مهرجان لبيك يا شام
-----------------
اختتمت مساء اليوم الجمعة في قاعة تل المرح في قرية عارة، مهرجان "لبيك يا شام" الذي نظمته الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني ضمن اليوم العالمي لنصرة الشعب السوري وثورته ضد نظام القتل والإجرام المستمرة منذ 21 شهرا .
وشارك في المهرجان الالاف من أهل الداخل الفلسطيني الذين توافدوا الى أرض المهرجان من شتى مناطق اراضي عام 1948 في الجليل والنقب والمثلث والمدن الساحلية والقدس ، ليؤكدوا دعمهم ومناصرتهم للثورة السورية الحرة
واستقبل أبناء وقادة الحركة الاسلامية الضيوف رجالا ونساء وأطفالا ، مرحبين بهم وسط أجواء مهرجانية احتفالية تزيّنت بأعلام الثورة السورية والفلسطينية والمصرية والرايات الخضراء.
وبدأ المهرجان الذي تزيّنت منصّته بأعلام الثورة السورية وأسماء مدن ومحافظات سوريا ، بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشيخ أسامة العقبي- مسؤول الحركة الاسلامية في النقب.
عريف المهرجان الشيخ محمد ماضي اعلن عن انطلاقة المهرجان بهتافات تنصر الثورة السورية وتنادي برحيل واسقاط النظام الأسدي ، وسط تفاعل جماهيري كبير هتفت حناجرهم تحية اجلال واكبار للشعب السوري الصامد أمام الممارسات الإرهابية لنظام الأسد.
محمد ماضي : هذا يوم الوفاء والتضامن والواجب
وقال الشيخ محمد ماضي في بداية المهرجان " هذا يوم الوفاء لسوريا الحبيبة التي نعتز ونفتخر أنها منا ونحن منها ، هذا يوم التضامن للجسد الواحد الذي ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، هذا يوم الواجب الذي نستشعر به نحن أهل الداخل الفلسطيني بداية من النقب ومرورا بالمثلث ووصولا الى الجليل وعلى مدار الساحل الفلسطيني عكا وحيفا ويافا واللد والرملة ولا ننسى مآذن وقباب المسجد الأقصى المبارك ".
وأردف قائلا :" باسم الوطنية والتقدمية تارة وباسم استهداف جبهة الصمود وقوى الممانعة وباسم المؤامرة على سوريا ، باسم أمة عربية ذات رسالة خالدة ، يقوم النظام السوري المتهاوي بتدمير البلاد وقتل العباد في دمشق ودرعا وحمص واللاذقية وهو النظام الذي تأرنب أمام اسرائيل واستأسد امام شعبه".
الشيخ خطيب : المهرجان القادم احتفالا بانتصار الشعب السوري على طاغية الشام
وفي كلمته ، بعث الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية ، بتحية اعجاب واكبار واعزاز للذين لهم فضل على الأمة كلها على مدار التاريخ ، منهم الشعب السوري البطل. وأكد أن الموقف الفلسطيني في الداخل منذ اللحظة الأولى وخاصة بعد مرور 6 اشهر من عمر الثورة والتي فيها كان الشعب مصرّا على أنها ثورة سلمية ، غير أن بطش النظام وجبروته وصلفه أصرّ على استخدام لغة البارود والنار منذ اللحظة الأولى ، فكانت مظاهرتنا الأولى نصرة لسوريا في شهر ايلول عام 2011 بالناصرة ، والأخرى شباط 2012 في كفر كنا ، والثالثة حزيران 2012 ، في طمرة، وهذه مظاهرتنا ومهرجاننا الرابع في قرية عارة ، ولن يكون الخامس الا احتفالا ان اشاء الله بانتصار الشعب السوري على طاغية الشام بشار.
