احتفالات «حماس » بالضفة
...واحتفالات «فتح » في غزة
لأول مرة منذ بدء الانقسام قبل ست سنوات، احتفلت حركة المقاومة
الاسلامية «حماس » بذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين في مدن الضفة
الغربية كلها بحضور آلاف المشاركين وبكل الاعلام والشعارات والخطابات.
وفي غزة وافقت الحكومة المقالة على السماح لحركة «فتح » بتنظيم
مهرجانات واحتفالات كبيرة بذكرى انطلاقتها هي الاخرى في الاول من كانون
ثاني القادم، بما في ذلك اقامة مهرجان احتفالي كبير في ميدان «الكتيبة » الذي
خطب فيه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قبل عدة أيام.
هذا التطور ايجابي وطبيعي والوضع السابق كان غير الايجابي وغير الطبيعي
لان حماس وانصارها جزء أساسي من الشعب الفلسطيني وفتح وانصارها جزء
اساسي ايضاً ولا يمكن لهذا الشعب الواحد في مصيره وتطلعاته والتحديات
التي تواجهه ان يبقى منقسماً بين هذا الفصيل وذاك مهما تكن المبررات
والذرائع.
وهذه التحركات الايجابية سبقتها تطورات وتصريحات مهدت لها وهيأت
الاجواء لحدوثها. لقد كان العدوان على غزة وصمود المقاومة كما كان قبول
فلسطين دولة بصفة مراقب في الامم المتحدة الحدثين الكبيرين اللذين اشعلا
لهيب الوحدة والتلاحم الوطنية، ثم جاءت التصريحات الايجابية عن اهمية
وضرورة المصالحة من كلا القيادتين في فتح وحماس لكي تعمق مطلب الوحدة
وتجعل الاحتفالات لكل من الحركتين امراً ممكناً ومطلوباً.
ويأمل شعبنا ويطالب بالبدء فوراً بلقاءات للمصالحة والتنفيذ الفعلي ولو
خطوة خطوة لتحقيقها حتى لا يصبح الشعب في واد والقيادات في واد آخر.