بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول احداث مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
القيادةالقوميةوحدة حرية أشتراكية مكتب الثقافة والإعلام القومي
بيان حول احداث مصر : البعث ليس محايدا بين المتآمرين على الامة وأحرارها
يتابع حزبنا الاحداث الخطيرة التي وقعت وتقع في مصر العروبة بقلق بالغ ومشاعر حزن على الضحايا والابرياء الذين سقطوا نتيجة اصرار اطراف معينة على مواصلة التأمر على الامة العربية وقضاياها المصيرية ، خصوصا وان الاعلام الغربي المتصهين وذيوله العربية والإقليمية يعمل بكل طاقاته على تزوير الحقائق بمختلف الاساليب المتطورة ، لذلك فان وقفة صريحة امام ما يحدث في مصر ضرورة قومية لاغنى عنها ، وحزبنا الذي تميز طوال تاريخه بشجاعته في مواجهة الاحداث بموقف واضح وصريح وواع يستوعب الاحداث بظواهرها وبواطنها ولا يكتفي بظواهرها كما يفعل كثيرون .
ان احداث مصر تقع في اطار المحددات الإستراتيجية التالية التي لا يمكن اغفالها :
1 – تنفذ منذ بدأ العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 اكبر مؤامرة استعمارية غربية - صهيونية تشارك فيها كل من ايران وتركيا وتتمثل في تمزيق اقطار الامة العربية على اسس طائفية ودينية وعرقية ، وكان العدوان على العراق هو الخطوة الاولى في تلك المؤامرة . لذلك فليس من الصائب عدم الاخذ بنظر الاعتبار تلك الصلة العضوية خصوصا وانها تقدم لنا تفسيرا واضحا وصحيحا للاحداث الكبرى التي تقع اليوم . ان اعتبار ما يحدث عبارة عن احداث منفصلة لا رابط بينها او انها احداث عفوية ونشأت بسبب ظروف محلية خاصة خطأ لان الفشل سيكون مصير كل محاولة لمنع تقسيم الاقطار العربية وهذا هو الهدف المركزي لكل ما يجري الان .
2 – ان اغلب الانظمة العربية مشاركة في تنفيذ هذه المؤامرة الخطيرة اما لانها تابعة ولا ارادة لها ، وبغض النظر عن نوايا الحكام ، او لانها تعمل ضد مصالح الامة العربية بوعي واختيار ، لذلك فان اغلب الانظمة عبارة عن ادوات في خدمة المخطط الصهيوامريكي ، بهذه الطريقة او تلك . ولكن هذه الحقيقة لا يجوز ان تحجب عنا رؤية ترتيب درجات الخطورة والعداء ، ففي كل صراع هناك اعداء يختلفون في درجة خطورتهم ولذلك فان اول خطوات المواجهة الصحيحة عدم اساءة فهم ترتيب الاولويات في الخطورة ، واختيار العدو الرئيس لحشد القوى الاساسية ضده .
هذه احدى بديهيات العمل النضالي لكافة شعوب الارض قديما وحديثا ، وكلما كان تحديد درجات الخطورة صائبا نجحت الامم في تحقيق النصر وتجنبت خوض صراعات عبثية لا نصر فيها بل هي في الواقع استهلاك لطاقات الامة في معارك مفتعلة غالبا ما تخدم نتائجها العدو الرئيس الاقوى والأكثر خطورة . والعدو الرئيس الاشد خطورة في هذه المرحلة التاريخية هو التحالف الصهيوني- الغربي المتلاقي مع المطامع الامبراطورية التوسعية لايران وتركيا في السعي المشترك لتقسيم وتقاسم الاقطار العربية .
3 - (.. أن الذي يجري في مصر اليوم هو المؤامرة الكبرى التي خططت لها الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والغرب الاستعماري وينفذها الإخوان المسلمون في مصر , وتنظيمات الإخوان خارج مصر وقطر ومن لف لفهم وذيول الإخوان وعملاء أمريكا في كل مكان .) ، لذلك ( لا يجوز أن نكون حياديين بين شعب مصر والعروبة والمتآمرين عليه ولا يجوز أن نصطف مع أمريكا والغرب وقطر وغيرها من دول الشر والمؤامرة على الامة, للدفاع عن الإخوان تلك الحركة المشبوهة التي ناصبت حزبنا العداء طوال تاريخها واشتركت بشكل كبير وفاعل في احتلال العراق مع أمريكا وإيران وكان لها الدور الفاعل في قتل الملايين من أبناء العراق وخاصة شهداء البعث ولا زالوا إلى اليوم .) .
