مغالطات تاريخية
في كلمة مندوب إسرائيل
ان التاريخ والجغرافيا والتوراة والإنجيل والقرآن الكريم تقول ان العبرانيين
وصلوا الى فلسطين، ليس فقط بعد الكنعانيين بل سبقتهم منذ آلاف السنين
الشعوب الأمورية والآرامية الذين يشكلون الشعب السامي الكبير الثالث الذي
انتشر في هذه البلاد وأقام ممالكه وحضارته فيها. كما سبقت العبرانيين شعوب
اخرى يمتزج فيها العنصر السامي بعناصر مختلفة، كشعب الهكسوس، كذلك
شعوب غير سامية كالحوريين، والحثيين والفلسطينيين الذي حملت "ارض
كنعان"اسمهم، فلسطين.
وإذ نذكر ذلك فلكي نشير الى الغنى التاريخي البالغ الذي تتميز به ارض
فلسطين وحركة التفاعل الحضاري الكثيفة والمتعددة التي شهدتها هذه
الارض، مما يتناقض مع النظرة " الذاتية" الوحيدة الجانب التي روج لها الفكر
الصهيوني وسعى الى فرضها، ومما يظهر تماماً ان التاريخ العبري لم يكن أبدا،
الا في عقول أهله، "محور" تاريخ شعوب الشرق الاوسط القديم. وكل هذا التاريخ
قبل ٦٠٠٠ سنة من الان. كما ان الفلسطينيين كانوا في هذه الارض قبل هجرة
ابراهيم بالفي عام على الاقل. كل هذا من ناحية التاريخ القديم.
اما من ناحية التوراة فقد ورد في سفر التكوين ان ابراهيم نزل في ارض فلسطين
أياماً كثيرة، وهذا دليل ان فلسطين كانت موجودة في التاريخ والجغرافيا قبل
وصول ابراهيم عليه السلام اليها.
وجاء أيضاً وفي التوراة ان الرب قال لإبراهيم " ان نسلك سيكونون غرباء في
ارض ليست لهم.."
وفي سفر القضاة الإصحاح ١٩ قضاة ان اليهودي غادر بيت لحم هو وسيرته
وغلامه وحماران "وفيما عند يبوس "أورشليم "والنهار انحدر جداً قال الغلام لسيده
تعال نميل الى مدينة اليبوسيين لنبيت فيها، فقال سيده لا نميل الى مدينة
غريبة حيث ليس احد من بني اسرائيل هنا، وقال لغلامه تعال نتقدم الى احد
الاماكن ونبيت في جعبة او الرامة"
وفي سفر الملوك الثاني ما يلي، وجاء الملك ورجاله الى أورشليم ، الى اليبوسيين
سكان الارض، فكلموا داود وقالوا له انك لا تدخل الى هنا حتى تشفي جميع
العميان عندنا والمقعدين..." فاخذ داود حصن صهيون وهي مدينة داود" وعلى
هذا الحصن بنى سليمان هيكله
في سنة ٩٥٩ ق.م. وكان طولة ٤١ مترا وعرضة ١٧متراً.
كما ان ذكر الفلسطينيين جاء في التوراة ٢٤٦ مرة.
اما في القرآن الكريم فيكفي ما هو ثابت في سورة الإسراء والمعراج.
ان المشكلة الحقيقية في الفكر الصهيوني انه يختار ما يعجبه ليبني عليه
حقائق مزيفه من التاريخ القديم او التاريخ الحديث وهي أكاذيب ليس لها اي
دليل حقيقي موثق...... وينسى او يتناسى ان كل ما هو حاصل اليوم هو اغتصاب
ارض وطرد اهلها بقوة السلاح والاعلام المسيطر عليه الصهيونيه العالمية.
فما جاء على لسان المندوب الاسرائيلي في الجمعية العامة حول التاريخ
اليهودي في فلسطين والقدس تتحضها التوراة والتاريخ ومع ذلك نقول لهم
نريد السلام المبني على الشرعية الدولية، لان هذه ارضنا ولن نتركها.
هل من المعقول ان جزر صغيرة في المحيط الهادي لا يتعدى سكانها ثلاثون
ألفا او بلاد لا تبان على الخارطة تنال استقلالها ونحن مزروعون في هذه الارض
المقدسة والتي حباها الله بالديانات الثلاثة يعيش اهلها في المخيمات او في
المهاجر ولا تكون لنا دولة مستقلة.
ان امريكا خادمة المحتل سوف لن يرحمها التاريخ من تزوير الوقائع والهروب
من كل المثل العليا التي تتشدق بها هذه الدولة والتي كنا نعتقد انها حامية
للعدالة والحرية.
ان الحرية لا تعطى ولكنها تنتزع من المحتل لذلك على الشعب الفلسطيني ان
يستعد لانتفاضه شعبية سلمية وتستمر ولا تتوقف أبدا حتى نيل الاستقلال.