ابليس والعجوز والكيد
حكاية خرافية من وحي الخيال الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
تراهنت عجوز من عجايز السَو َمع إبليس ، إنه كيدها مش قد كيده وبس ، لا بل أكبر من كيده بكثير ، وقديش قزم جنب كيدها كيد إبليس
وإبليس على ها لأرض من ما نزل أبونا آدم يعمر ها لأرض ، وإبليس بالضلال يخربها ، تيزيغ الناس عن الحق ، ويكدسهم في نار جهنم تكديس
لجل العداوه المتأصله بين الخير والشر ، لجل الحسد من آدم ، اللي خلقه الله من طين ، وكرمه على خلقه أجمعين ، وسجدت له الملائكة قراطيس
وحجة انه مخلوق من نار السموم ، وآدم من حمأ مسنون ، فيها فرق ، والنار أفضل ، وما بسجد النار للطين ، والنار تختال عَ الطين وتميس
وقصة إبليس الملعون وطرده من الجنه ومن رحمة الله أرحم الراحمين ، قصة معروفة ، لا بدها تأويل من مأول ولا بدها من مدرس تدريس
والشياطين فروع ، منهم شياطين الجن ، ومنهم شياطين الإنس ، وكلهم في المحصلة الأخير ، جنود أوفياء ومسامير بنعله ، الله يلعنه الخسيس
تباهت عجوز السَوّ إنها أعلى من إبليس بدرجه في الكيد ، وانه بطلع بأيدها أكثر من اللي بطلع بأيده ، وانها بتفوق بالنجاسه الخنزير أبو خميس
قال لها إبليس : هَيّ الميدان يا حميدان ، ورجينا الكيد على أصوله ، وكيف بتربطي ، وبنقرر بعدين مين لمين الزعامة بالفساد والتدليس !!
راحت استأجرت شب مثل الورده عواطلي عن الشغل، ومثل الكلاب بحب النوم والراحه، وبحب اللقمه التافهه ، ولا يمد إيه ويعمل ، يقوم بدور عريس
لمّا يحتاج الأمر وتستدعي الظروف للدور ، لأنه الدور محبوك ، ومنقاس على المسطره ، بالسانتي و بالميلي ، وأي غلط بخلط الورق وبحرق التميس
وما يسأل عن التفاصيل ، لأنه كل شي بحسابه ، واللي إلك إلك ، واللي مش إلك محرّم عليك ، وخليك حلو يا حلو ، واوعى تبقى غليس
راحت على تاجر من ها لتجار ، عنده مَرَه سبحان من صَوَر هذيك الصوره البهيه ، هيذ الله خلق النسوان ، مره رزينه ، عَ بنات جنسها تميس
وادَّعَت إنه عندها ولد عاق ، قطع النسل والذريه اللي مثله ، وانه بضربها وبهينها ، وبعشق ابنيه مثل القمر ، وبده هديه يهديها إلها ، وهو وهي مفاليس
وكتت بين إيديه أكم من حفنة دموع ، بتقطِّع مصارين القلب ، وبتحط الحزن في الجرّه ، دموع يا ما شاء الله ، ما إلها حجم ولا مقاييس
حزن التاجر لحزنها ، وقص الها شقفة قماش غاليه ، لعشيقة إبنها المزعومه ، تحمي العجوز من الضرب والعقوق من لِولاد المناحيس
أخذت شقفة ها لقماش ، ووينك يا دار التاجر ، وشافت مرته اللي بتقعد محل القمر من حلاها ، اللي ربنا أبدع صورة وجهها ، جمال نادر ووجه أنيس
اتظاهرت انها وقعت عَ بوزها طب ، بعد ما تعثرت بحجر ، نطت لِبنيه مرة التاجر خايفه عَ العجوز ملهوفه ، رفعتها عن الأرض وتفرستها تفريس
دخلتها بيتها ترد روعها ، وتدفع خوفها وتِكرم وفادتها ، بفطرتها النبيله ، خصوصا وهي عجوز محدبه بحردبه ، وظهرها مقوِّس تقويس
فاتت لِبنيّه عَ المطبخ تقدم حاجه عَ المستعجل للعجوز ، بس العجوز الكرنيبه ، ناكرة المعروف ، دست لِقماش بفراش الجوز بلا حِس ولا حَسيس
