المعتل و الصحيح و وإسناد الأفعال/ خضر صبح
--------------------------------------------------------------------------------
المعتل و الصحيح و وإسناد الأفعال
يطلق مصطلح الصحيح والمعتل على الأفعال والأسماء ، ولكن بمفهومين مختلفين ، وتعود هذه القسمة للأفعال والأسماء نتيجة لانقسام أصوات حروف اللغة التي تنقسم بدورها إلى قسمين : الصوامت وهو ما يعرف بالأحرف الصحيحة ، والصوائت وهو ما يعرف بالأحرف المعتلة .
الصحيح والمعتل من الأفعال :
ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين :
أ ـ فعل صحيح . ب ـ فعل معتل .
أولاً ـ الفعل الصحيح :
تعريفه : هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة ، وهي " الألف ، الواو ، الياء " . مثل : جلس ، حضر ، كتب ، رفع ، قرأ ، أمر، سمع .
وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ الصحيح السالم : وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف ، وأحرف العلة .
مثل : جلس ، حضر ، رفع ، سمع .
2 ـ الصحيح المهموز : كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره .
مثل : أخذ ، أمر ، أذن ، أكل .
سأل ، سأم ، دأب ، جأر .
ملأ ، ذرأ ، قرأ ، لجأ .
أ ـ ويعرف الفعل المهموز في أوله بمهموز الفاء ، وهذا النوع من الأفعال الصحيحة يسلم من التغيير مع أحرف المضارعة إذا ما صغنا منه فعلا مضارعا .
نحو : أمر: يأمر ، وأخذ : يأخذ ، إلا مع همزة المضارع فإنه يعتورها التغيير . نحو : أمر المضارع منه أأمر ، قياسا على كتب : أكتب .
غير أن اجتماع الهمزتين يتقل النطق فيعدل عن ذلك ، وتقلب الهمزة الثانية ألفا .
نحو : أمر : آمر ، أكل : آكل ، أخذ : آخذ ، أمل : آمل .
أما فعل الأمر من المهموز الفاء فلا تسقط همزاتها ما عدا الأفعال التالية فتحذف الهمزة منها وهي : أكل ، وأخذ ، وأمر ، فالأمر منها : كل ، وخذ ، ومر .
غير أنه يجوز في " أمر " أن تثبت همزته في درج الكلام ( في وسطه ) .
نحو قوله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة } 132 طه .
وتسقط في بداية الكلام كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة وهو أبناء سبع " .
ب ـ أما مهموز الوسط فيعرف بمهموز العين ، نحو : سأل ، ورأف ، ودأب ، وزأر . ولا تحذف همزته في المضارع نقول : يسأل ، ويرأف ، ويدأب ، ويزأر .
ما عدا الفعل " رأى " فتسقط همزته اعتباطا . نقول : رأى : يرى على وزن يَفَل ، وأصلها : يرأى .
كما تثبت الهمزة أيضا في الأمر فنقول : ارأف ، وادأب .
ما عدا " سأل " تسقط همزته في الأمر فنقول : سَل على وزن فَل .
ومنه قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .
وقد تثبت الهمزة إذا سبق الفعل بحرف متحرك ، نحو قوله تعالى :
{ فَاسألوا أهل الذكر } 43 النحل .
ج ـ مهموز الآخر ويعرف بمهموز اللام نحو : ملأ ، قرأ ، ودرأ ، ولجأ .
وتثبت همزته في المضارع والأمر .
نحو : يملأ ، املأ . يقرأ ، اقرأ .
ومنه قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } 1 العلق .
3 ـ الصحيح المضعف : وهو كل فعل حروفه الأصلية صحيحة ، ولكن حرفين منها من جنس واحد .
وينقسم إلى نوعين :
أ _ المضعف الثلاثي : وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً " .
مثل : مدّ ، عدّ ، سدّ ، شدّ .
وحكمه : إدغام عينه في لامه إدغاما واجبا .
إلا إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك فيفك إدغامه .
نحو : مددت ، ورددت ، وسددت ، ومللت ، وحببت .
كما يفك إدغامه إذا كان مجزوما في لغة أهل الحجاز ، وهو قياس في هذه الظاهرة ، نحو : لم يردد ، لتمدد ، لا تشدد .
إما في لغة تميم فيبقى الإدغام في حالة الجزم على ما هو عليه .
نحو : لم يردَّ ، ولتمدَّ ، ولا تشدَّ .
ب _ المضعف الرباعي : وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد ، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً .
مثل : زلزل ، وسوس ، جلجل ، ولول ، عسعس .
ثانياً ـ الفعل المعتل .
تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة .
مثل : وجد ، قال ، سعى ، عوى ، وعى .
وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :
1 ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة .
مثل : وعد ، وجد ، ولد ، وسع ، يبس ، ينع ، يتم ، يئس .
ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء ، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة .
يفع ، يقن ، يمن ، يسر ، يقظ ، يرق .
يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس .
يهت بمعنى انتن ، مثل : انتن الجرح .
يقه بمعنى أطاع وأسرع .
يعر بمعنى أصاح ، تقول : يعرت الغنم .
يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ ، تقول : ضربت يافوخه .
يمم بمعنى غرق في اليم .
يدع بمعنى صبغ .
يلل بمعنى قصر ، تقول : يلّت الأسنان أي قصرت .
يرر بمعنى صلب .
ويكون حرف العلة في أول الفعل واوا ، أو ياء ، ولا يكون ألفا ، لأن الألف لا تقع في أول الكلمة لأنها حرف مد . وقد سمى النحاة الفعل المعتل الأول مثالا لمماثلته الفعل الصحيح في احتمال ظهور الحركات على حروف العلة .
2 ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة ، وسمي بالأجوف لوقوع حرف العلة في جوفه .
مثل : قال ، صام ، بيِع ، عَوِر .
ويشترط في الفعل الأجوف ألا يكون حرف العلة مقلوبا قلبا مكانيا عن غيره ، فهو بحسب ما قلب عنه .
نحو : أيس ، فهذا الفعل ليس أجوفا ، بل هو مثال ، لأن الياء في الأصل فاء الفعل وليست عينه ، وأصله " يئس " ووزنه " فعِل " ، أما " أيس " فوزنه : " عفِل " .
3 ـ الناقص : وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة .
مثل : رمى ، سعى ، دعا ، سما .
وسمي ناقصا لأن حرف العلة ينقص منه ( يحذف ) في بعض التصاريف .
نحو : رمي : رمت ، ودعا : دعت .
4 ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم إلى نوعين :
أ _ لفيف مقرون : وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح .
مثل : أوى ، شوى ، روى ، عوى ، لوى .
ب _ لفيف مفروق : وهو ما كان فيه حرفا علة غير متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح .
مثل : وقى ، وعى ، وفى ، وشى ، وأى ، وخى ، وصَى ، ولى ، ونى ، وهى .