قالت مصادر غربية واسعة الاطلاع لصحيفة "الرأي العام" الكويتية انه لم يعد مبالغاً الحديث عن خشية اسرائيل على وجودها بسبب نوعية الاسلحة التي صارت بيد "حزب الله" ولهذا ً فإنه بات مستحيلاً السكوت ازاء قدرات الحزب وتعاظم قوته الصاروخية الرادعة والتوازنية، مشيرة إلى ان السماح بمرور سنة أخرى على سباق التسلح هو امر غير واقعي ومخل بالتفوق العسكري الاسرائيلي الذي حكم الشرق الاوسط على مدى العقود الماضية بدعم اممي، لافتة الى ان هذا التفوق بات في خطر كبير.
ورأت المصادر ان الادارة الاميركية فرضت جلوس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على طاولة المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين لاحتواء الاصوات العربية المتعالية، المطالبة بوجود ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، لكن الجميع يدرك ان هذا الامر مجرد "مورفين" لن يدوم اكثر من اشهر عدة لأن نتنياهو مصمم على معاودة العمل بخطط البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، ما يعني ان ما يجري الان هو مجرد تهدئة قصيرة الامد.
واوضحت المصادر ان الانسداد الحتمي لأفق تلك المفاوضات سيكون سببه عدم قدرة نتنياهو على ايجاد توازن بين علاقته الاستراتيجية بالولايات المتحدة وبين حلفائه في الحكومة، خصوصاً اليمين المتطرف الذي لن يقبل تقديم اي تنازلات في ملفي القدس وعودة اللاجئين، لافتة الى ان اخفاق نتنياهو في الاستجابة لمتطلبات عملية السلام سيولد استياء لدى الادارة الاميركية التي تعتبر ان حل القضية الفلسطينية ومشكلات الشرق الاوسط جزء من امنها القومي، لا سيما وانها تربط بين خطر "القاعدة" ومشكلات المنطقة في شكل مباشر.
ولفتت تلك المصادر الى ان موقف اسرائيل المتشدد ينبع من ارادة الحكومة الاسرائيلية في الحفاظ على وجودها المهدد، وهي تعتقد ان اي تنازل قد تجازف به يمكن ان يظهرها في صورة الضعيف لدى "قوى الممانعة"، ويفتح شهية هؤلاء للانقضاض عليها. لذا فان دوام الهدوء لفترة طويلة خلال السنة امرا مستبعدا.
وذهبت المصادر الغربية المتابعة «عن كثب» للتطورات في لبنان واسرائيل الى حد القول ان تل ابيب بدأت اخيراً بحشد قوات غير مرئية وغير محسوسة على حدودها في نقاط المواجهة الامامية والمفاصل الحساسة في اطار استعدادها للبقاء جاهزة اذا قررت القيام باندفاعة مباغتة وسريعة في اتجاه الاراضي اللبنانية، مشيرة الى ان اسرائيل تجمع المعلومات الاستخباراتية المتاحة لإنجاح ضربتها الاولى ضد "حزب الله" عبر سعيها الى تدمير مخازن الاسلحة ومستودعات القوة الصاروخية لديه.
ولفتت المصادر إلى انه من غير المستبعد ان تكون الادارة الاميركية قد وافقت على امداد اسرائيل بصواريخ "H.M.P - E.M.P " الالكترومغناطيسية والميكروفية ذات الطاقة العالية التدمير للمنشآت الكهربائية والاتصالات والبشر، والتي لا تصيب المباني بالأذى في الوقت عينه لانها تقوم على توليد طاقة اشبه بالصاعقة المعروفة باسم E.BOMB.
وكشفت المصادر لصحيفة الرأي الكويتية ان الاميركيين اكملوا ملء الفراغ وسد الثغرات للجيش الاسرائيلي على مدى الاعوام التي اعقبت حرب يوليو 2006 في اطار معالجة الاخفاقات التي عاناها، وهم اشرفوا على مستوى الاداء والاعداد اللوجستي، لذلك يجزم الامريكيون بأن اسرائيل باتت جاهزة لاخذ المبادرة ضد عدوها على الحدود الشمالية وبقوة عالية.
وتنقل المصادر عن باحثين قريبين من اللوبي الاسرائيلي في الغرب، ان اسرائيل وحلفاءها هم على درجة عالية من الاعتقاد باستحالة القضاء على "حزب الله" نتيجة العقيدة التي يتمتع بها نشطاء الحزب ومقاتلوه والغطاء اللوجستي الذي يوفره احتضان الطائفة الشيعية له، اضافة الى قدراته القتالية والعسكرية التي لا يمكن الاستخفاف بها او تجاهلها، معتبرة ان الهدف من جنوح اسرائيل نحو الحرب سيكون اكثر واقعية هذه المرة، اي انه يرمي الى "تحجيم" الحزب للحدّ من نموه السريع والقضاء على اكبر عدد ممكن من القوة الصاروخية التي يتمتع بها، اضافة الى تحطيم قدرته على الاتصالات القائمة على الالياف البصرية ومنعه من الاستمرار في التنصت على الاتصالات الاسرائيلية - الغربية ايضاً، والتي تبث من لبنان واليه وعلى حدوده.
ولم تتطرق المصادر الى الافتراضات المرتبطة بموعد الحرب وتوقيتها، لكنها قالت ان اسرائيل تبدأ الحرب في اللحظة التي يتاح لها اكتشاف مخبأ الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، مهما كانت الساعة او الظروف أو أي شيء آخر... فعندها تقوم اسرائيل بالانقضاض على مجموعة من الاهداف دفعة واحدة، وعندها تكون ساعة الصفر في المواجهة المفتوحة، التي تعتقد اسرائيل انه من خلال اكتشاف مكان وجود نصرالله تصبح قادرة على حسم نصف المعركة.