4 - ولنتذكر دائما ان افكار الاخوان المسلمين تتناقض مبادئها وممارساتها مع عقيدة البعث وممارساته ، فهي (لا تعترف بوطن للعروبة ولا تعترف بأمة للعرب ، فوطنهم يمتد من الصين شرقا إلى أواسط أوربا غربا كما يدعون، أمتهم تمتد من مشارق الأرض إلى مغاربها لا فرق عندهم بين شبر وشبر آخر من أراضيها ولا مدينة من مدينة ولا إقليم من إقليم كما يروجون , موظفين بعض الايات القرآنية والأحاديث النبوية لخدمة منظورهم وعقيدتهم السياسية ,التي تؤكد إن أكرمهم أكثرهم خدمة لمبادئ ومنهاج الحركة وعاصمتهم التاريخية التي يتمجدون بها هي اسطنبول وليس بغداد ودمشق والقاهرة ومكة والمدينة والدار البيضاء او صنعاء.)
ان هذه الاممية الاخوانجية تتناقض تناقضا جذريا مع الهوية القومية للبعث ونضاله وللمفاهيم الوطنية والديمقراطية داخل كل قطر من اقطار الامة العربية، ولهذا يلاحظ كل محايد ان الاخوان المسلمين اقاموا تحالفا غير مقدس مع ايران ضد الحركة القومية العربية في العراق ومصر وغيرهما رغم ان الطرفين ( ايران والإخوان ) في حالة تناقض طائفي مريرة تناساها كلا الطرفين لأجل القضاء على القومية العربية وتنفيذ مخطط الصهاينة والأمريكان المرسوم لمحاصرة العروبة وخنق نهضتها وتقدمها ومنع وحدتها .
5- وفي ضوء ما تقدم فان الموقف القومي الصحيح من احداث مصر الخطيرة والمرتكز على ( عقيدة البعث ومبادئه وإستراتيجيته بعيدة المدى هو الوقوف إلى جانب الشعب العربي في مصر الثائر البطل الذي استطاع في زمن قصير جدا أن يسقط نظام حسني مبارك عميل الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وربيب إسرائيل والذي أوغل في إيذاء مصر والأمة والعراق وفلسطين بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام ، ثم اسقط الأخطر والأدهى من نظام حسني مبارك وهو حكم إلاخوان المسخرين منذ اليوم الأول لظهورهم على مسرح الأحداث في امتنا إلى اليوم لتدمير الأمة وتدمير مستقبل أجيالها ) .
ان الدور الهائل للجماهير في مصر هو الذي يجب دعمه والتعويل عليه وليس قيام دعاية الاخوان وقناة الجزيرة في محاولة بائسة لإبراز دور العسكر والقول بان هناك انقلابا عسكريا , واستخدام ذلك كغطاء لرفض ارادة اكثر من اربعين مليون عربي من ابناء مصر العروبة ,والتعتيم على ثورتهم و خروجهم ضد حكم الاخوان الظلامي , وهو عدد اكبر بكثير من الملايين التي اسقطت حكم مبارك .