وأشار الشيخ الخطيب أن النصر آت والبشارات متنوعة ، مذكّرا بتاريخ الأمة الإسلامية لمّا اجتاح التتار عاصمة الخلافة بغداد وقتلوا فيها من قتلوا وزحفوا بجيوشهم نحو الشام والرعب يدبّ في قلوب الناس قبل أن يصلوا اليهم، حتى شاع بين الناس مقولة أنه اذا هُزم التتار فلا تصدق ، حيث أنهم لا يُهزمون ، وقد وصل التتار الى الشام وفلسطين وعيّنوا امراء وعملاء من أبناء الأمة الذين أدوا ولائهم للتتار، وكانت أعينهم على مصر وبدؤوا بالزحف جنوبا ، وعلى أبواب غزة كانت المعجزة ، وقد التقت طلائع الجيش المصري بقيادة الأمير بيبرز عند غزة مع طلائع الجيش التتري ، وكانت معركة غزة الشهيرة التي فيها لأول مرة ينتصر المسلمون على التتار ، في غزة يكون الانكسار الأول ، وانتشر الخبر في الأمة ان التتار انهزموا ، ورُفعت معنويات المسلمين ، وكان أول تأثير فيها بدمشق وثاروا على أميرهم العميل وقتلوه ، وفي حلب كذلك ، وبدأت الأمة تنهض نهضة قوية ، واستمرت شهرين لتتلقي أمة الإسلام أمام أمة التتار في معركة عين جالوت وكانت هذه المعركة الفاصلة ، الا ان غزة الأولى قد انتصرت على التتار الذين لا يهزمون ، وغزة الان في زماننا قد انتصروا على تتار القرن العشرين الاسرائيليين في معركة غزة الأخيرة ، وهي بشارة لتأثير معنوي في دمشق وحلب وسائر أرجاء سوريا وكل الأمة باذن الله.
وتحدث عن بشارة أخرى تؤكد أن النصر قريب لتحرير دمشق ، أن أحد الشيوخ قال قبل 4 سنوات من فتح القدس لمّا فتح صلاح الدين الأيوبي حلب ، قال لهم " وفتحكم حلبا في الصيف في صفر مبشر بفتح القدس في رجب " ، مشيرا أن الأمة الآن في شهر صفر آملا أن اللقاء مع صفر القادم وقد فتحت حلب ودمشق وانتصرت ، حيث الطريق الى القدس مرت من دمشق وحلب ، وستمر كذلك من حلب ودمشق في هذا الزمان .
وأردف الشيخ كمال خطيب قائلا :" الشيخ طنطاوي السوري رحمه الله له كتاب " رجال من التاريخ " ، يتحدث عن خطيب المسجد الأموي في عشرينات القرن الماضي وكان اسمه الشيخ كمال الخطيب ، كان شديد الغلظة على الفرنسيين وعملائهم ، وقد اقصي عن الخطابة ، وكان صاحب كلمة حق ، ويومها دخل على مجمع علمي وكان المحاضر لبنانيا مغرما بحضارة الغرب ويلقي محاضرة عن ذلك ، وراح يتحدث عنها أمام السوريين ، فوقف هذا الشيخ يقول له بصوته القوي " ولك الحمار بظلّ حمار ولو لبس بدلة وبنطلون والانسان بظل انسان لو حطو على ظهرو جلال " ، وأنا أقول لكل من ينظر الى طاغية الشام بأنه ممانع ، أقول " الحمار حمار ولو كان اسمو بشار ولو ادعى أنه اسد " .
وأكد الشيخ خطيب أن الشعب السوري احتضن الشعب الفلسطيني في بلاده قبل قدوم البعثيين بعشرين عاما ، فلهم منّا كل الشكر والعرفان ونحن نقف لهم موقف تقدير وحب لهذا الشعب السوري العظيم ، مشيرا أن الشعب السوري هو أول من يلبي النداء وخرج منهم الشيخ عز الدين عبد السلام ، والشيخ عز الدين القسام ، حيث أن السوريين هم الحضن الدافئ دوما ونحن سنظل سنظل نقف نصرة لكم بكل ما نملك حتى يأتي الله بالفتح أو امر من عنده ، اطمئنوا ان أمر الله قريب وأن الفرج آت ولن تمضي فترة قصيرة يسيرة لتحتفلوا بالنصر هناك ونحن هنا نصلي صلاة الشكر في المسجد الأقصى يوم فرحكم وخلاصكم من هذا الظالم ، السلام عليك يا سوريا يا دمشق يا أحبائنا يا ابناء الشعب السوري، وشعبنا الفلسطيني الذي لا يزال لاجئا هناك حتى يأتي يوم الفرج والخلاص وهو آت قريب ان شاء الله.
