هل يجيء وزراء الخارجية
العرب الى رام الله ؟!
اعلنت جامعة الدول العربية انه تم الاتفاق بين الرئيس ابو مازن والامين العام للجامعة
د. نبيل العربي على مقترح لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في رام الله نهاية الشهر
الجاري، اي خلال ايام قليلة، وقد تم تعميم المقترح على الدول الاعضاء للبت فيه.
ان معظم الدول العربية تقيم علاقات رسمية او غير رسمية مع اسرائيل ابتداء من المغرب
العربي وانتهاء بقطر مرورا بمصر والاردن وهما الدولتان اللتان تقيمان علاقات رسمية بموجب
الاتفاقيات السلمية مع اسرائيل.
وهذه مبادرة تستحق التنفيذ والمتابعة بشرط ان ترافقها في حال الموافقة النهائية
عليها، خطوات عملية لدعم صمود شعبنا امام التحديات المصيرية التي تعصف به. وقد
سبق ان زارت وفود عربية مختلفة الضفة الغربية والقدس الشريف كما صدرت دعوات من
بعض هذه الوفود لتشجيع مثل هذه الزيارات على عكس ما يفتي به بعض المتشنجين.
لقد تغيرت المفاهيم والمعادلات الدولية حتى ان مصر في عهد "الاخوان" صارت وسيطا
بين الفلسطينيين واسرائيل، كما رأينا في اتفاق التهدئة مع حماس، وصار كل طرف اذا
احس بخرق او عدم تنفيذ لأي بند من البنود يعود الى مصر شاكيا او طالبا تدخلها، كما ان
المقولة الشهيرة ان زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، تنطبق اكثر من اي وقت
مضى على المرحلة التي نمر بها.
لقد سبق لاسرائيل ان منعت وفدا من دول عدم الانحياز من دخول رام الله لعقد اجتماع
لدعم القضية الفلسطينية، ولا نعتقد انها ستكرر الامر نفسه مع وزراء الخارجية العرب،
وهي ان فعلت فسوف ينعكس ذلك سلبا بصورة قوية على صورتها وعلاقاتها مع الدول
العربية والعالم عموما.
لكل ذلك، فنحن نأمل ان يلقى الاقتراح الاتفاق الشامل وان يعقد الوزراء العرب اجتماعا
في رام الله يكون عند مستوى التحديات والتطورات.