسبتة جرحها دام له صبب
وصخرة بتخوم الريف نائحة ثكلى وترجو خلاصا غلها السلب
تاريخنا شاهد والحق معترف والله أورثنا بحرا له لجب
ثغوره سبة الإقدام مذ وجدت كذا مليلة عز زانها الحسب
مدينتان لهذا الشعب قد خلقت مذ كانتا رتقا والمهل تضطرب
عروستان وبالأمجاد زينتا والريف عرس له زفت وتختضب
أما الصليب فحاشا أن تزف له بنتا العروبة مهما طالها السلب
ما باعهم سلف أرضا كما زعموا بل سالموا جيرة خانت وتحترب
ما ضاع حق إذا ما لح طالبه إن الكرامة جلى دونها النصب
لا صخرة بشمال غر نازلها حسن الضيافة بئس الضيف ينتهب
أو حبة الرمل في الصحراء نتركها لطامع في حمانا مسه الكلب
إن الدنية لا نرضى بها بدلا في ديننا عن نزال البهم تنتخب
والسلم دين لنا إن جيرة جنحوا للسلم أو بأسنا نار لها لهب
فطارق إذ غزا بالفلك أحرقها عزما وما رده عن رغبة رهب
ويوسف العز إذ ناداه معتمد أنساه لهو وميض السمر تلتهب
طارت حميته للدين منتصرا وعاشق اللهو في أغمات مغتهب
أنى لمعتمد بالعود منشغل يبغي الفخار ولم تسمع به القضب
بالله عزتنا والمجد غايتنا والدين نحفظه والخلد نرتقب
تاريخنا صحف مدادها ذهب إنا مغاربة مازيغ والعرب
دوام ملك لغير الله مكذبة سبحانه دائم والخلق منقلب