الشيخ رائد صلاح :" انتهى وقت المزايدات على دم الشعب السوري والفلسيطني"
من جانبه رفع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في كلمته ، تحية باسم القدس وأكناف بيت المقدس الى دمشق وأكنافها قائلا :" نرسل تحية باسم المسجد الأقصى المبارك ، الى الجامع الأموي وإلى كل جوامع سوريا ، وأقول لكم ، يا أهلنا في سوريا ، لو قُدّر لحجارة القدس أن تتكلم والمسجد الأقصى ان تتكلم ، لقالت نحن مشتاقون لراية الشام التي ازالت عنّا الصليبيين ، ونحن مشتاقون لراية الشام التي أزالت عنا التتار ، ونحن مشتاقون لراية الشام حتى تزيل عنا الإحتلال الاسرائيلي قريبا باذن الله رب العالمين . هذه تحية القدس والمسجد الأقصى الى سوريا وأرضها وأهلها الصامدين".
وأضاف :" كان لنا اليوم في مدينة يافا تظاهرة رفعنا صوتنا فيها امام هذا الدور الإجرامي الروسي الذي لا يزال يمد النظام الباطني النّصيْري في سوريا بالسلاح ، رفعنا صوتنا ، ضد الدور الروسي المجرم ، وفي تلك التظاهرة ، تعانق علم الثورة السورية مع العلم الفلسطيني ، وأنا أؤكد مستبشرا أنه عم قريب سيتعانق علم الثورة السورية مع علم فلسطين ومع علم ثورة تونس ومع علم ثورة ليبيا ومع علم ثورة مصر ومع علم اليمن وكل علم دولة مسلمة وعربية ستتعانق كلها لتجسد وحدة الكلمة والصف والراية المسلمة العربية زحفا واحدا نحو تحرير القدس والمسجدالاٌقصى ".
وقال الشيخ صلاح مؤكدا للقاصي والداني:" نحن مع الثورة السورية لأننا ندرك سلفا أنها ثورة كل الشعب السوري ، بكل تعددياته الدينية وبكل تعددياته السياسية ، الشعب السوري ثار على هذا النظام الباطني النصيري ، الذي بدأ يهدم المساجد والى جانب ذلك ، بدأ يهدم الكنائس ، هذا النظام النصيري الباطني الذي قصف المدن السورية وقصف القرى ، والى جانب ذلك ، قصف المخيمات ( اليرموك ، يافا وحيفا) وشرد الملايين من أهلنا السوريين ومن اللاجئين الفلسطينيين ، عشرات الالاف من شهداء أهلنا في سوريا ، ملايين المشردين على حدود تركيا والأردن والعراق والى جانبهم ، أكثر من 300 الف لاجئ فلسطيني ، أيضا تشرّدوا من مخيماتهم التي كانت في سوريا بفعل طائرات وصواريخ وشبيحة هذا النظام الطائفي النصيري" .
وتابع قائلا :" هذه الطائرات والمدافع التي يسيرها النظام الباطني النصيري قد دمرت كل آثار الحضارة الاسلامية ، ولم يبق الا القليل النادر منذ العهد الأموي وحتى آخر عهود الخلافة العثمانية ، من يقف وراء ازالة التاريخ والحضارة والاثار الاسلامية العربية ، سؤال نطرحه على كل عاقل عربي ، وعلى كل عاقل مسلم سوري فلسطيني ، ليتأكدوا أن هذا النظام النصيري الطائفي المدعوم من ايران والصين وروسيا قد أصبح عدوا للإسلام ، وللعروبة ولكل الشعب السوري ، وقد أصبح عدوا لكل القضية الفلسطينية".
وأكد الشيخ رائد صلاح أن وقت المزايدات على دم الشعب السوري والفلسيطني قد انتهى ، وكل المزايدات على حرمة أرض وسماء دمشق والقدس وغزة ، ولذلك نقولها بلا تردد ، ان التاريخ الإسلامي قد سجل لنا مشهدا واحدا ، قالت فيها مسلمة واحدة "وامعتصماه " فثارت الأمة المسلمة والعالم العربي وانتصروا لتلك المسلمة ، واليوم أقول يا مسلمين ويا عرب، مليون أم سورية ومليون أخت سورية ، ومليون بنت سورية تنادي في العراء "واسلاماه وعرباه" ، من يلبي النداء منكم ويجهر بالحق ويقول " الأم السورية هي أمي ، الأخت السورية هي أختي ، والبنت هي بنتي ، والعرض هو عرضي ، اخرجوا من صمتكم وموقفكم المتفرج والذي يدين من بعيد حتى ننتصر سويا لسوريا قضيتنا جميعا كأمة مسلمة وكعالم عربي ".
