النشيد الوطني العراقي يصطدم بالمحاصصة العرقية.. مطلوب بأربع لغات!

النشيد الوطني العراقي يصطدم بالمحاصصة العرقية.. مطلوب بأربع لغات!

---

افشلت مطالب مكونات عراقية بضم لغاتها الى النشيد الوطني للبلاد بحيث يتضمن العربية والكردية والتركمانية والارامية، تصويت مجلس النواب على الصيغة النهائية لنشيد وطني جديد ليدخل الامر بنفق المحاصصة المعمول بها في البلاد منذ 10 سنوات، بينما انتقد برلمانيون عدم مناقشة مجلس النواب اليوم لعمليات التهجير والتطهير الطائفي في محافظة ديالى بوسط البلاد كما كان متفقا عليه.
د أسامة مهدي/ Elaph

اقتباس :

أدت خلافات المكونات القومية البرلمانية إلى تأجيل مجلس النواب اليوم الخميس التصويت على النشيد الوطني كما كان مقررا الامر الذي دفع نواب الى التأكيد بان ذلك اثبت بالدليل القاطع انه لا يوجد تعريف محدد للثوابت الوطنية ولا توجد المصلحة الوطنية التي من المفروض أن تسخر لها الإمكانيات وترسم لها الاستراتيجيات كما قالت النائبة عن العراقية وحدة الجميلي.
وجاء التأجيل عقب مطالبة المكونين التركماني والايزيدي تضمين النشيد اللغتين التركمانية والارامية الى العربية والكردية اللتين يتمنهما مشروع قانون النشيد المعروض للتصويت. واثر ذلك اعلن رئيس لجنة الثقافة والاعلام النيابية النائب عن دولة القانون علي الشلاه ان النشيد الوطني سيكون باللغة العربية وحدها مع عبارة عاش العراق باللغات الاربع جميعاً . وقال في مؤتمر صحافي ان مقترح قانون النشيد العراقي هو تنفيذ لمادة دستورية وكان هناك اتفاق اجمالي مع كل النواب بالمضي هذا اليوم للتصويت عليه ولكن نوابا طلبوا تأجيل ذلك . واوضح ان الخلاف الاساسي على القانون هو ان بعض المكونات تريد اضافة عبارة بلغتها وهناك خلاف على بيت الشعر الكردي المفروض ان يتضمنه النشيد ولذلك تم تأجيل التصويت على مقترح القانون الى جلسة اخرى مشيرا الى ان لجنته ستضع هذه مطالبات الاخرين كمقترحات للتصويت.
واشار الى وجود مقترح بادراج النشيد مقطع من قصيدة باللغة العربية لشاعر واحد من ثلاث هم: محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب وشاعر ثورة العشرين محمد مهدي البصير .. ومقترح بيت شعر واحد باللغة الكردية ويختتم النشيد بعبارة "عاش العراق" باللغات العراقية جميعاً . وقال انه اذا ما حاز بيت الشعر الكردي على التصويت فسيكون النشيد باللغة العربية وبيت شعر بالكردية واذا لم يحز على التصويت سيكون النشيد باللغة العربية مع عبارة عاش العراق باللغات جميعاً.
يذكر ان قانون النشيد الوطني بقي مثار جدل طيلة السنوات التسع الماضية.. ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ومع كل تغيير رئيسي في نظام الحكم كان النشيد الوطني العراقي بدوره يخضع للتغيير ومع تعاقب الأنظمة المختلفة تعاقب على العراق خمسة أناشيد وطنية في خلال اقل من قرن.
وعند تولي الملك فيصل الأول الملكية في العراق وكان له السلام الملكي باللحن البسيط وبعد ثورة 14 تموز 1958 كان لابد من إجراء تغيير على السلام الملكي وتحويله إلى سلام جمهوري كان في هذه الحقبة لحنا أيضا بلا كلمات وكان يسمى موطني . وبعد وصول حزب البعث إلى السلطة خلال عام 1963 تم اعتماد نشيد وطني جديد وهو (والله زمان يا سلاحي) وهو من الحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري صلاح جاهين وفي عام 1981 تم اعتماد نشيد (وطن مدّا على الأفق جناحا) وهي من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية وبعد عام 2003 تم اعتماد أنشودة موطني كنشيد وطني لدولة العراق وهي من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان كتبها عام 1934 ولحنها محمد فليفل وما زال هذا النشيد معتمداً.
انتقادات لعدم مناقشة البرلمان للتطهير العرقي بمحافظة مختلطة
انتقد برلمانيون عراقيون عدم مناقشة مجلس النواب العراقي اليوم لعمليات التهجير والتطهير الطائفي في محافظة ديالى بوسط البلاد كما كان متفقا عليه.
