لم يتغير شيء كثيراً
... منذ وعد بلفور
في ٢ تشرين الثاني ١٩١٧ ، صدر وعد بلفور المشهور والمشؤوم الذي دعا
الى اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وان تساهم بريطانيا صاحبة الوعد
وتلتزم بتنفيذه. كانت المصالح هي التي ادت الى اصدار هذا الوعد، حيث كانت
بريطانيا في اوج الحرب العالمية الاولى وبحاجة لمساندة من الحركة الصهيونية
علمياً وحربياً وسياسياً.
وبدأت سياسة التنفيذ بعد الانتداب البريطاني على فلسطين، اثر انتهاء
الحرب العالمية الاولى وتقسيم العالم العربي بين بريطانيا وفرنسا المنتصرتين
بالحرب. ومنذ ذلك التاريخ ونحن نحاول ونقاوم ونقاتل ونفاوض، وما نزال حتى
اليوم، بينما الارض تضيع ووعد «الوطن القومي » لليهود يتضخم ويتسع ونجد
اكثر من بلفور واحد يدعم هذا التوجه في اكثر من دولة بسبب تراكم المصالح
والنفوذ وفعالية القوى المؤثرة من جهة، واستمرار نهج الخطابات والبيانات
من جهة ثانية.
وكالعادة في كل سنة من هذه السنوات ال ٩٥ الماضية تصدر البيانات
المنددة بالمؤامرة والمناشدة لرفع الظلم التاريخي بحق شعبنا الفلسطيني بينما
تستمر دائرة الاستيطان والتوسع ومصادرة الارض وتهويد القدس والمقدسات،
ويقف قادة الغرب مع الاحتلال فعلياً ويكتفون بدعمنا لفظياً دون ان يساهموا
في رفع الظلم او تحقيق العدالة التي يتشدقون بها دائماً.
وكالعادة ايضاً يقف قادة عالمنا العربي مشغولين بقضاياهم ومصالحهم
الخاصة ويغدقون علينا الاقوال والبيانات واناشيد الدعم.
في هذه المناسبة تظل حقيقة واحدة ساطعة وهي ان شعبنا باق رغم
كل التحديات والمصاعب، وان شعبنا متمسك بحقوقه ووطنه رغم كل
التراجعات.