عرقلة احتفال ذكرى
الإنطلاقة في غزة !!
الذرائع والمبررات التي تسوقها حركة «حماس » في غزة لمنع إقامة مهرجان
الذكرى السنوية لانطلاق الثورة الفلسطينية في مكان عام واسع ومقبول
كمنطقتي الكتيبة والسرايا، أقل ما يقال فيها أنها مبررات واهية لا أساس
لها ، كذريعة الدواعي الأمنية، وهي ذريعة مقيتة طالما لجأ اليها الاحتلال
الاسرائيلي لتبرير ممارساته القمعية ضد شعبنا من مصادرات أراض واعتقالات
وهدم... الخ. واذا كانت هذه الذريعة صحيحة كما تقول «حماس » فكيف تفسر
لنا أنها اقامت مهرجان انطلاقتها في منطقة الكتيبة نفسها قبل أسابيع كما
أقامت مهرجانات مشابهة فيها في السنوات الماضية؟
الرسالة التي توجهها «حماس » للشعب الفلسطيني بهذا الرفض إنما تشير
الى ان بعض قادة «حماس » في غزة انما يتجاهلون الأجواء الطيبة التي تفاءل
شعبنا بها خيراً بقرب المصالحة والتي ولدتها وحدة شعبنا في الضفة وغزة
والشتات رفضاً للعدوان على قطاع غزة وتصديا له، وهي نفس الوحدة التي
تتنكر لها «حماس » اليوم، علماً ان السلطة الوطنية وحركة «فتح » واستناداً
الى هذه الأجواء والى الرغبة في المصالحة قد سمحتا لحركة «حماس » بتنظيم
احتفالات حاشدة في الضفة الغربية في ذكرى انطلاقتها دون شروط او قيود
بل ان حركة «فتح » شاركت في هذه الاحتفالات وأسهمت اسهاماً فاعلاً في
نجاحها.
الرسالة الأخرى التي توجهها «حماس » بهذا الرفض هي التنكر لتضحيات
شعبنا وتاريخه المشرف، فذكرى انطلاقة «فتح » هي ذكرى انطلاقة ثورة شعبنا
العظيمة منذ مطلع عام ١٩٦٥ وحتى اليوم والتي يبدو ان بعض قادة «حماس »
في غزة ممن يصرون على تكريس الانقسام نسوا او انهم يتناسون انه لولا
انطلاقة «فتح » ونضالها الطويل والشاق والتضحيات الجسام التي قدمها
شعبنا بقوافل شهدائه وجرحاه وأسراه لما وصلت «حماس » اليوم الى ما هي
عليه. ورفض إحياء هذه الذكرى او محاولة تقزيمها وتحجيمها انما يعني
إصرار الانقساميين في «حماس » على التنكر لتضحيات شعبنا ولدور «فتح »
الرائد في النضال الوطني.
ومن المؤسف ان يبث بعض زعماء «حماس » في غزة رسالة أخرى بهذا الرفض
مفادها ان المصالح الشخصية والحزبية والفئوية كما يرونها أهم لديهم بكثير
من مصالح شعبنا الوطنية العليا وأهم من وحدة شعبنا.
ان ما يجب ان يقال لكل اولئك ان شعبنا الذي قاد إحدى ألمع ثورات التحرر
في العصر الحديث ، لا يمكن ان تنطلي عليه الخدع الإعلامية للناطقين باسم
«حماس » غزة، الذين يتشدقون أمام وسائل الإعلام بتأييدهم لإقامة احتفال
وفي نفس الوقت تعمل «حماس » على منع اقامة احتفال مهيب بما يليق بهذه
المناسبة وبما يليق بالشعب الفلسطيني وشهدائه وجرحاه وأسراه.
ان اولئك الذين يحاولون اغتيال أج Îواء المصالحة ويسعون لتكريس
الانقسام ، عليهم ان يدركوا انهم بذلك يعطلون حق شعبنا الطبيعي في
قول كلمته ويحرمونه من انتخاب ممثليه كما حرموه من انتخاب ممثلي
مجالسه المحلية.
من العار ان يمنع شعبنا في غزة وان تمنع حركة «فتح » من إحياء ذكرى
انطلاقة الثورة الفلسطينية بما تمثله من ضمير ووج Îدان كل فلسطيني
وعربي ومسلم ، ومن العار ان تتواصل محاولات تكريس الإنقسام والاساءة
لشعبنا وقضيته.