وقالت النائبة عن القائمة العراقية ناهدة الدايني خلال مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان عقب انسحابها من جلسة البرلمان احتجاجا على ما قالت انه رفض لرئاسة مجلس النواب مناقشة الاوضاع الحالية المتدهورة التي تمر بها محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) واكتفائها بتشكيل لجان لمتابعة ما يجري في المحافظة على الرغم من عدم جدوى تشكيل مثل هذه اللجان التي اعتبرتها تسويفا للامور.
واكدت النائبة تصاعد عمليات استهداف للجوامع و قتل للمهجرين العائدين الى منازلهم في المحافظة ديالى والتي اكدت انه يحتاج الى وقفة من مجلس النواب. وشددت على ضرورة ايجاد حلول لعمليات القتل والتطهير المذهبي التي تشهدها المحافظة حاليا قبل وصول الامور الى ماتحمد عقباه كما قالت.
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قد دعا أمس الاربعاء إلى عقد جلسة برلمانية اليوم لمناقشة ألاوضاع المتردية في محافظة ديالى وخصوصا بقضاء المقدادية التابع لها. وقال مكتب النجيفي في بيان صحافي تلقته "ايلاف" انه "من اجل ردع المخالفين والارهابيين في ديالى وتخفيف حدة التوتر لتطويق الازمة، ومن ثم ايجاد الحلول لانهاء مايتعرض له ابناء هذه المدينة يوميا من استهداف صارخ وواضح". واضاف قائلا "الارهاب يستغل الوضع الامني والسياسي والعشائري المتدهور وعلى الجميع التعاون لغرض انهاء الازمة وايجاد التوازن المفقود داخل المحافظة".
ومن جهته حذر رئيس القائمة العراقية اياد علاوي، من تداعيات عمليات التهجير القسري التي تمارسها الميليشيات المسلحة الارهابية ضد سكان عدد من القرى في محافظة ديالى واطراف من بغداد ومناطق اخرى. واضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته "أيلاف" ان عودة التيار المتطرف وعمليات العنف والتهجير المتواصلة ضد الأبرياء من الاهالي وتركهم لمنازلهم.. سيؤدي الى عودة الاقتتال الطائفي وتمزيق النسيج الاجتماعي للبلد ويضيف مزيدا من التوتر للاوضاع السائدة والخطيرة جداً.
واعلن مجلس الوزراء العراقي عن تشكيل لجنة وزارية للعمل على التصدي لعمليات التهجير والتطهير الطائفي في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) التي يقطنها مليون ونصف المليون نسمة وتعتبر الاقرب الى العاصمة حيث يترأس اللجنة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وتضم في عضويتها وزير النقل هادي العامري .
وقال مصدر في شرطة محافظة ديالى أن تعزيزات عسكرية وصلت الى قضاء المقدادية بمحافظة ديالى للسيطرة على أوضاعها الأمنية الساخنة والتي تدهورت في الأيام الماضية مما ارغم العديد من العوائل الى النزوح من مدنها وقراها.
ويتخوف العراقيون بشدة من تزايد الانقسامات الطائفية في البلد الذي تأثر بشدة بالحرب الطائفية الدائرة في سوريا وذلك بالتزامن مع ارتفاع الهجمات التي تشنها تنظيمات مرتبطة بالقاعدة توسع نفوذها مؤخرا حيث قتل عشرات آلاف العراقيين في أعمال عنف طائفية بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008.
وتشكل محافظة ديالى المحاذية لايران والتي تقع في القسم الشرقي من وسط العراق تنوعا عرقيا ومذهبيا مما يجعلها أكبر ثاني محافظة مختلطة ومتنازع عليها بعد كركوك وعراقا مصغرا وتحولت بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 إلى واحدة من أكثر المناطق سخونة في العراق.
وديالى من المحافظات التي لها حدود دولية حيث تحدها إيران من جهة الشرق كما تحدها من الشمال محافظة السليمانية وجزء من محافظة صلاح الدين بينما تحدها من الغرب محافظتا بغداد وصلاح الدين ومن الجنوب محافظة واسط.
ويتنوع سكان المحافظة بين السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان والمسيحيين ويعتبر قضاء خانقين الذي تقطنه غالبية كردية من المناطق المتنازع عليها الخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي. ويشكل العرب أغلب سكان المحافظة كما يسكنها أكراد وتركمان وخاصة في بعض المناطق الشمالية من المحافظة في مندلي ومدينة خانقين ويتجاوز عدد سكان ديـالى 1.5 مليون نسمة. ويتواجد أكثر من ثلاثة ارباع سكان ديالى في ثلاث مدن رئيسية، في بعقوبة، والمقدادية، وخانقين.

جزاكم الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين شاكرا لكم حسن خلقكم واخلاقكم الحميدة تقبل الله منكم الصيام والقيام والطاعات والواجبات صياما مقبولا وافطارا شهيا وكل عام وانتم الى الله اقرب