المفكر داوود تلحمي في ضيافة الصحفي وليد ياسين
---------------------------------------
المفكر الفلسطيني الشفاعمري، الاستاذ داوود تلحمي في ضيافة الصحفي وليد ياسين
حل المهندس، الفيزيائي والكاتب والمفكر الفلسطيني، الشفاعمري الأصل، الأستاذ داوود تلحمي، ضيفا على بيت رئيس تحرير "الفجر الساطع" وليد ياسين، يرافقه ابن عمه الاخ وليد تلحمي.
وجاءت هذه الزيارة ترسيخا للصداقة التي ربطت بين الاستاذ تلحمي وياسين، عبر المراسلات الالكترونية، اثناء العمل الذي قام به ياسين لتدوين سيرة الشخصيات السياسية والفكرية والاجتماعية التي ارتبطت بتاريخ شفاعمرو ورفعت من شأنها على مختلف المستويات.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها الاستاذ تلحمي الى أرض الوطن، منذ عودته من الخارج واستقراره في رام الله. وقام تلحمي بجولة في مدينة الناصرة، موطن والدته، التقى خلالها بأبناء عائلته ومعارفه، كما زار عائلته في شفاعمرو، موطن والده اميل، نجل طيب الذكر داود سليمان تلحمي، رئيس بلدية شفاعمرو بين 1910 و1932.
وجرى خلال اللقاء بين ياسين وتلحمي، تبادل المشاعر الفياضة حول هذا اللقاء الحار، الذي يجري على أرض شفاعمرو. وتحدث الاستاذ تلحمي عن مشاعره ازاء هذه الزيارة التي قال انها تأتي بعد محاولات كثيرة قام بها منذ عودته الى رام الله لزيارة بلديه، شفاعمرو والناصرة. وقال إن هذه الزيارة تركت أثرا كبيرا في نفسه ومشاعره، فقد انتظر سنوات طويلة هذه اللحظة التي يعتبرها تاريخية في حياته.
كما جرى خلال اللقاء القصير تبادل الآراء حول الوضع الفلسطيني والعربي والاسرائيلي والتصورات بشأن المستقبل. وتحدث الاستاذ تلحمي عن اهتمامه منذ تقاعده باعادة قراءة الاحداث الهامة في مسيرة شعبنا الفلسطيني، خاصة في المراحل المفصلية، واشار الى دراسة قيمة سينشرها في العدد القادم من مجلة شؤون فلسطينية حول المرحلة الفلسطينية الممتدة من عام 1967 وحتى العام 1982.
كما تحدث عن تصوراته بالنسبة للوضع العربي في ظل الثورات العربية، التي اعتبرها تشكل منعطفا تاريخيا في تاريخ المنطقة.
واعرب ياسين عن سعادته بهذه الزيارة المفاجئة والسارة التي قام بها الاستاذ تلحمي الى منزله، وتم الاتفاق على تبادل الزيارات مستقبلا والحفاظ على هذا التواصل الاخوي والعضوي بين ابناء شعبنا في الداخل والدولة الفلسطينية والشتات.
سيرة المفكر الاستاذ داوود تلحمي
يشار الى ان ياسين كان قد دون سيرة الاستاذ داود تلحمي في مشروع كتاب "شفاعمريون" الذي يتناول حياة واعمال الشخصيات الشفاعمرية البارزة في مختلف المجالات العلمية والفكرية والسياسية. ومما كتبه ياسين عن الاستاذ داوود التلحمي نقتبس ما يلي:
ولد المهندس الفيزيائي والكاتب والمفكر الفلسطيني داوود تلحمي في مدينة الناصرة، في عام 1943 لوالدة نصراوية. كان والده اميل، الشفاعمري المولد، يعمل في مدينة نابلس، وهو الأبن الأصغر لداود سليمان تلحمي، رئيس بلدية شفاعمرو بين 1910 و1932.
عاش داود وتلقى علومه المدرسية في كل من نابلس وعمان ورام الله والقدس، حيث أنهى الدراسة الثانوية عام 1960.
أكمل علومه الجامعية في فرنسا، في مدينتي مونبلييه وباريس، حيث حصل على شهادة مهندس مدني وماجستير في فيزياء المواد الصلبة.
شارك في تأسيس رابطة الطلاب العرب في مونبلييه عام 1962 وفي عضوية هيئتها الادارية الأولى، كما شارك في تأسيس فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في فرنسا عام 1965، وكان رئيساً للفرع بين العامين 1965 و1969.
انتقل الى بيروت في العام 1972 حيث عمل في مركز الأبحاث الفلسطيني وهيئة تحرير مجلة "شؤون فلسطينية" حتى العام 1974، ثم في دائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية بين عامي 1974 و1976، ثم عمل في هيئة تحرير مجلة "الحرية" الأسبوعية، التي كانت آنذاك لسان حال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان في آن واحد.
ترأس تحرير مجلة "الحرية" منذ العام 1981، حين أصبحت لسان حال الجبهة الديمقراطية وحدها، وحتى العام 1994.
انتمى الى صفوف الثورة الفلسطينية منذ مطلع العام 1968، وأصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1977، وشغل مواقع قيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بين العامين 1981 و2005.
أصبح عضواً في الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين منذ مطلع السبعينات الماضية وكان عضواً مشاركاً في مؤتمرات الاتحاد العام التي انعقدت في تونس (1977) وبيروت (1980) والجزائر (1987).
بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982، انتقل الى الجزائر ثم الى دمشق فنيقوسيا ثم دمشق ثانية، حيث بقي حتى عودته الى الوطن في العام 1996 بصفته عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني. واستقر في مدينة رام الله، حيث أشرف على تأسيس مركز المسار للدراسات النشر، الذي أصدر في ربيع العام التالي صحيفة "المسار" نصف الشهرية، المعبرة عن وجهة نظر الجبهة الديمقراطية، تحت شعار "من أجل حرية الوطن وكرامة المواطن". واستمرت الصحيفة في الصدور والتوزيع حتى الاجتياح الاسرائيلي للمدينة في آذار/مارس 2002، حين قام جيش الاحتلال بتدمير ومصادرة أجهزة الصحيفة وأرشيفها الالكتروني، اسوة بما فعله مع العديد من المؤسسات الفلسطينية أثناء هذا الاجتياح وبعده. وواصلت الصحيفة الصدور منذ ذلك الحين لبضع سنوات على صفحات الانترنت فقط.
له عدد من المؤلفات والدراسات والمقالات التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات والدوريات الفلسطينية والعربية، وآخر مؤلفاته كتاب بعنوان "اليسار والخيار الإشتراكي... قراءة في تجارب الماضي وفي احتمالات الحاضر"، صدر عن مؤسسة "مواطن" في رام الله عام 2008". ويتناول الكتاب الوضع الراهن لليسار في العالم، بتياراته المختلفة، بعد زهاء عقدين على انهيار الإتحاد السوفييتي وتجربته في التحول نحو الإشتراكية. ويستعيد، في هذا السياق، تاريخ هذه التجربة ومحطاتها، وإنجازاتها الكبيرة، ونقاط ضعفها، التي تفاقمت في مرحلة الأزمة والإنهيار، دون إغفال دور العناصر الخارجية ودور القوى المناهضة للتجربة، والتي عملت بلا انقطاع على محاصرتها وإضعافها.