كفى أيها الأردنيون الفلسطينيون! بقلم الاستاذ عامر العظم
-----------------------------------
تسمع من بعض الأردنيين من أصل فلسطيني تبريرات عن إحجامهم من المشاركة منها عدم نضوج طروحات بعض السياسيين والحراكات واللجان التي تذكرهم بأصولهم ومنابعهم واسطوانة الوطن البديل المملة، ويصل ببعضهم الجبن والسلبية ليقول ليكن الشرق أردنيين في المقدمة، فنحن لم نستفد من هذه الحكومة إلا التمييز والإقصاء والتهميش وملاحقتنا على أصولنا رسميا ومن الأجهزة الأمنية، لا شك أن التعميم مجاف للحقيقة، فقد شارك الأردنيون من كافة الأصول في الحراكات الشعبية سواء بصفة فردية أو شعبية أو حزبية.
لا يجوز للأردنيين من أصل فلسطيني أن يكونوا كدجاج المزارع بلا فعل شعبي أو سياسي يخدم قضيتهم وقضية شعبهم المحتل الذي لا يبعد سوى بضعة كيلو مترات عنهم وعن بيوتهم، وإن كانوا يتهمون "الشرق أردنيين" بالتمييز، فعليهم أن يتخلوا عن فوقيتهم وكبريائهم وسلبيتهم وترددهم. لقد أخطأ الفلسطينيون أو الأردنيون الفلسطينيون بتجاهلهم لأبناء شعبهم في الضفة الشرقية، فبدلا من أن يعملوا على الانخراط الشامل معهم والتقرب منهم وتبديد مخاوفهم والتوضيح لهم أننا شعب واحد بمصير واحد، اكتفوا بانغلاقهم وفوقيتهم وانهزاميتهم في كثير من الأحيان.
أبناء شعبكم في الضفة الشرقية أو ما يسمى "شرق أردنيين" وفق تصنيف "سايكس بيكو" يدركون أنكم وإياهم شعب واحد ويعرفون تاريخهم وأصولهم وامتدادهم ومصيرهم وحاضرهم ومستقبلهم. إن أبناء شعبكم من شرق نهر الأردن بحاجة إلى يد ممدودة منكم وقلب صاف لتنهضوا سويا ويدا بيد لتحققوا النهضة المنشودة.
اما أنتم يا أبناء شعبنا في الضفة الشرقية فتفهموا أبناء شعبكم من ما يسمى سياسيا "الأردنيين الفلسطينيين" الذين عانوا من اللجوء والملاحقة والتمييز والتصنيف وجوازات السفر المختلفة "وما اسم جدك الخامس عشر"، إن ذاكرتهم مجهدة ومنهكة وملاحقة، مشكلتكم ليست مع أبناء شعبكم الذين تعيشون معهم منذ آلاف السنين بلا حدود، ابتعدوا عن اسطوانة الوطن البديل المملة وفكر سايكس بيكو الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ففلسطين قضيتكم ولكم وبانتظاركم جميعا!
-----------------------------
بقلم الاستاذ عامر العظم
15 نوفمبر، 2012
https://www.facebook.com/ameralazem