آن لي ان اترجل عن حصاني الشعري بعد تسعين عاما / د. لطفي الياسيني
-----------------------------------------------------
موعدكم معها بعد ساعة من الان
سيرة ذاتية محبوكة بلغة وقوالب شعرية
رحلة العذاب والتباب والسجون
وظلم ذوي القربى
والبكاء على اجداث الشهداء
والبكاء على الاسرى والمعتقلين
والبكاء على المشردين في المنافي والشتات والمهجر والدول العربية
والبكاء على الاحياء الاموات
وبكائيات على البؤساء والفقراء والمعذبين في الارض
اتصالاتي مع العالم الآخر والاقطاب الاربعة المتدركين
اختفائي 15 عاما في البحر الميت وعودتي الى الحياة من جديد
قضيت 15 عاما في داخل قبر مهجور
قضيت 7 سنوات في السجون الصهيونية
قضيت 7 سنوات في معتقل الجفر الصحراوي
مع المرحوم الاستاذ محمد ابو شلباية
والرفيق فؤاد نصار
-------------------------------------------------------
ولدتني امي في العام الثاني والعشرين
طفلا يفتح عينيه على وعد بلفوري
مثل غراب البين
بعد مضي العامين
سقطت في العام الرابع والعشرين
خلافتنا من اتاتورك عميل الاستعمار
عدو الله عدو الدين
كبرت وواكبت الاضراب
بعام السادس والثلاثين
كنت بعمر ورود
في الرابعة بعيد العشر سنين
كنت صديق المفتي الحاج امين
ورفيق الثوار الشهداء على ارض فلسطين
الشيخ القسام بيعبد في ارض جنين
والشيخ ياسين البكري
عبد القادر وابي وشيوخ الفرسان الثوريين
قاومنا في باب الواد
ومعركة القسطل
في دير ياسين
هجرنا عن كل مدائننا وقرانا
في عام الهجرة
عام قدوم القطعان الصهيونيين
شردنا في كل منافي الارض
وعشنا في المهجر وشتات الدول العربية
في الخيمات من الاردن
الى سوريا
لبنان
وتونس
والمغرب
وعراق العزة
في وهران
وفي جازان
وفي كل الاقطار العربية
في السودان
ومصر
الى ارض الشيشان
وافغانستان
وتركيا
في جزر الواق الواق
بارض فلبين
تعلمت الفلك بمغربنا العربي
مغارة دانيال تشهد اني كنت قويا
في تسخير الجن وكل عفاريت العالم
من ارض القدس الى الصين
وتتلمذت الصوفية
عند الاقطاب الاربعة المتدركين
خدام العهد وعمار البيت من الجن
العلوي مع السفلي
وارهاط شياطين
نقلوني للبحر الميت وانا لم ابلغ سن العشرين
كنت هنالك احمل ملح البحر
وانقله الى الفقراء
الى المحتاجين
امضيت هنالك خمسة عشر ربيعا
اتنقل من بحر والى بحر
من نهر والى نهر
من نهر الاردن الى نهر الرآين
ونهر السين
فتحت في وجهي ليلة قدر
وسماء الله الدنيا
شاهدت الاشجار سجودا
تسجد لله
ملائكة العرش تسبح لله
وجبرائيل وميكائيل
واسرافيل وعزرائيل
وقدوتنا احمد في فردوس المولى بعلين
تعلمت الجفر الابيض
والجفر الاحمر
والجفر الجامع
من سيدنا علي
امير المؤمنين
من فاطمة الزهراء
من السبطين
من عائشة كنت صغيرا
ما جاوزت من العمر ثلاثين
دفنت بداخل قبر مهجور
خمسة عشر ربيعا
فانا اؤمن بتناسخ ارواح
تصعد للبرزخ ثم تعود الى جسد آخر
من نفس العائلة
بعيد سنين
مدتها خمسة عشر ربيعا
كالمعتقد السائد عند شيوخ العقل
رجال التوحيد المعروفيين
كنت بداخل قبر مهجور في تلات القسطل
في دير ياسين
كان شجاع اقرع عندي في القبر
تآخينا اصبحنا صنوين
خرجت من القبر
وناضلت بكل الاقطار العربية
من ايلول الاسود
حتى تلات الشوف وصنين
سجنوني في معتقل الجفر الصحراوي
لاني كنت لواء الركن بايلول الاسود
والاشرفية
في عجلون
انهيت السجن وغادرت الاردن مطرودا
لفلسطين
عند الجسر تسلمني جند المحتلين
سجنت بسجن الرملة في العام الرابع والسبعين
كان معي في السجن المطران الكبوشي
ورفيقي كوزوموتو
بكفار يونا
في بيت ليد بزنزان في سجن منفرد
في العام الثاني والسبعين
التهمة عملية لد
والجيش الاحمر لرفاق راديكاليين
انهيت السجن بعملية افراج تمت
ما بين كيان صهيوني محتل لتراب فلسطين
واحمد جبريل
كان معي في السجن صديقي
احمد صندوقة مخيمر
من سكان القدس المنفيين
اولادي السبعة ما زالوا سجناء الحرية
في كل سجون المحتل النازيين
وانا تحت اقامة سجن بيتي
مشلول الرجلين
لا عين ولا حتى ذراع
على الكرسي المتحرك للمشلولين
ابكي في كل المرثيات الشهداء الاحياء
وابكي الاسرى والمعتقلين
واقاوم بالقلم مع الثوار جنود القوادين
ابكي كل الاقطار العربية
صبح مساء
سوريا وعراقا
ومزارع شبعا
ارثي كل الشهداء
ولا احد يرثيني
وانا احد الابطال الاحياء الشهداء
على ساحات الاقصى
منذ النكسة
في العام السابع والستين
-------------------
د. لطفي الياسيني