بأيِّ ذنبٍ يا غشومُ ليُخْمَدُوا / للشاعر عبدالعزيز المنسوب
------------------------------------------
إبليـسُ يا بشـارُ خلفــك يهتـــدي === والكفـرُ يا بشارُ باسمك يسعـدُ
فالصّينُ من أجل النّفُيْطِ تقاعست === ترجـو زوال الحقّ كيما يفقـدُ
والرّوسُ من أجل الدراهم أجرموا === نقضوا مواثيق الرجال وبدّدُوا
سبـــل النجــاة لعصبةٍ قد دُمّرُوا === بيــعت قضيتهم لذئــبٍ يفســدُ
إيـــرانُ حلـــفُ الكافرين وحلفه === طارت تساند من يخون ويلحدُ
بحّـــتْ حناجــرهم بـوأدِ عصابةٍ === سفــكت دمانا والخبيــث يردِّدُ
سنبيــد إسرائيــل في أرجــائــها === كلا وربّي للمحــبّـــةِ يرصُــــدُ
جند المجوس على البلاد تكالبت === في سرعة الريح الشديدة تُحشدُ
بالأمس كانــت لليــهود معــرّةٌ === في أرض غزّةَ بالمحرّمِ تُرْعِـدُ
أين الفيالق يا مجوسُ تبخُّــرتْ === أم أنها في صدر حمصٍ تصعدُ
أين البوارج بالسلاح تـآكلـــتْ === أم أنــها في وأد درعــا تُـنْـــشَدُ
بغداد شمس الرافـدينِ تذكّري === عيـن التتار ومــن يعيـن ويعقـدُ
في عقر دارٍ للإغــارةِ مجلسـا=== كيما يـــزولُ الديـنُ كيــلا يُعْبَدُ
فهم العيونُ الساعياتُ لمحـونا === وهــم الممرُّ لكلِّ ظلــمٍ يُـعْـــهَـدُ
جولانُ تشكو أسرها وهوانها === فالقيــد يربــو والحجارة تشــهدُ
هلاّ أزلتَ القيد عــن كثبانـها === وأعــدّتها وطنا ينيـــرُ ويُقْـصَـدُ
بل صرتَ نذلا للعدو مـداهنٌ === ولأهـل حمصٍ بالمدافع تحصـدُ
طفلا وشيخا والنساءَ أهنتهـم === فبـــأيّ ذنبٍ يا غشومُ ليُخْمَـدُوا
وبأيّ ذنبٍ في العراء دفعتهم === وبأيّ ذنبٍ حوصروا كي يُفْقدوا
في كلّ عصرٍ للطّغاة مجــدّدٌ === قد فقتهم في كل شــــرٍّ تُــــوقِدُ
إبليسُ يقفو ما فعلتَ ليقتــدي === بك في عـداوةِ من يـراه يُـوَحِّـدُ
والغاصبون لقدسنا قد أرسلوا === رســـلا لمدرســة النّكال تُقَلّــــدُ
لو كان جنكيز التّتار بحاضرٍ === لأشاد باسمك في الجموع يغـرّدُ
فالكفر خلفــك سائـــر ومُؤَيّـدٌ === كالجنِّ صـوب مُشَــعْـوذٍ تَتَــوَدَّدُ
أهي البطولة في قتال موحّدٍ ؟ === أم أنّــها أرْحَـــامُ من لّا يسجـــدُ
لو كنت حرّاً من سلالةِ ماجدٍ === لتركت أوطانَ الشجــاعةِ تسـعدُ
فاصنع لنفسك ما تشاء فإنها === في بئــر أوسـاخ اللئــــام سترقدُ
أين المعمّرُ والعليُّ وصالـحٌ ؟ === بل أين حسني؟ في السرير مُقَـيَّـدُ
لاحت بشائرها وحانت لحظةٌ === فغــدا نشاهــد رأس بَغْيٍ تُحْصَـدُ
-------------------------------------
للشاعر / عبدالعزيز المنسوب