قراءة في قصَّة الاطفال: اولا الحي العجيب، للأديب المقدسي: محمود شقير: تقديم: رفيقة عثمان
------------------------------------------------------
قراءة في قصة: اولاد الحي العجيب، للأديب المقدسي: محمود شقير
دار النشر: الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل، 2012
تقديم: رفيقة عثمان
كانت فكرة الكاتب في القصَّة، هي الحث على التعبير عن النفس دائمًّا، بصورة لائقة، وحضاريَّة، ورفض الصمت الدائم، والخنوع، كذلك تشجيع المشاركة الجماعيَّة التي تحقق الاهداف في حق تحقيق حريَّة التعبير عن النفس، ورفض الصمت، وتغيير القوانين، والمواقف.
نهج الكاتب اسلوب الرمز، والخيال؛ لإيصال رسالته، وتعتبر القصَّة نسيجًا من الخيال، الذي يجبُه الأطفال، وخاصَّة في جيل مبكِّر، ابتكر الكاتب شخصيَّة البطل الخياليَّة العملاق، لقصته، والتي ترمز الى شخصيَّة قياديَّة مخيفة، ومتسلِّطة، والذي يظنها البعض، بأنها لا تُهزم ابدًا. شخصيّةَ العملاق التي تتحكم في منع الأفراد من التعبير عن النفس، وكانت الشخصيَّات المتحرِّكة الاخرى للأولاد من بنين، وبنات لها الدور الرئيسي في التغيير من طباع العملاق المخيف، حتى بعد ان حوَّلهم الى سناجب خرساء لا تنطق. العمل، والأمل، ورفض التحكُّم بحريّة الأفراد، كانت رسالة هادفة، ومنطقيَّة لتنشئة افراد يافعين في المجتمع، في ظل اوضاع اجتماعيَّة، وسياسيَّة غير مُرضية.
اللغة كانت سهلة، وسلسة، لأجيال ما قبل المراهقة وما فوق.
الشكل الفتي لقصَّة: تشتمل القصة على عشرين صفحة، الخط فيها واضح وكبير، يسهل على الأطفال قراءته، تبدو الصور واضحة، وجميلة، وخاصة صورة الغلاف اللامعة، ذات ورق من النوع الخفيف، والتي بظهر فيها الأولاد فرحين، ومبتهجين؛ إلا ان دار النشر عمدت في نشر صور لدعايات تجاريِّة لمنتوجات، وعصائر طبيعيَّة في منتصف أحداث القصَّة.
اجد بان دار النشر استغلت هذا الكتاب القيِّم في عرض هذه الدعاية؛ لترويج منتوجات "الجبريني"، لا ارى بأن موضع الدعاية مناسبًا في قصّة الأطفال، حيث تؤثر سلبيًّا على متابعة الأطفال للقصة في تسلسل أحداثها، وترابط الأفكار.
ألا يحق لأطفالنا ان يستمتعوا، وينعموا بقراءة قصَّة منفردة، دون زج، وإقحام الدعايات التجارية في منتصف الصفحات؟ مع احترامي الكبير لدار النشر، والتي تهدف لتنمية ثقافة الطفل، حبَّذا لو تعير اهتمامًا جدِّيًّا في الشكل الفني التربوي، وليس التجاري للقصص القادمة في المستقبل.
لا شك بأن القصَّة، تعتر ذات قيمة تربويَّة عليا، وتحت متناول يد الأولاد، لسهولة اقتنائها.
هنيئًا للأديب المقدسي محمود شقير على اهتمامه، وإسهامه بتنشئة اجيال تنشئة سليمة، وصحيحة، باختياره لمضامين تربويَّة مناسبة، للزمان، والمكان.