الزعيم لطفي الياسيني شهيد الأقصى الحي / حاورته آمنة وناس، الراي العربي
----------------------------------------------------
آمنة وناس، الراي العربي
في تعريفه القلم في انحناء و الحرف في خجل، انتسب لعشيرة الأتقياء و هو على دين سيدنا محمد آخر الأنبياء و الرسل، الكبرياء أمامه في حياء و التواضع لشخصيّته صقل، للحكمة له انتماء فهي من العائلة و الأهل، هو و الوطنية أشقّاء و كنيتهما الأمل، لعهد الأجداد له الوفاء فعشق الأرض في وجدانه حمل.
حر من زمن الأمجاد، شارب للمعرفة من كل واد، بالعلم بستانه وافر الحصاد، وهب النفس و الابن للنضال زاد، أقسم برب العباد أن يحمي الأقصى من فوضى الفساد و دقّ أعناقه بالسيوف الحداد، أن يكون في قلب المغتصب الزناد، حاك للحرية حلل الجهاد و أبى أن تلبس ثوب السواد، أسكن حب الوطن صميم الفؤاد، فاغتصاب الحق من العلقم و السهاد، و في سبيل استرجاعه مستعد لخرط القتاد.
“”أنا القعيد على الكرسي منذ زمن قدمت روحي لكي تحيى فلسطيني”، هو المناضل و الشاعر الفلسطيني لطفي الياسيني
أهلا و سهلا و مرحبا بالزعيم
مليار هيهلا بك مولاتي الفاضلة شاكرا لك هذه التوطئة
“أنا الشهيد الحي في سبيل الله و العبد الفقير إلى مولاه الكريم”، “شهيد الأقصى الحي”، هكذا يعرّف الزعيم “لطفي الياسيني” بنفسه، هل طلبك للشهادة تعتبره حق أم واجب؟
حق مقدس و واجب علي أن أكون شهيدا في سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه و تعالى
“بقيت كالطود في وطني أقارعهم حتى أنال الشهادة في فلسطينا”، ماذا تعني الشهادة للزعيم “لطفي الياسيني”؟
الشهادة في سبيل الله هي أعلى درجات الشرف
“ساعة الموت تكون الولادة”، أي قيمة يجب أن تموت حتى تولد فلسطين الحرة المستقلّة؟
يجب أن أموت في اليوم مليار مرة حتى أرى فلسطين حرة أبية من البحر إلى النهر
“ودعت سبعين من أهلي لمقبرة سبقوا إلى جنة الفردوس أمينا”، “ودعت للسجن أولادي على عجل وما بكيت و هل ابكي فدائينا”، “فقدت سبعين من أهلي بمعركة و سبعة غادروا للسجن يكفينا”، استحقت الأرض المغتصبة كل هذه التضحيات المفعمة كليا بروح المعاناة من قبل الزعيم “لطفي الياسيني”، فأي الحدائق يجب أن تحتضنه حتى تزهر ابتسامته؟
وارفات الجنان و الظلال في الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى
طفل في الثانية عشر، جرّدته قوى الشّر من قيمة الحرية التي هي حق لكل البشر، فكيف تترجم لنا عمق الكسر الذي في روحه انتشر؟
هو شرخ كبير مولاتي الفاضلة، فلن يجبر كسري إلا بتحرير كامل تراب فلسطين و ارفع العلم الفلسطيني على مآذن القدس و على المساجد و الكنائس
“لا اعرف معنى للحرية مذ سفر التكوين”، فبأي الأحرف يكتب الزعيم “لطفي الياسيني” إحساس الحرية؟
الحرية لا تكتب إلا بالدم المجبول بتراب الوطن بل انتزعها انتزاعا من رقبة سجاني و جلادي
“نحن للموت خلقنا نحن للحرب و جدنا”، هل هذا المعتقد ينشئ تفاعلا مع هذا القول”نحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل وطننا”؟
اجل مولاتي الفاضلة نحن خلقنا للموت و للحرب و الشهادة في سبيل الله
؟”فالموت حق والفراق مصيبة و الكل ماض حكمة القهار”، ما هو مفهوم الموت عند الزعيم “لطفي الياسيني”
الموت هو فناء للجسد و بقاء للروح محلقة في برزخها الأعلى عند خالقها
