إسرائيل لن توافق ابد الدهر على أي حل وسط يتعلق باللاجئين والقدس
----------------------------------------------
حركتان قوميتان للتحرر الوطني تتصارعان منذ عدة أجيال على ذات الأرض والبلاد التاريخية "ارض إسرائيل" الحركة الصهيونية تقول "كل البلاد لي، انها ارث الآباء والأجداد منحهم إياها الله من أعلى سمائه فيما تؤكد الحركة الوطنية الفلسطينية بان هذه الأرض لها ومنذ الأزل وانتم "الصهاينة" عبارة عن محتلين أجانب سيطرتم عليها بقوة الذراع، هذا ما بدأ به الكاتب والأديب اليهودي "عامي دور- اون" مقالته المنشورة الأربعاء على صفحات "معاريف" العبرية تحت عنوان "الانتفاضة الثالثة".
وعلى عكس قضية "اثنان يمسكان بشال الصلاة"، "وهي قضية معروفة في التلمود والقضاء العبري وتتناول ادعاء شخصين مختلفين ملكيتهما لذات الشيء“ وهي قضية تتعلق بالأملاك المنقولة فان الصراع على الأرض المقدسة يتعلق بعقار ثابت والملكية الرسمية القانونية لا تحدد هوية المسيطر عليه بل القناعات والعقائد الدينية.
وأضاف "في بعض الأحيان يبدأ الطرفان الحديث عن خطوط تقسيم هذه الأرض والحديث عن ملكية الأرض ومن يمتلكها والأمر يتعلق بالحديث فقط وليس إدارة مفاوضات لان أيا من الطرفين لا يمكنه في الظروف الحالية التفاوض على أي شيء، وان يقدم شيئا مهما، لكن الطرفان مستعدان لأخذ أي شيء لذلك من المهم جدا ان ندرك بان هذه الأحاديث ستقودنا إلى بوابة فولاذية مغلقة تم إلقاء مفتاح قفلها الصدئ منذ زمن طويل في مياه البحر العميقة.
يوجد الطرفان حاليا في مرحلة الأحاديث التمهيدية يمكن التوصل إلى تفاهمات معينة مثل أين ستجري اللقاءات، إي ساعة تبدأ الجلسة، ربما يتفاهمون ويتفقون على لون الملابس التي يرتديها الفريقان، ربما يتوصلون إلى تفاهم حول تعديلات حدودية في مناطق غير هامة مطلقا لكن حين تحين ساعة الحقيقة وتطرح على الطاولة المواضيع التي اعتادوا تسميتها بالقضايا الرئيسية لن يكون هناك أي اتفاق مطلقا لان الطرفين وبكل بساطة يريدان نفس الشيء ونفس المناطق والأماكن.
موضوعان أساسيان يشكلان صخرة الخلافات الصلبة خلافات لا يمكن التوصل إلى تسوية وحلول وسيطة بشأنها، الفلسطينيون يريدون دولتهم الخاصة وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين 1948 وأحفادهم وأبناء أحفادهم إلى أملاكهم التي تركوها وبكلمات غاية بالبساطة يدور الحديث عن تقسيم القدس وتطبيق حق العودة.
وعلى الجانب الإسرائيلي فان الرد على هذين المطلبين قاطع وحاد وحاسم هذا الأمر لن يكون ولن يتحقق مطلقا وتعليل هذا الرفض الحاسم "إن أي دولة في العالم لن توافق على اقتسام عاصمتها التاريخية التي تشكل رمزا هفت إليه الأفئدة منذ أكثر من إلفي عام مع سلطة أجنبية فيما يعتبر الطلب الثاني أكثر أهمية ويقوم بجملة على فهم معاني ومغزى الكلمات" يطلق الفلسطينيون على هذا الموضوع "حق العودة" فيما ترد إسرائيل على هذه المقولة بمصطلح "المطالبة بحق العودة" وإذا تحققت هذه المطالبة لا يمكن لدولة إسرائيل أن تستمر بالوجود كسلطة مستقلة ذات سيادة وستقوم في المنطقة الممتدة من النهر إلى البحر دولة يكون فيها الإسرائيليون أقلية مطاردة مصيرها الذبح أو تأكيد القتل، ويطلق على تحقيق المطالبة الفلسطينية باللغة العبرية كلمة واحدة هي "الانتحار" لذلك فان إسرائيل لن توافق ابد الدهر على أي حل وسط يتعلق بالمطلبين الفلسطينيين السابقين ولا حتى على ذرة صغيرة منهما لهذا فان مصير المحادثات المستجدة بين الطرفين الزوال والاندثار والاختفاء عن خارطة محاولات حل "النزاع".
هناك حكمة عربية تقول "ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة" ومن واقع هذه المقولة يمكنني القول بأنه وبعد انفجار وفشل المحادثات سيحاول الفلسطينيون تحسين حكمتهم وان يوضحوا لنا عبر تهديد مبطن قائلين "ما لم يأتي بالحديث سيأتي بالقوة ما لا يتحقق بالقوة سيتحقق بقوة اكبر واشد".
"والمعنى الحقيقي والعملي لهذا التهديد يطلب من كل من يرى بأرض إسرائيل وطنا له أن يسر على طريق الانتفاضة الثالثة انتفاضة أكثر عنفا واشد قتلا لكن ولان الإرادة الوطنية والقومية الإسرائيلية لا ترغب بالعودة إلى صفحات التاريخ الأسود التي تمثل المحرقة النازية سيكون من الواضح جدا بأننا سننتصر وسنعرف كيف نحقق الانتصار في الانتفاضة الثالثة أيضا" اختتم الكتاب مقالته متوعدا بسحق الانتفاضة القادمة.