وطني
تهفــــو إليــك مـلايـــن القلــــوب
و أرضــــك أرض الطيـــــــــوب
بهــرت العـــالميــن بقــــدس فيــها
تــآخــى الـهلال مــع الصليـــــب
و فيك لخلـــق الله خيــر و رزق
ترحـــب بــالقــريـب أو الغــريب
تـرفــرف بيــارق الإسلام وتعلــو
القبــاب والمــآذن عنــد الغــروب
يحــج المؤمنــون فــي كـل وقـت
إلى المهـــد أو مســـرى الحبيــب
فأمــا اليــوم يـا وطنـــي المفــدى
عليــك تســحُ العينُ سح غَــروبِ
فمنــذ بلفــور و نكبتنا ومـا تلاهـا
نعاني المــرّ من العدو أو القريـب
نفاوض الأعــداء وهـم غـــــــزاة
ويعطــون حقــا بالوطــن السليــب
فمـــن أعطـــى الجــزء سيعطـــي
الكــلّ صاغـــراً فـــي غـــد قـريب
فيــا بني وطنـــي صبـرتـم كثيـــراً
و كـــان صبركـــم صبـــر ايـــوب
فظــن البعـــــض أنكــــم خـــــراف
تبــاع و تـــذبـــح بصــمت رهيـــب
تنــاســوا أن أطفـــــالكـــم رجـــال
تصــدوا للعــدو في كـــــل الدروب
رجـــال تـصـــدوا للمحــتــل حقــا
بـإيمــــان يَـعمـــر تلــــك القـلـــوب
وجــيـــوش العُــــــرب مُجيشــــــة
لتبقـى للمراســم أو قمــع الشعــوب
متى تعـــود يـا وطنــي حرًا أبـــيًا
و تمسح مــن الوجـــود تــل أبيـب
و تعــود تــل الربيـع إلــى ذويهــا
و نحـن نعــود للسهــل الخصيـــب
فـلا تحـــزن يا وطنـــــي المفــدى
لـك الله فـــي الزمـــــن العجيـــب