استفزاز اسرائيلي !!
مع استمرار المبعوث الاميركي جورج ميتشل في محادثاته
مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في محاولة للتمهيد لبدء
المحادثات غير المباشرة خرج علينا سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ليقول ان المفاوضات لن تسفر عن اي
نتيجة ويكيل سيلا من الاتهامات للجانب الفلسطيني فيما اعلن في
اسرائيل ان مفاوضات تجري بين قادة مستوطنة بيت ايل في رام الله
وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي لتوسيع المستوطنة
وبناء المزيد من الوحدات السكنية فيها، وفي الوقت الذي يتواصل
فيه الاستيطان في القدس العربية وباقي انحاء الضفة الغربية كما
تتواصل حملات الاعتقال الاسرائيلية في الضفة وقمع المظاهرات
السلمية الاحتجاجية على استمرار بناء الجدار كما حدث في منطقة
الولجة امس الاول.
هذا يعني ان اي مؤشر ايجابي لم يصدر عن الحكومة الاسرائيلية
بل ان هذه الحكومة لجأت الى منظمة يمينية متطرفة فتعاونت وزارة
خارجيتها معها لعقد مؤتمر صحافي تحريضي ضد السلطة الوطنية
وضد الاعلام الفلسطيني في خطوة غريبة من نوعها الى درجة ان
بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية نفسها انتقدتها.
وقد احسنت القيادة الفلسطينية صنعا عندما اكدت انها لم تتخذ
بعد موقفا رسميا ازاء اطلاق المحادثات غير المباشرة وهو الموقف الذي
سيتبلور بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة
المركزية لحركة "فتح"، اي ان القيادة الفلسطينية التي توجد كل
المعطيات امامها خاصة الاستيطان والاستفزازات الاسرائيلية لن يكون
موقفها مجرد التبني الاوتوماتيكي لقرار الجامعة العربية بل ان لديها
ما تقوله للمبعوث الاميركي وللعالم اجمع في الوقت الذي تغلق فيه
اسرائيل الطريق امام اي تقدم او اختراق وتدفع بقوة نحو تنفيذ
مخططات تهويد القدس وتكريس الاستيطان والاحتلال.
وان ما يجب ان يقال هنا انه لا يعقل ان تطلق المحادثات غير
المباشرة وسط هذه الاجواء ووسط استمرار الاستفزازات الاسرائيلية
اليومية. واذا كان التعهد الاميركي لاقناع الجانب الفلسطيني
بالانتظام لهذه المحادثات يتركز في منع الاستفزاز فما الذي فعلته
وتفعله الولايات المتحدة الآن لوقف الاستفزازات الاسرائيلية التي
وصلت حد احراق المساجد في الضفة الغربية ؟
وفي المحصلة، لا يعقل ان تستأنف اي اتصالات او محادثات
مع اسرائيل طالما بقيت الامور على حالها وطالما واصلت اسرائيل
تنفيذ مخططاتها غير المشروعة واستفزازاتها والسكوت عن جرائم
مستوطنيها وطالما بقيت متمسكة بمواقفها المتشددة.
ولهذا نقول ان على المبعوث الاميركي ان يعالج كل ذلك قبل
الحديث عن اطلاق محادثات غير مباشرة حكمت عليها اسرائيل
سلفا بالفشل بمواقفها وممارساتها.