شخصيات بني معروف الدكتور كمال عامر في سطور

شخصيات بني معروف

الدكتور كمال عامر في سطور

هو الحكيم القديس أو أحد الملائكة على الارض ، هكذا يعرف بين أواسط الناس الذين يعرفونه ..

هذا الإنسان هو عطاء متميز وحب لامتناهي وكرم يفيض خيرا في ارض السقوط الاخلاقي فيجسد لنا ولكل من يعرف تمثالاً منسياً يعلن تجلي الرحمة في ذروة الألم القصوى.

كنا دائما نسمع عن ملائكة تطوف السماء لكننا عندما نرى ملائكة على الارض يقدم وقته وجسده وأماله وراحته وكل ما يملكه ليداوي جراح الناس ويخفف ألمهم تقف صاغراً أمام العطاء ..
بعض النجوم تفقد البريق وتذوي ولكن نجمنا نكاد نجزم إنه قادر طوال سنين مضت وقادمة على البريق واللمعان في سماء هذا الكون الاستهلاكي .

نجمنا هو الدكتور كمال عامر

من ابناء محافظة السويداء ، بلدة مردك المتربعة على الصخور البازلتية السوداء والمروج الخضراء التي تنحدر من جبل العطاء بين طيات صخورها الخشنة نشأ فاستقى منها الكرم والتميز وحنان الروح .

تربع على عرش الابداع والشهرة الذي اورثه اياها والده هايل عامر لما له من السمعة الطيبة وما كان يتمتع به من كرم سخي ومساعدة الفقراء والمحتاجين وكل من يطلب مساعدته ، فكان ممن دفنت رفاتهم تحت التراب وبقي أفعاله منارات .

وعند ما احببنا اجراء لقاء خاص مع الدكتور كمال عامر رفض بشدة ذلك وشكر مبادرتنا مع إصراره بأنه رجل لا يحب شهرة الاضواء وسرد الاقاويل ، ولكنه أمام اصرارنا
قال سأتحدث ليس كلقاء ,,, بل كدردشة مع أصدقاء ...

أنا رجل من الماضي وانتم تريدون المستقبل ،ما فعلت في حياتي كان واجبي وكان ايماني بما أفعله .
والعطاء مبدأه ( وما تعطيه تعطيه لنفسك وما لا تعطيه تنتزعه من نفسك) ولن تجد أكثر فقراً من الذي لا يعرف العطاء ولن تجد أكثر غنىً ممن يعطي وبه نغتني.

كان اللقاء في المشفى الذي يعمل به طوال نهاره ، وحتى ساعة متأخرة وخاصة إذا كان لديه عمليات ، حاولنا أن نأخذ موعداً في البيت أو في العيادة ، فلم نجد لديه القوت ، فقررنا الذهاب إلى المشفى ..
في مكتبه كان الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون انتهاءه من إحدى العمليات فدردشنا معهم ، واستطعنا جمع معلومات مما يعرفه الناس عنه :

يتعامل مع مرضاه بكل شفافية ومثالية ليحقق رسالته الانسانية على ارض الواقع والتي تجلت في مساعدة المرضى والشعور بآلامهم وحالاتهم المرضية والاجتماعية ، يتميز بحنانه الكبير وعطاءه الذي لا حدود له ، والد للجميع ، تراه يحدث هذا ، ويتابع أمراً أو ورقة في يديه ويكتب دواءاً لمريض ، وطوال الوقت يبتسم بحنان أب

تميز الدكتور كمال عامر .. بتفوقه منذ الصغر وتعلقه الشديد بوالده ( كما أخبرنا ) فأحب ان يبدع ويعطي في مكان اكثر شموليةً وأكثر إنسانيةً فاختار مهنة الطب الذي حصل على شهادتها من جامعة دمشق ثم أُوفد الى الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) ليحصل على الدكتوراه في جراحة القلب والتخصص فيها .. وبعدها سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة بحث علمي
هذه المجتمعات اغنته بالخبرة الواسعة والمهارات العالية وتعلم أن الطموح دائماً هو تعب داخلي وإيمان ذاتي .

عُرف طبيبنا بشهادة من رافقه وعايشه بأخلاقه العالية وانسانيته وعطائه اللامحدود

عمل مدرساً للجراحة عامة وجراحة القلب والاوعية الدموية في كلية الطب بجامعة دمشق ، وهو عضو هيئة تدريسية لأكثر من أربعين عاماً ومازال يدرس الجراحة العامة وجراحة القلب في مشافي التعليم العالي وكلية الطب بالإضافة الى اجراء عمليات جراحية خاصة بالقلب في مشفى الاسد الجامعي والتي تميزت بالنجاحات الباهرة وضاهت التقانة الطبية في الدول الاوربية .

و عمل رئيسا لمركز جراحة القلب في الثمانينات في مشفى المواساة وهو أول من استلم رئاسة قسم القلبية في مشفى الاسد الجامعي وكان له الفضل الكبير في تامين اجراء العمليات الجراحية القلبية مجاناً لمختلف المواطنين والشرائح على امتداد الوطن .
يبدأ يومه الطويل منذ الساعة التاسعة وصباحا وحتى منتصف الليل بلا كلل او ملل وقد يمضي اغلب يومه مواصلاً عمله في المشفى دون راحة اذا ما تطلب الأمر ذلك

وفي الأيام العادية وهي قليلة جداً يكمل يومه في عيادته الخاصة ، والتي زرتها ذات يوم قبل أن نلتقي به ، وتفاجأت بكم المنتظرين لقدوم هذا الطبيب الذي زاد استغرابي عند قدومه ، بأنه غالباً لا يأخذ نقوداً وإن أخذ فبشكل رمزي ، ويقدم الأدوية من ممتلكاته الشخصية .

وقد يترك عيادته لتوصيل مريض ما وخاصة إن كان مسناً أو محتاجاً الى سكنه او على مقربة منه بسيارته الخاصة .

نال مقابل اعماله وإنسانيته احترام المجتمع وحبه وتجد الكثير من روايات الناس عما قدمه للجميع دون تفرقة دينية او مذهبية او اجتماعية بين المرضى .

وقد رفض طول مسيرته الظهور الاعلامي والتلفزيوني لمبدأ لا يتغير في نفسه ،

كان مكرماً بشكل سنوي من قبل كلية الطب في يوم الطب العربي تقديراً لجهوده .
هذا الإنسان الذي لم تغيره المناصب ولم تبدله المغريات المادية كان قلبه الطاهر لا يمنح الا كنوز الانسانية

قد لا تكون الكلمات كافية ، لتعطيه بمقدار عطائه ، ولكن هذه السطور هي فقط تقديراً واحتراماً لهذا الشخص النبيل

صفحة 1 من اصل 1