قال الشاعر و الفيلسوف و الأديب العربي “أبو العلاء المعري” “كم وعظ الواعظون منا و قام في الأرض أنبياء فانصرفوا و البلاء باق و لم يزل داؤك العياء”، مثل هذا الاعتقاد هل يحبط في نفسك عزائم أم ينير حقيقة واقع يشدو الوجع بأنفاس الهزائم؟
بالحقيقة هو واقع يشدو الوجع بأنفاس الهزائم
عندما يسكب الأمل على قارعة الفشل، كيف يمكن للروح أن تتوسّد شعورا مضغوطا بالألم؟
لا يمكن أن يلتقي الأمل و الفشل معا، أما تحقيق الأمل بالعمل الدءوب المستمر أو الانتظار حتى يأتي فرج من عند الله
مرارا و تكرارا يخذلنا الأمل، يسقينا الأسى بلا كل و لا مل، فهل تعتقد أن لضوء الشمس من بشير مطل؟
من الظلمات ينبثق خيط الأمل و النور و في نهاية النفق لا بد أن يسطع نور الله، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
يعني “مازال في الديجور نور، مازال في وطني انتفاضة، مازال في شعبي إرادة”؟
نعم مولاتي الفاضلة ما زال في شعبي إرادة و في الديجور نور و لا بد أن يكون الفجر حرون
“لكنني مبتلى و الدهر أرغمني كرسي الإعاقة من بعد الثمانينا”، هل يعتب الزعيم “لطفي الياسيني” على الدهر و يحمّله المسؤولية أم أنه يعتبر هذا من نسج القدر و امتحان من رب البشرية؟
مولاتي الفاضلة أنا اعتبره من نسج القدر و امتحان و ابتلاء للإنسان المؤمن من الله سبحانه و تعالى و لا اعتراض على حكم الله و قضائه
“فضلت السجن داخل وطني على جنة في المنفى”، بهذا الاعتراف هل تنفي هذه المقولة “الوطن هو حيث يكون المرء في خير”؟
الوطن هو أغلى من أي شيء عندي فبقائي سجينا في وطني أفضل من جنة في المنفى
أنا عربي فلسطيني
أموت هنا ولن ارحل
وجدي اسمه فيصل
له بيت بباب الواد
دير ياسين و القسطل
جمع الزعيم “لطفي الياسيني” بين النضال السياسي و النضال بالكلمة، كيف استطعت أن تطيّع الحرف لبلوغ هذا الهدف؟
أولا هو من فضل الله علي و من ثم من الإرادة الفولاذية التي املكها و لا يستطيع أي إنسان تحمل ما تحملته من اجل ما أصبو إليه و هو إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة
حياك الله
هل تعتقد أن تعدد طرق النضال سواء كان ذلك سياسيا أم ثقافيا من شأنه أن يهزم محاولات المحتل في بتر مهامه و التخفيف من أشكاله؟
النضال عدة طرق، بالكلمة الثورية و الشجاعة التي يتحلى بها المقاوم العنيد و بالسلاح و بالحوار و بالدبلوماسية و بالعمليات الاستشهادية، كل الطرق تؤدي إلى فلسطين
“لينا ما زالت حية، المحها في فوج الطلاب تعانق فجر الحرية، تنتظر الفجر لترسل من مطلعه أغنية، ما زالت معنا عنوانا لكفاح فتاة شرقية، ما زالت روحا باقية بجنان الخلد الأبدية”، كيف تقيّم دور المرأة الفلسطينية في القضية القومية و إلى أي مدى تعتبرها عنصرا ذو أهميّة بالنسبة للممارسة السياسية؟
المرأة هي شريكة في المعركة و رفيقة في النضال و لها دورها الفعال كما للرجل جنبا إلى جنب، فالمرأة المثقفة تستطيع مقاومة المحتل بثقافتها
هل هذا ينبّهنا لفكرة أن المرأة هي زهرة المجتمع و هي أساس مستقبله و جزء ثابت في قوّته؟
نعم مولاتي الفاضلة المرأة هي شريان الحياة النضالية ولولا وجود المرأة لما كان للرجل أي كيان
إذن كيف تفسّر وضعية المرأة في مجتمعاتنا العربية التي تأبى الاعتراف بمساواتها في الحقوق مع الرجل إلى يومنا هذا علما و أن الفيلسوف الألماني “فردريك أنجلس” نادى بوجوب المساواة بين الرجل و المرأة منذ سنة 1899؟
