القصيدة الأخيرة التي ما فتئت تردد جزءا منها وهي على فراش الموت وأسمتها: وحشـــــــــة
ركض الوقت وخلَّفني وحدي مع ظلي في الدار
القانون الكوني تلاشى بـدده عبـث الأقـدار
لا جاذب يمسك أمتعتي لا جاذب يبقيها في الدار
داري ما عادت داراً لي أو مصدر أمن واستقرار
طارت أمتعتي صارت داري ملـكاً للأغيــار
طار المقعد طار خواني طـار الكرسـي الـدَّوار
لا أب لا أم وحـدي مع ظلي في الـدَّار
لا أخوات ولا أخوة تملأ في الـدَّار فـراغ الـدَّار
لا شيء سوى الوحشة والغم وركام الأشــهر والأعــوام
يثني ظهري يثقل خطوي يطـفيء في أفقـي الأنــوار
ركض الوقت وخلّفني وحـدي مع ظـلِّي في الـدَّار
أخشى الغدَّ أخشى المجهولَ الآتي من غيــب الأقــدار
توحشني، كم ذا توحشني سـاعة أمي الأثريـة والصور التذكارية
توحشني مكتبتي أنس حياتي في الأزمات وسوء الحال
توحشـني صحـبة عـودي صَمَتَ العود انقطعت فيه الأوتار
يوحشــني عبـق القهــوة / العبق العطري الفواح
يغــرقني في بحـر النشـوة / كلَّ مساءٍ كلَّ صباح
ركـض الـوقت وخلّـفني وحـدي مع ظلي في الـدَّار
ربـي لا تجعـلني عبئـاً تسـتثقله كلَّ الأجيـال
انتظر بلوغي أرض الصمت انتظر الموت
طـالت دربـي يا ربـي قصّرها واختصر المشوار
يوجعني الحكم الصهيوني / وأوامر منع التجوال
يـوجعني لا بل يقتـلني / في وطني قتل الأطفال