وتطرق في كلمته الى معركة حجارة السجيل التي سجلت فيها غزة انتصارا على الجيش الاسرائيلي ، حيث قال :" شهد العالم معركة حجارة سجيل ، وقد ضربت ضربها وألقت هزيمتها على جيش الاحتلال الاسرائيلي، حجارة سجيل والثورة السورية ، تضرب ضربتها في كل أرض سوريا وتحت سماء كل سوريا ، وتلقي الهزيمة على هذا النظام النصيري وعلى الدعم الإيراني والصيني والروسي ، وعلى النفاق الغربي الأوروبي ، وعلى النفاق الأمريكي ، حجارة سجيل من غزة حتى سوريا هذا يعني باذن الله رب العالمين ، أننا أمام فجر صادق حرية صادقة ، كرامة صادقة ، فجر استقلال صادق للقدس ودمشق سواء ، الأقصى والأموي سواء ، الشعب الفلسطيني والسوري سواء".
ومضى متحدثا :" نقولها بحمد الله ها هي كل الأحداث تؤكد للقاصي والداني أن أهل سوريا يسجلون اليوم انتصار حقهم على باطل النظام النصيري الباطني ، انتصار حريتهم على سجون النظام الباطني ، يسجلون انتصار صمودهم ، على دموية وفساد وشبيحة النظام الباطني النصيري" .
وأكد بالقول :" رغم السلاح الإيراني والروسي والصيني ، ستبقى مآذن سوريا تردد الله أكبر منك يا بشار ، في معترك هذه الأحداث التي نستبشر فيها خيرا قريبا ، أن نرى جموع أبناء الثورة السورية يصلون صلاة الفتح قريبا ، في مثل هذه الأجواء ،أرى من الواجب تأكيد ملاحظة هامة ، لن يأتي اليوم الذي قد نخدع فيه بالنفاق الغربي الأوروبي ، أو النفاق الأمريكي ، لو أطلقوا ما أطلقوا من وعود براقة ومن كلام معسول ، لن يخدعونا بهذا الوعد أو ذاك الكلام . ومن هنا أدعو الله أن يحفظ الثورة السورية اليوم وغدا ومستقبلا ، حتى تبقى باذن الله كما هي اليوم ، وقبل سنتين وفي المستقبل ان شاء الله، حتى تبقى ثورة كل سوري وفلسطيني ومظلوم بكل العالم ، وأؤكد كذلك وأقول نحن بحمد الله رب العالمين ، اذ نتحدث متفائلين بيقين عن هذا الصعود بنجاح الثورة السورية والزوال لهذا النظام ، فلا ننسى ان نستذكر أننا متفائلون من نجاح مسيرة الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن، ونحن ندرك أن هنالك أعداؤنا بالأمس الذين حاربوا حضارتنا وتاريخنا يحاولون منع نهوض الوحدة الاسلامية ، لقد بدأت اليقظة الإسلامية العربية ، كيدوا ما تكيدوا ، خططوا ما تخططوا يا اعدائنا في كل مكان ، لن ينفعكم باذن الله رب العالمين ، المستقبل لنا ولكل أمتنا المسلمة وللقضية الفلسطينية ، والسورية ولن يطول الزمان ، حتى يتشكل من هذه البدايات في صعيد العالم العربي ، القيادة العالمية الحرّة الإرادة العالمية الحرة الاسلامية العربية التي ستملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، يسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا ويومئذ يفرح كل مسلم وعربي ومظلوم في العالم ".
"الفجر" تتألق
يشار إلى أن مؤسسة الفجر للفن الإسلامي قدّمت باقة من العروض الفنّية بداية بأنشودة "ارفع راسك يا سوري" ، ومن ثم فقرة للطفلة راما قعدان في الصف الثاني الابتدائي والتي قدّمت فقرة شعرية مؤثرة اختتمت "الفجر" فقراتها الفنّية بزجلية "المثمّن السوري".
يذكر أن الحركة الاسلامية نظمت اليوم الجمعة ضمن جمعة "لبيك الشام " تظاهرة أمام السفارة الروسية في تل أبيب تنديدا بموقفها الداعم لنظام الأسد الذي يسفك دماء السوريين .