ايها المناضلون في الامة العربية
لم يعد خافيا على احد ان الاخوان المسلمين في مصر بشكل خاص قاموا بنشر الفتن الطائفية وتقسيم جماهير مصر بصورة لم تنجح حتى الصهيونية ومبارك في تحقيقها ! ومصر الان مرشحة لحرب اهلية بسبب الدور الخطير للإخوان المسلمين المدعومين من قبل امريكا مباشرة وصراحة, منذ تزوير الانتخابات وإيصال مرسي للحكم , مع انه لم يفز بالانتخابات وقد اكدت ذلك المحكمة الدستورية العلياء بقرارها القاضي بإعادة الفرز قبل بيان الثلاثين من حزيران 2013م ، تماما مثلما اوصلت المخابرات الامريكية خميني للحكم ليقوم بتدمير العراق وحرف النضال العربي عن طريقه الطبيعي ضد الكيان الصهيوني فجعله صراعات طائفية فتت بعض الاقطار العربية ، وجاء الاخوان المسلمون ليكملوا مهمة خميني وإيران عن طريق قيامهم بإشعال فتن طائفية في مصر اكبر الاقطار العربية والتي اذا فتت طائفيا ادخلت الامة العربية كلها في جحيم حروب الطوائف والأقليات العرقية والملل والاهواء.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي هي قيادة قومية شعبية مبدئية وثورية وكفاحية تجسد امال وطموحات جماهير الامة العربية وتناضل من اجل تحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية ، لذلك فان مهمة البعث والبعثيين هي نشر عقيدته القومية والاشتراكية والنضال بلا هوادة او مساومات من اجل تحقيق اغلى اهدافنا وهو الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية وترسيخ قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ، وهذه المهمة الكبرى تفرض قبل كل شيء إشاعة مبادئه وأخلاقياته , وتجنب اي موقف يقوم على المدارات على حساب المبادئ والثوابت . واستنادا لهذه المعطيات فان حزبنا يدعم نضال الملايين الغاضبة من ابناء شعبنا العربي في مصر التي غطت شوارع القاهرة والإسكندرية ومعظم مدن مصر الكبرى ضد الاخوان المسلمين وحكمهم الاستبدادي والرجعي ، وبنفس الوقت يرفض استبدال العملاء التقليديين مثل حسني مبارك بعملاء جدد مثل الاخوان المسلمين الذين كشفوا عن وجههم الحقيقي في ايامهم الاولى من حكمهم الذي ادخل مصر دوامات التشتت والضياع , فما ان لوحت لهم امريكا بالحكم في مصر حتى تسابقوا بتقديم التنازلات الخطيرة لأمريكا وإسرائيل لأجل الحصول على الرئاسة وتنفيذ خطة محاولة اخونة مصر والوطن العربي كله وليست مصر وحدها.
ايها المناضلون العرب في كل مكان
ان البعث ينبه الى انه من الضروري عدم الفصل بين دعم امريكا لحكومة العملاء التابعين لإيران في العراق وبين دعم الاخوان في مصر ففي كلا الحالتين المطلوب هو وجود قوى طائفية متطرفة في السلطة تستطيع بواسطة ادوات الحكم اشعال فتن طائفية مدمرة ، وهذا ما حصل في العراق وما اراد الاخوان وأمريكا والصهاينة, تحقيقه في مصر, لولا ارادة عشرات الملايين من ابناء مصر العروبة الذين خرجوا ضد الاخوان واسقطوا حكمهم فوجهوا ضربة كبرى لمخطط الصهاينة والغربيين وإيران وتركيا القائم على تفتيت وحدة مصر الوطنية .
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي لا تتجاهل ان مصر تشهد صراعات بين اطراف متعددة بين صفوف بعضها قوى مشبوهة وتعمل على تحقيق اهداف معادية للأمة ولكن هذه الحقيقة لا تمنع من الترحيب بخطوات كبيرة تزيل مخاطر كبيرة حتى لو بقيت مخاطر اخرى ضعيفة محيطة، فنضال شعب مصر وقواه الوطنية والقومية الاصيلة كفيل بمعالجة بقية التحديات وحماية وحدة مصر الوطنية وهويتها القومية العربية .لذلك ندعو ا كافة القوى الوطنية المصرية ، الاسلامية الحقيقية والقومية الديمقراطية والتقدمية ، لإقامة جبهة وطنية عريضة تدافع عن مصر ووحدتها وعروبتها ودورها القومي الريادي وتقوم بتنظيم حركة النضال الجماهيري كي تصبح هذه الجماهير قادرة بوعي على دعم القوى الوطنية لإزالة كل مظاهر التآمر الاخرى .
تحية لجماهير مصر التي تصدت وتصدرت للمؤامرة الكبرى على مصر العروبة والإسلام والأمة العربية من محيطها الى خليجها وفي مقدمتها فلسطين المحتلة والعراق الثائر المقاوم والنصر لمصر عبد الناصر ولعراق صدام حسين ولفلسطين الامة العربية وياسر عرفات والسائرين على دربه والخلود للرسالة الخالدة .
مكتب الثقافة والإعلام القومي
24/8/2013