اتمام مراسم الصلح بين اهالي السواحرة وابو ديس
-----------------------------------
القدس- محمد زحايكة - في اجواء من الوئام والتسامح والتسامي على الجراح ، عقدت صباح السبت 9 شباط في قاعة قصر الحمراء بمشروع العيزرية ،
من ضواحي محافظة القدس مراسم الصلح بين عائلتي مشهور- المشاهرة - من السواحرة الشرقية ومحسن من ابو ديس التي اودت بالضحيتين ساهر مشاهرة من آل مشهور وسمير محسن من عائلة محسن تحت رعاية عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفتي القدس والديار الفلسطينية والمحافظ د. ليلى غنام محافظة رام الله والبيرة وعبد الله صيام نائب محافظ القدس والشيخ العشائري احمد مشهور عن عائلة مشهور من السواحرة ومحمد محسن ابو انس عن عائلة محسن من ابو ديس ورجال الاصلاح داود الزير وموسى تيم ومحمد عيد الهرش ومحمد حماد حمادين ولفيف من وجوه العشائر ورجال الاصلاح من محافظة القدس وكافة محافظات فلسطين وجمهور كبير من الحضور .
"المجتمعات المفككة مصيرها الى الانحلال والزوال"
وبعد تلاوة عطرة من ايات الذكر الحكيم رتلها الشيخ ابو بلال الياسيني والكلمة الافتتاحية الرائعة لعريف هذا الصلح الوطني العشائري احمد سرور الشخصية الاعتبارية المقدسية البارزة ألقى عباس زكي – ابو مشعل - كلمة سياسية جامعة مؤثرة ركّز فيها على "اهمية حماية الترابط الداخلي في المجتمعات ، لان المجتمعات المفككة مصيرها الى الانحلال والزوال فيما تكون الغلبة للمجتمعات الموحدة التي تقف على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات . ودعا الى التعلم من اعدائنا الاسرائيليين الذين يتوحّدون ضدنا رغم الخلافات العميقة في صفوفهم ". وحيا اهالي السواحرة وابو ديس على "تعاليهم فوق الفتنة ، وسعيهم الحثيث على تجاوزها حيث كانوا بمثابة اطفائية لاخماد الحريق والوصول بنا الى هذا اليوم المشهود ".
"يجب ان يكون هذا الاجتماع الخيّر رسالة واضحة وحاسمة لقيادتنا المجتمعة في القاهرة"
وقال :"يجب ان يكون هذا الاجتماع الخيّر رسالة واضحة وحاسمة لقيادتنا المجتمعة في القاهرة من اجل الاسراع في تثبيت اركان المصالحة الوطنية الشاملة لتفويت الفرصة على الطامعين في القضاء على حلم شعبنا وتدنيس مقدساته وطرده من ارض ابائه واجداده .. فالوحدة هي سر قوتنا في البقاء مرابطين صامدين لافشال محاولات المحتلين" .
وحيا رجال الاصلاح والمقدسيين الذين تساموا على جراحاتهم واهاب بهم مساعدة القيادة الفلسطينية على مواصلة اختراقها العالمي وترتيب البيت الداخلي .. واستذكر قول الراحل ابو عمار .. لدينا شعب اكبر من قيادته وان اداة القياس هي في استجابة القيادة لحس شعبها ، ولنخرج من هذا الاجتماع وقد اعدنا بناء جسور المحبة الموصولة .
"القدس بكل مقدساتها ستبقى رمزا وعنوانا لشعبنا "
وقال مفتي القدس فضيلة الشيخ محمد حسين :"ان هذه القاعة تحتضن امال الشعب الفلسطيني وصورته المشرقة المضيئة التي ترفرف فوق ساحات الاقصى وقبة الصخرة المشرفة". واكد :"ان القدس بكل مقدساتها ستبقى رمزا وعنوانا لشعبنا ولن تكون هيكلا مزعوما بحال من الاحوال " وخاطب المجتمعين قائلا :" انتم الطليعة واهل الاصلاح والفداء والعطاء والبذل والتمسك بالوطن والخير والعز والامل لاجيالنا الحاضرة والمستقبلية .. وانتم يا ال محسن وال مشهور يا من صنعتم الاصلاح وكنتم محجا وساعدتم في اصلاح ذات البين .. كونوا المثل الذي يحتذى وسابقة في اغلاق كافة ملفات الخلاف العالقة هنا وهناك .. واستذكر قول الخالد ياسر عرفات .. ليرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق اسوار القدس وقبابها ومساجدها وكنائسها ".
