أين شبكة الأمان المالية
أيتها القيادات العربية ؟!
الاضرابات تعم انحاء الضفة الغربية لان المعلمين وموظفين آخرين
كثيرين، لم يستلموا رواتبهم وهم بالتالي عاجزون عن توفير ابسط
متطلبات العيش لهم ولعائلاتهم. وهم محقون تماما في احتجاجاتهم
التي وصلت حد الاضرابات الجزئية او الكاملة.
والسلطة تعاني عجزا ماليا معروفا وتقف عاجزة عن تأمين الرواتب
رغم بحثها الدائم عن مصادر للتمويل، وهي تعاني من الضغوط
الاسرائيلية ماليا وسياسيا، بسبب مواقفها الوطنية ورفضها الطبيعي
لسياسات الاحتلال والاستيطان. والدول الغربية التي تمول السلطة
ولو جزئيا تقوم بدورها جزئيا ولكن ذلك ليس كافيا لسد العجز في
الميزانية.
تبقى النقطة الاساسية في هذا المأزق وهي شبكة الامان المالية التي
التزمت بها الدول العربية اكثر من مرة وفي اكثر من اجتماع كان آخرها
قبل ايام قليلة وهذه الشبكة تقدر بمائة مليون دولار شهريا وهي بالطبع
كافية لتغطية العجز وتأمين الرواتب ومساعدة الانسان الفلسطيني على
الصمود في وجه التحديات والقدرة على مواجهة الصعاب.
الا ان الذين التزموا بتأمين شبكة الامان المالية هذه لهم اذن من
طين واخرى من عجين وهم لا يتقنون الا صف الكلام متى تعلق الامر
بالقضية الفلسطينية، ويتقنون اغداق الاموال وبالمليارات على قضايا
اخرى معروفة في مقدمتها بهذه المرحلة، سوريا وكل القوى المعارضة
من كل الانواع ومن كل بقاع الدنيا التي تقاتل فوق ارضها وتملأ هي
والنظام الارض خرابا وتدميرا وضحايا ومعاناة، وينسى هؤلاء القادة
والمسؤولون ان القضية الفلسطينية هي، كما يقولون ويرددون دائما،
قضية العرب الاولى وان الاحتلال يمارس كل انواع السياسات من تهويد
واستيطان وتقطيع لأوصال الضفة وتهجير ، وإن المواطن الفلسطيني
الصامد والصابر هو احوج ما يكون وسط هذه الدوامة من الواقع المؤلم
والمصير القاتم، لكل الدعم والتأييد الفعلي والمالي بالدرجة الاولى
وليس مجرد تكرار البيانات واحاديث التضامن الجوفاء والخالية من اي
مضمون والتي تفقد أية قيمة حقيقية.
وأهم من كل هذا ينسى هؤلاء القادة والمسؤولون ان تداعيات اي
إضعاف للموقف الوطني الفلسطيني سوف ينعكس بالتأكيد على
معظم الدول العربية المجاورة منها والبعيدة سواء على المدى القريب او
المتوسط والبعيد، وان الذين يدعمون صمود وبقاء الشعب الفلسطيني
يخدمون بالتأكييد قضاياهم ومصالح بلادهم ايضا.
لا بد ان يتحرك القادة العرب سريعا ويقدموا شبكة الامان المالية
فورا ... ومن العار والمخجل ان تكون دول غربية او شرقية اكثر تفهما
للوضع الفلسطيني واكثر دعما له من الاشقاء العرب ...!!