رسالة واضحة لاسرائيل
تصرخ تسيبي ليفني، زعيمة حزب "كاديما" السابق وحزب "الحركة" الجديد في وجه
وزير الخارجية المتشدد ليبرمان الذي دعا الرئيس محمود عباس الى تنفيذ تهديده بحل
السلطة الوطنية والاعتزال وتسليم المفاتيح لاسرائيل اذا ما تواصل الجمود الراهن، محذرة
نتانياهو وليبرمان من ان هذا الخيار الذي ألمح اليه الرئيس ابو مازن في لقاء مع صحيفة
"هآرتس" يشكل خطرا على ما أسمته الديمقراطية الاسرائيلية والدولة اليهودية، وهو ما
يؤكد ان على اسرائيل ان تختار بين سلام يتمتع فيه الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير
المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني مدعوما بقرارات الشرعية الدولية او ان
تتحمل مسؤولياتها كقوة احتلال تعمل كل ما بوسعها لاحباط حل الدولتين وتدمير السلطة
الوطنية ومواصلة الاستيطان.
ومن الواضح ان الشعب الفلسطيني الذي ايد عملية سلام تقود الى تحرره من الاحتلال
واقامة دولته المستقلة، وصبر منذ اتفاقيات اوسلو ١٩٩٣ وحتى اليوم منتظرا تحرره
واستقلاله، لا يمكن ان يقبل باستمرار الوضع الراهن ولا يمكن ان يقبل ايضا سلطة وطنية
غير قادرة على تحقيق الحد الادنى من حقوقه ولا يمكن ان يقبل باستمرار العيش وسط
الفاقة والفقر والقيود التي يفرضها الاحتلال تحت يافطة سلام وهمي.
واذا كانت الحكومة الاسرائيلية قد عملت كل ما بوسعها لتدمير السلطة الوطنية واظهارها
عاجزة سياسيا واقتصاديا في ظل استمرار الاحتلال والاستيطان، فقد احسن الرئيس صنعا
عندما قذف الكرة بقوة الى ساحة الاحتلال ليتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي طالما
ان اسرائيل تصر على استمرار الاحتلال وهو الخيار الذي يرعب قادة اسرائيل الذين يريدون
دولة ديمقراطية ويهودية.
ومهما كان الهدف من التصريحات التي ادلى بها الرئيس للرأي العام الاسرائيلي فمن
الواضح ان القيادة الفلسطينية لا يمكن ان تقبل باستمرار الجمود الحالي ولا ان تكون السلطة
الوطنية مجرد اسم دون صلاحيات فعلية ودون انجازات حقيقية وبالتالي فان على اسرائيل
ان تختار بين منطق الاحتلال والحرب ودوامات العنف وبين منطق السلام، أما ان تواصل
مهزلة الاحتلال ومأساة شعب بأكمله تحت يافطة مضللة هي مفاوضات السلام المفرغة
من اي مضمون، فهذا ما يرفضه الشعب الفلسطيني وقيادته وهي الرسالة الرئيسية التي
وجهها الرئيس عباس الى اسرائيل في مقابلته المذكورة.