الأزمة في مصر: 36 قتيلا ومئات الجرحى في اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه
--------------------------------------------------------------------------------
الأزمة في مصر: 36 قتيلا ومئات الجرحى في اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يسود التوتر اليوم السبت وسط القاهرة حيث دعت جماعة الاخوان المسلمين إلى تظاهرات جديدة لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي غداة أعمال عنف أسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا على الاقل في جميع أنحاء البلاد.
أفادت التقارير الواردة من مصر بمقتل 36 شخصا وإصابة أكثر من ألف في أعمال عنف واشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الجمعة.
وأعلن محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف " ارتفاع حالة الوفيات في أحداث أمس الجمعة إلى 36 وإصابة 1079 فى أحداث اشتباكات الجمعة فى جميع محافظات مصر".
وكانت الحصيلة السابقة تتحدث عن مقتل 30 شخصا.
وفي تطور آخر، صرح مصدر أمني لبي بي سي بأن مجهولين كانوا يستقلون سيارة دفع رباعي استهدفوا قسا مسيحيا في شارع الفتح بمنطقة المساعيد بالعريش في شمال سيناء فأردوه قتيلا بعد إصابته بطلقات نارية بالرأس والصدر والبطن.
وأضاف المصدر أن إحدى دوريات الجيش التي كانت قريبة من المنطقة سارعت بمطاردة السيارة التي غاصت في الرمال وخرج منها المسلحون وهربوا إلى مناطق جبلية متفرقة.
أعنف اشتباكات
وكانت شرارة أعمال العنف الجمعة اندلعت بعد أن قتل 3 من مؤيدي مرسي على أيدي قوات الأمن أمام دار الحرس الجمهوري في العاصمة القاهرة بعد أن توجهت مسيرة غاضبة من أنصار جماعة الإخوان إلى الدار للإفراج عن مرسي الذي يعتقد أنه محتجز داخله.
وشهدت مدينة الاسكندرية الساحلية، ثاني كبريات مدن مصر، أعنف اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه، فقد قتل 12 شخصا وأصيب أكثر من مئتين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن عمرو نصر، رئيس هيئة إسعاف الإسكندرية، قوله إن معظم الإصابات والقتلى كانت نتيجة إطلاقات نارية وخرطوش، وتم تحويل المصابين لمستشفيات "الجامعي والرمد ورأس التين والأنفوشي".
واستخدمت قوات الأمن عددا كبيرا من قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول والمعارضين له.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا أدانت فيه أعمال العنف في مصر ودعت زعماء القوى السياسية لوضع حد لهذا العنف.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه جراء العنف ولكنه أكد أن الشعب المصري حدد الطريق الذي يريده نحو المستقبل ويجب على كل أبناء مصر ومن بينهم النساء المشاركة في هذه العملية.
وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي خرجوا في مسيرات حاشدة وبخاصة في القاهرة استجابة لدعوة الإخوان المسلمين لتنظيم مظاهرات احتجاجا على إطاحة الرئيس مرسي.
البقاء في الميادين
وألقى المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، الذي ذكرت تقارير سابقة أنه اعتقل، خطابا حاد اللهجة أمام الآف المحتشدين في رابعة العدوية بالقاهرة.
وتعهد بديع ببقاء أنصار الجماعة في ميادين الاحتجاج إلى أن يتحقق مطلبهم بالإفراج عن الرئيس المعزول وإعادته لمنصبه.
وانتقد بديع تأييد شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية لعزل مرسي.
وكان الجيش قد أطاح مرسي وأعلن ما وصفه بخريطة مستقبل لحل الأزمة السياسية في مصر. وكلف الجيش المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية برئاسة الدولة، وقد أدى منصور يوم الخميس اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد.
وعقب انتهاء مرشد الاخوان من خطابه، توجهت مسيرات من أنصار الاخوان إلى ماسبيرو حيث يقع مبنى الاذاعة والتلفزيون ووقعت اشتباكات بينهم وبين المعارضين في ميدان التحرير القريب من المنطقة.
وتوجه مؤيدو الاخوان إلى أعلى كوبري 6 أكتوبر ووقعت مواجهات أسفرت عن مقتل اثنين من المتظاهرين.
وانتشرت قوات عسكرية بعد ذلك في ميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير وقامت بالفصل بين الطرفين.
واعتقلت قوات الأمن مساء الجمعة، القيادي البارز في جماعة الاخوان، نائب المرشد العام، خيرت الشاطر الذي أمرت النيابة العامة بضبطه بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام المقر العام للجماعة الأحد الماضي.
خطرة ومضطربة
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة كيفين كونولي إن غضب كل فريق وتصميمه على الانتصار في معركة السيطرة على الشارع جعلت من القاهرة منطقة خطرة ومضطربة.
وفي تطورات أخرى، أصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور إعلانا دستوريا اشتمل على قرار بحل مجلس الشورى الذي كان يتولى سلطة التشريع في البلاد قبل عزل مرسي.
كما تضمن الإعلان تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن منصور أصدر قرارا "بتعيين محمد أحمد فريد رئيسا لجهاز المخابرات العامة خلفا للواء محمد رأفت شحاته الذي عين مستشارا امنيا لرئيس الجمهورية".
وتشير تقارير إلى قرب الإعلان عن رئيس وزراء للحكومة الانتقالية التي ستتولى شؤون البلاد في الفترة المقبلة.