"التسامح بين الناس هو اجمل هدية الى اسرانا وشهدائنا الاعظم منا جميعا"
ورأت غنام محافظة رام الله والبيرة "ان التسامح بين الناس هو اجمل هدية الى اسرانا وشهدائنا الاعظم منا جميعا .. وان ارواح الياسر وفيصل الحسيني تظللنا اليوم وتدعونا الى ان نحب بعضنا محبة خالصة نابعة من القلب .. واستحلفت الجميع ان يكونوا متحابين امام العالم ومتصالحين حتى نبقى مرابطين في القدس وحماة للاقصى الشريف من خلال التصدي لمن يريدون تهويده وتدميره وتمنت لم الشمل لجميع شعبنا داخل اسوار القدس قريبا وهي محررة باذن الله وهمتكم وهمة شعبنا في كل مكان " .
وقال الزير :"ان خاتمة هذا الصلح الكبير توجت بجهود غنام محافظة رام الله وشكر جميع من ساهم في انهاء هذه القضية على خير حتى نرفع رايا ت الصلح والمحبة والوئام بدل الشجار والخصام" .
" فالقدس بحاجة الى الوحدة والمحبة بين ابنائنا لمواجهة ما يتهددها "
واعرب عبدالله صيام عن "امله في هذا الصباح الجميل .. ان يكون الاجتماع رسالة قوية للمتحاورين في القاهرة باننا نسعى الى اصلاح مجتمعنا من الداخل وتمتين نسيجه لان مجتمعا مفككا ومتهتكا لن يحمل امانة القدس معكم .. فالقدس بحاجة الى الوحدة والمحبة بين ابنائنا لمواجهة ما يتهددها . واهاب برجال الاصلاح والعشائر بالتعاون مع الاجهزة الامنية المعنية بالمحافظة على الامن والامان في ربوع القدس ، ليتفرغ شعبنا للقضايا الاساسية في مواجهة اسرائيل واطماعها ".
وشكر ابو خالد الهرش عشائر السواحرة واهالي ابو ديس وكل من وضع حدا لهذه المآساة وحقن الدماء البريئة في مجتمعنا الغالي . واشاد محمد محسن - ابو انس "برعاة هذه الصلحة الكبرى خاصا عباس زكي ورجال الاصلاح موسى تيم وداود الزير وكل الذين سهروا الليالي لتقريب وجهات النظر والتوصل الى نهاية مشرّفة لهذا النزاع ، والصلح خير للحفاظ على السلم الاهلي والوطني والاجتماعي ، فالاصلاح واجب ديني ووطني واخلاقي يجب ان يرافقه التسامح والعفو مستشهدا بايات قرآنية واحاديث نبوية على فضل المصلحين بين الناس" .
وقال :"نطوي اليوم صفحة سوداء لنبني عهدا جديدا من التسامح والمحبة والعفو مع اخوتنا ال مشهور والسواحرة عامة لاننا نرتبط معهم في العقيدة والجوار والمصاهرة ، وان الخسارة الحقيقية هي خسارة الاخرة وليس الدنيا الزائلة ".
وخاطب الشيخ ابو مشهور القائد محمود عباس ابو مازن قائلا :" انت لست وحدك . سر ونحن من خلفك حتى تحقيق كامل اهدافنا في الحرية والاستقلال".
وحيا الشهداء والاسرى .. كما بارك جميع من سعى لاتمام الصلح واحلال الوئام محل الخصام .. خاصا سيادة الرئيس ابو مازن و عباس زكي وسماحة المفتي وليلى غنام وعدنان الحسيني وعثمان ابو غربية ومشايخ عرب الجهالين محمد عيد الهرش ومحمد حماد حمادين ابو يوسف وكافة الاجهزة الامنية الساهرة على امن الوطن والمواطن . وكل من صدق النية للوصول الى هذه النتيحة في الصلح والوئام .
وفي ختام مراسم الصلح تعانق المتخاصمون لتحل اجواء المحبة والتسامح على الجميع ، وتم التوقيع على صك الصلح العشائري المقرر نشره في الصحف الرسمية في غضون اليومين القادمين .
واشاد كل من المصلحين العشائريين الشيخ ابراهيم ابو ادهيم وابو محمد عويسات وزهدي شاهين والناشطون في مجال الاصلاح محمد موسى ابو اصبع ومحمد علي القنبر والمحامي جواد عبيدات وقاسم ابو حديد وناصر القنبر وجهاد عويضة الامين العام للجنة الوطنية لمناهضة التطبيع الرياضي وجمال ادعيس بمراسم الصلح الكبير الذي حقن الدماء ووأد الفتنة بين الاهل والجيران .