Dr-Mazen Fares
كان لي شرف عظيم ان التقي الشاعر الكبير الراحل نزار قباني في غرناطة حيث كنت ادرس في كلية الطب هناك وكان في حينه يعمل في السلك الدبلوماسي في مدريد لن انسى ابدا انفعاله.جهده البكاء ونحن في شرفة مدخل قصر الحمراء وقال لنا ومسحت جرحا نازفا ثانيا بفؤادي كان يعني جرح فلسطين على ما اعتقد.كما بكى كل شريف عربي زارنا في غرناطة حاضرة الدنيا.....................
فـــــي مــدخـــل الــحــمــراء كــــــان لــقــاؤنـا
مـــــــــا أطـــــيـــــب الــلــقـــيـــا بــــــــــلا مـــيـــعــــاد
...
عــيــنــان ســــــوداوان فــــــي حـجـريـهـمــا
تـــــتـــــوالـــــد الابـــــــعــــــــاد مـــــــــــــــن أبـــــــعــــــــاد
هـــــــــــل أنـــــــــــت إســبـــانـــيـــة ســـاءلـــتـــهـــا
قـــالــــت : وفـــــــي غــرنــاطـــة مــــيــــلادي
غـرنــاطــة وصـــحـــت قــــــرون ســبــعــة
فـــــــــي تـــيـــنـــك الـعــيــنــيــن بــــعـــــد رقــــــــــاد
وأمــــــــــيـــــــــــة رايـــــــاتـــــــهــــــــا مـــــــرفـــــــوعــــــــة
وجــــــيــــــادهــــــا مــــــوصــــــولــــــة بــــــجــــــيــــــاد
مـــا اغـــرب الـتـاريـخ كـيــف أعــادنــي
لــحـــفـــيـــدة ســـــمــــــراء مـــــــــــن أحـــــفــــــادي
وجــــــــــــه دمــــــشــــــق رأيــــــــــــت خــــــلالـــــــه
أجــــــفــــــان بـــلـــقـــيـــس وجــــــيـــــــد ســــــعـــــــاد
ورأيـــــــــت مــنــزلــنـــا الـــقـــديــــم وحـــــجـــــرة
كــــانــــت بــــهــــا أمــــــــي تــــمــــد وســــــــادي
والـيـاســمــيــنــة رصـــــعـــــت بــنــجــومــهـــا
والــــــبــــــركـــــــة الـــــذهـــــبـــــيـــــة الإنــــــــــشــــــــــاد
ودمشق أين تكون..؟؟ قلت ترينها
فــــي شــعـــرك الـمـنـســاب نــهـــر ســـــواد
في وجهك العربي فـي الثغـر الـذي
مــــــــازال مــخــتــزنــا شــــمــــوس بـــــــــلادي
فــي طـيـب جـنــات الـعـريـف ومـائـهـا
فـــي الـفــل فـــي الـريـحـان فــــي الـكـبّــاد
سـارت معـي والشعـر يلـهـث خلفـهـا
كــســنــابـــل تـــــركـــــت بـــغـــيــــر حـــــصـــــاد
يــتـــألـــق الــــقــــرط الــطـــويـــل بــجــيــدهــا
مـــــثـــــل الـــشـــمــــوس بــلـــيـــلـــة الـــمــــيــــلاد
ومشيـت مثـل الطفـل خلـف دليلـتـي
وورائـــــــــــــي الــــتــــاريـــــخ كـــــــــــــوم رمـــــــــــــاد
الــزخــرفـــات أكـــــــاد أســـمــــع نـبــضــهــا
والـزركـشـات عـلــى الـسـقــوف تــنــادي
قالـت : هـنـا الحـمـراء زهــو جـدودنـا
فـــــاقـــــرأ عـــــلـــــى جـــدرانـــهــــا امـــــجـــــادي
أمـجـادهــا؟ ومـسـحــت جــرحــاً نــازفـــاً
ومـــســـحـــت جــــرحـــــاً ثـــانـــيـــاً بــــفـــــؤادي **
يــالــيــت وارثـــتـــي الـجـمـيـلــة أدركـــــــت
أن الــــــــذيـــــــــن عــــنــــتـــــهـــــم أجــــــــــــــــــدادي
عـــانـــقـــت فـــيـــهـــا عـــنـــدمـــا ودعـــتـــهــــا
رجـــــــلا يــســـمـــى طــــــــارق بــــــــن زيــــــــاد