ونَسّت حالها مثل حية التبن ، وتسحسلت طالعه بعد ما خرّبت مالطا ، وزرعت الشر المستطير ، ومش بعيد تخرب بعد مالطا روما وباريس
المسا الله ايمسي الكل بالخير ، رَوّح التاجر على داره ، وتمدد عَ تخته في أوضة نومه لبين ما مرته تحضر عشاه ، حس بأشي مكدس تحت راسه تكديس
استغرب أخونا ومد إيده يشوف ها لإشي ، وصارت إيده تحوس تحت ها لفرشه ، اتدَوِّر على ها لإشي الغريب ونزلت ايده تحسس تحسيس
والله ، وعمر السامعين يطول ، لقي اللي ما خفاه ، شقفة لِقماش اللي أهداها للعجوز تيقدمها ابنها لعشيقته ، ومين عالم يا ترى إذا هراها تبويس؟؟
الزلمه غِلي الدم براسه ، بعد ما ظهر انه قِرن ، والميه الوسخه بتسيل من تحت بساطه ، وانه أبصر قديش إلو جوّه ها لظن العاطل حبيس
ناداها بصوت مثل دَبّ الرعد ، روحي وانتِ طالق ، يا خاينة الملح والعيش ، اطلعي بهدوء وشويش ، من غير فضايح وتجريس
المسكينه يا غافل إلك الله ، لبست ها لمنديل ودمعتها الغاليه تسبح عَ خدودها ، طلعت وصفقت ها لباب ورا ظهرها ، الظلم عاطل ونحس ابن مناحيس
العجوز الكرنيبه بقت تستنى طلعتها ، ما هي زرعت اللغم بأيديها الآثمه ، لقفتها بحضنها، وأخذتها لبيتها تتحميها من أشرار الليل اللي أخلاقهم سيس
وبقى الشب المُستأجر يتبطوح مثل الكلب لِمبرغِث في دار العجوز ، حاير بمهمته اللي استأجرته العجوز من شانها ، وشو دور العريس
حطت لِبنيه عند الشب في الدار ، مع الفصل اللي اختارته الشريفه العفيفه ، استأذنت لحظه تقضي فيها مهمه ، ووصته خير بذات الوجه الأنيس
العجوز ظلت بوجهها على دار الشرطه ، وزعمت انهم شب وبنت سطو على بيتها مستغلين عجزها ، للفاينه والعاطله ، وبيتها شريف مش للتخبيص
اجوا الشرطه ، لقوا شب وبنيه جوّه الدار، وما في جرم بالتلبس ، بس ما دام في شكوى ، حملوهم عَ الحبس ودبوهم مع المحابيس
العجوز بعد ما ارتكبت كل ها لآثام والرزايا ، قالت لإبليس : هذا أنا ربطت ، هات ورجينا كيف بدك اتحل ، أو أحل أنا وتشهد لي بالكيد يا ابليس ؟؟
ابليس طلب منها تكمل المهمه تتحصل عَ اللقب بامتياز ، وتعيد تبني اللي هدّته ، لأنه الأصعب ، هذا إذا بدها كيدها يغلب كيد إبليس
العجوز لبست أواعي الحشمه ، وحملت غرض على راسها ، وسحبت حالها وراحت عَ الحبس ، ودخلت عند مرة التاجر ، في قاووش المحابيس
دخلت واعطت لبنيه أواعي الحشمه ، والغرض اللي على راسها واطلعتها بدالها ، وظلت محلها محبوسه ، بصمت مطبق ، لا حِس ولا حسيس
ولمّا عرضوهم عَ القاضي حسب الشكوى ، شب وعجوز ، وادعت العجوز انها بقت هي وابنها قادوهم للحبس بتهمة الفاينه واللعب بالتضاريس
القاضي أطلق سراحهم بالحال ، وعاقب الجنود اللي بحبسوا الناس ظلم ، ودس الأبرياء ورا القضبان والكذب عَ الرعيه والتدليس
راحت من ساعتها عَ التاجر وطلبت منه شقفة قماش ثانية ، بدال اللي نستها عند حرمه مستوره بنت حلال أقالت عثرتها وجبرت خاطرها التعيس
الزلمه لطم على راسه ، وانعمى ضوّه ، وندم على الهبل اللي اتهبله ، وفرح انها مرته شريفه ، وما في ميه من تحت سجادته ، ياااه قديش بقى تيس
هون ابليس ركع في محرابها وسجد قدامها ، واعترف الها بالسياده والرياده ، وانها غلبته بالكيد والفتنه والفساد ، واخذت لقب أنجس المناجيس
تقرأ بلهجة أهل سنجل