المجتمعات العربية للأسف الشديد متخلفة عن بقية الشعوب، يتوجّب عليها أن تعطي المرأة كامل حقوقها متساوية مع الرجل، ألسنا من حواء و حواء أم الجميع، بل هي أم المؤمنين
هل للشعوب المتخلفة القدرة على التّعلم من خبرة الحركات الكبرى و أن تصل إلى إحداث تغييرات جوهرية لتعطي شيئا من شأنه أن يدفع تقدّمها إلى الأمام؟
نعم مولاتي الفاضلة يتوجب على الشعوب المتخلفة و اعني العربية قبل غيرها أن تتعلم من الحركات الكبرى و تحدث تغيرات جوهرية من شأنها أن تساهم في تقدمها اقتداء بالشعوب الأخرى
فكيف تصف الثورات العربية الحديثة، هل تراها قاصرة أم بصيرة أم هي مجرّد وهم و خداع للشعب؟
الثورات و ما يسمى الربيع العربي هي من صنع الاستعمار و الرجعية العربية و هي أساس المؤامرة من اجل إبقاء الوطن العربي مستعمرا إلى يوم البعث العظيم
هل يعني هذا أننا لم ننضج كفاية بعد حتى يصبح من الممكن أن تنجز ثورة مظفرة؟
إلى قيام الساعة لن نضج فكريا و لا حضاريا إذا لم ننصف المرأة في حقوقها المهضومة في عالمنا الذكوري المبتدع
لقد حققت المرأة في تونس إن لم نقل نصرا مستنيرا فهو أمر ذو شأن في مجاراتها للرجل و يعود هذا الفضل إلى المناضل الأكبر و الزعيم السياسي التونسي السيد “الحبيب بورقيبة” رحمه الله الذي كان لك لقاء معه، فبماذا تميّز هذا اللقاء و ما الأثر الذي تركه في دواخل المناضل “لطفي الياسيني” و ما هي تجلّيات ذلك عبر مسيرتك النضالية؟
رحم الله أخي و رفيق دربي المناضل الكبير و اشرف الزعماء العرب الموجودين على الساحة الرئيس المغفور له بإذن الله تعالى الحبيب بورقيبة الذي التقيته في مدينة القدس إبان الحكم الأردني مع العاهل الأردني المرحوم الملك حسين و أعلنها بكل صراحة أمام الملك نحن لن نستطيع تحرير فلسطين لأننا نسينا الله و أنسانا أنفسنا، له الرحمة و لنا من بعده طول البقاء، لولاه لما كان للمرأة التونسية أية مكانة تذكر
كان للزعيم “بورقيبة” حنكة سياسية فذّة يشهد التاريخ له بها، لو كانت هذه الحنكة مدعّمة لدى القادة العرب اليوم ما كان المنعرج، حسب رأيك، الذي سيسلكه التاريخ بفلسطين؟
لو اقتدى الزعماء العرب بكبيرهم و فارسهم المغفور له الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة و حذو حذوه لما لديه من حنكة سياسية لما وصلنا إلى هذا الوضع المأساوي الذي يندى له الجبين
صدقت يا زعيم
هل تمنّيت لو وقف بك الزمن سنة ثمان و أربعين، و لم تشهد وجع فلسطين و لا جبروت المحتل اللعين و آثرت مصاحبة رب العالمين أم أنك تفضّل مجابهة ألم السنين و التصدي للظالم الثخين و أن تكون سببا في النصر المبين؟
أنا أفضل مصاحبة رب العالمين و في الوقت نفسه أفضل مجابهة ألم السنين و التصدي للظالم الثخين و أن أكون سببا في النصر المبين
“يا غزاة الأرض انتم راحلون لن يدوم الحكم للمحتل لن تبقى السجون هذه الأرض لنا”
بإذن الله
أشكرك يا زعيم جزيل الشكر على تواصلك الراقي، أطال الله في عمرك لتشهد سيادة الأرض و جازاك الله على صبرك و تضحيتك و جعلك من المصطفين آمين
أنا الذي أشكرك مولاتي الفاضلة
على هذا الرابط الحوار
http://www.alrrayalarabi.com/2013/02/25/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A/