انتصار العقل والمنطق
في مخيم اليرموك !!
توقف القصف الى حد كبير ان لم يكن توقفا كاملا، على مخيم اليرموك وبدأ عشرات
آلاف اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اماكن سكناهم التي اضطروا الى الفرار منها،
وهذه التطورات الايجابية جاءت نتيجة اتفاق بين القوى والفصائل الفلسطينية وقوى
المعارضة المسلحة على تجنيب المخيمات كلها وفي المقدمة مخيم اليرموك وهو
اكبرها، اي تورط في الصراع الدائر في سوريا، مما ادى الى انسحاب المسلحين تماما
وتوقف القصف والتدمير والمعاناة.
هكذا انتصر العقل والمنطق، وهكذا يجب ان تظل مواقفنا في كل مواقع الهجرة
واللجوء وعلينا عدم التورط في اية صراعات داخلية وان ننأى بانفسنا عن الانحياز لهذا
الطرف او ذلك لان اية نتائج ستنعكس سلبا على اللاجئين جميعا بالدرجة الاولى كما
ستنعكس في النهاية على المواقف من القضية الفلسطينية بصورة عامة ولنا تجارب
مريرة في هذا المجال وقد استوعب الجميع هذا الدرس وساد شعار عدم التدخل إلا
لدى القلة القليلة التي حاولت الانحياز في الموضوع السوري وادى ذلك الى ما رأيناه
في مخيم اليرموك من كوارث.
لا بد في هذا المجال من الاشارة الى المبادرة التي اطلقها الرئيس ابو مازن لدى
تصاعد ازمة اليرموك هذه، حين طالب المجتمع الدولي بتسهيل عودة اللاجئين الفارين
من المخيم الى الاراضي الفلسطينية لانهم لا يجدون مأوى ولا يجدون من هو مستعد
لاستقبالهم ولان اللاجئين السوريين في هذه المرحلة يملأون الدول المجاورة التي
تضيق بهم، وهي مبادرة ايجابية وكان يجب ان تلقى التجاوب من المجتمع الدولي على
الاقل الذي يتحدث كثيرا عن حقوق الانسان ويتناسى حقوق الفلسطينيين، لان اسرائيل
وكعادتها دائما تدير ظهرها وتغلق آذانها عن اية دعوات كهذه بينما تفتح ابوابها على
مصراعيها وتقدم التسهيلات المالية والمعيشية لكل يهودي في اي مكان بالعالم، اذا
فكر بالهجرة الى اسرائيل بل وتشجعهم على ذلك وتقدم لهم الاغراءات.