حب الوطن
يا قلب ُماذا اصابك وماذا ِدهاكا
أوقد عجزتَ عن احتمال هواكا ؟
ستون مـن السنيـن مـرّتْ دونما
أمـل يـدبُّ على طريـق خطاكـا
قد كنتَ يا قلبي شجاعـاً صابـراً
خضتَ البحار وموجهـا يخشاكا
مــا للـــورود تيبسـتَ أوراقـهــا
وجـذورهــا لا تستطيــع حـراكـا
يـا قلـبُ لا أخفيـك أنـي خـائـف
مما يحاك يا موطني فـلا أراكـا
والفجـر يحمـل نـوره وضيـاءه
والليـل يُلقـي لمـوطني شـراكـا
فـآتيه في سجــن الليالي حـائراً
وأظـلُّ مأسـوراً بجــرم هـواكـا
ماحب الوطن يا قلب بذنب إنما
ذنبي بأني مصرٌُ ياوطني لقيـاك
قالواأحببت الوطن بعقل مبصـر
وتخيـرت الكفـاح سبيـل رضـاكا
فأجبتهــم : أنـي لـديّ مشــاعـرٌ
وهي التي استجابت كي ترعاكا
وهي التي قــد دللتْ فيـكَ الهوى
وأغرت الفؤادكي يحظى برضاك
فـاختـار حبـاً بيـن أشـواكِ الجفـا
فبـأيّ شـيء تتقــي الأشــــواكـا؟!
يـــا قلـــبُ إنـي لا ألــومـكَ إنمـا
لـومـي علـى ذاك الـذي أغـواكـا
بــثَّ العبيـرعلى الورود وهـزَّهـا
فتمــايلــتْ و رحيقـهــــا أغــراكـا
فمضيــتَ نحــو ســرابهــا متلهفــاً
وظننــــتَ أن الشهـــد قـــد يلقــاكـا
فوقعتَ في الأشـواك مأسـورا اًوما
ذقـتَ الرحيـق ولا استطعـتَ فكاكـا
يــا قلـبُ ماذا قــد جنيتَ مـن هـواه
غيــر العـذاب فمــا جنيــتَ تُـراكــا ؟!
أو مـا سمعــتَ عـن الأساطير التـي
فيهـــا العـــذاب فتتَّعـــظ بســــواكــا ؟!
أم قــد رغبـتَ بــأن تكــون مجـرّبـاً ؟!
إن الــذي أبكــاهــــا قــــد أبكـــاكــا
يا قلــبُ لا تــأسى إذا ضــاع الهـوى
فعسـاكَ تهــوى مــن هـــواكَ عساكـا
يـا مـن تلمنـي فــي عشقــي لمـوطني
رفقـا بحالي لن أعشق مـوطني سواك
أنـت جنّـة الخلـد التي ربّي وعدنـا بها
هـل أحظى أن اقبّلك وادفن في ثراكـا