.
:::::::<< نعود معكم في سلسلة جديدة في قلب حروب الجبل >>::::::::
سنبدأ نحن وإياكم رحلة جديدة في عمق الجبل الغالي بعد أن أخذنا جولة طويلة في كل ماطق الجبل من سهله إلى قمة جبله من وديانه وثلوجه الى تفاح الجبل وعنبه وستكون رحلتنا هذه في معارك ا
لجبل ومصدر فخره ونبدأها بصراع الجبل ومعاركه مع الجيش الأنكشاري العثماني وكيف ذاق الذل والهوان على اعتاب الجبل ,
حيث أنه بعد أن بدأت نزاعات قبلية في جبال لبنان بين القبائل القحطانية و القبائل العدنانية و انقسموا الى قسمين عرفوا باليمانيين و القيسيين و في عام 1711 م جرت معركة (عين دارة) الكبيرة بينهم مما أدى على اثرها أن انتقل اليمانيون (بنو معروف ) الى جبل حوران و استقروا فيه .
وفي عام 1810 استقر بنو معروف تماما في جبل حوران و اعترفت لهم الدولة العثمانية ببعض الامتيازات كحمل السلاح و الإعفاء من الجندية إلى أن جاء عام 1837م وقررت الدولة العثمانية بسط سيطرتها على الجبل ونزع هذه الأمتيازات عن أبناء الجبل وبدأت الحكاية كالتالي :
(( حرب ابراهيم باشا 1837م )):
بعد أن استقرّت الأمور لإبراهيم باشا وسيطرته على بلاد الشام أخذ ينفذ سياسةً متشددة ضد جميع السكان دون استثناء، فامر بالتجنيد الإجباري لكل قادر على حمل السلاح. لذلك، تذمّر أهالي لبنان وفلسطين ونزح قسم كبير منهم إلى جبل حوران وأصبح جبل حوران ملجأ لكل مَن يرفض التجنيد في جيش ابراهيم باشا خاصةً بعد معارك نابلس ومعارك لبنان وقد أيقن أن وضع الجبل بامتيازاته الحالية يحول دون تحقيق طموحاته، لذلك قرر إخضاع الجبل لحكمه، وأخذ ينتحل الأسباب للهجوم عليه، فأوعز لحاكم دمشق (شريف باشا) أن يطلب من أهالي جبل حوران (72) مجنداً، فاستدعى شيخ الجبل آنذاك الطاعن في السن الشيخ يحي الحمدان إلى دمشق وابلغه تأمين العدد المطلوب من المجندين .
في هذه الأثناء حاول الشيخ (يحي الحمدان) أن يقنع (شريف باشا) بأن عدد أهالي الجبل القليل لا يسمح بتأمين العدد المطلوب من المجندين لإعتمادهم على هؤلاء المقاتلين لصدّ هجمات البداوة ومنع التعديات على مزروعاتهم وأملاكهم، ولكن والي دمشق ضاق ذرعاً من إلحاح الشيخ يحيى الحمدان بطلب الإعفاء فأهانه بعبارات نابية، عندها قرر الشيخ حمدان أن يرد الإهانة مضاعفة فقال للوالي: "ابعث قوة عسكرية من عندك وصدّ عساكر قدّ ما بدّك"، فاقتنع الوالي وبدأ بتجهيز حملة لهذا الغرض.