شاعرنا القدير وشيخنا الفاضل المجاهد الصامد الدكتور لطفي الياسيني / د. عمر النهاري - اليمن
--------------------------------------------------------------
شاعرنا القدير وشيخنا الفاضل المجاهد الصامد الدكتور لطفي الياسيني
بوركت روحك الشاعرة وقلبك النبيل وهمتك العالية وجهادك العظيم في بيت الله المقدس ،وبوركت نصوصك التي تحرك فينا معانٍ فقدناهاوغابت عنا كثيرا
أثار نصك الجميل مشاعري كثيرا وبدل كتابة تعليق بسيط رأيت المشاعر تتدفق والمعاني تفيض حتى صار تأملاً لنصك الجميل كاملا ، ولي وقفات مع نصك المؤثر وعيش في ظلال معانيه وروعة مبانيه وسحر موسيقاه ولذيذ مجناه !!
يا قرية اللطرون جئتك طائرا
من خيمة المنفى الى اوطاني
يا للروعة
ويا لرقة الشعور ودفق العاطفة ورقي الإحساس ...
أعدت الحياة لتلك الأرجاء وبعثت فيها الخلود فكأنها أوطاننا وشوقتنا ولو لنظرةإلى أرجائها وقبلة لثراها الطاهر ونسمة باردة من طيب هوائها العذب وجوها الجميل
وكم تناسب وزنها وقافيتها مع موضوعها الحزين وشجوها الباكييييييييييييي
متفاعلن متفاعلن متفاعل ...
وكأنها زخات دمع تتوالى تباعا تباعا تباعا بلا تغير ولا زيادة ولا نقصان فكيل الحزن فاض فهو يتدفق يتدفق بهذه الزخات المتساوية لعله يصل لحد تتماسك فيه النفس فتكتم ماتبقى من الحنين وتطوي الآه والأنين ،وما أشجاها الذكريات حين تمور والأحزان حين تنسج والخيال حين ينتحب !!
يا قرية اللطرون جئتك طائرا
من خيمة المنفى الى اوطاني
ما أروع وأشد أثر كلمة (طائراً ) هنا ومن أين جئت إليها ، من خيمة المنفى ، أي ألم وشعور مؤثر توحيه هذه المترادفات ... وما أجمل وأجل وأقوى التأثير حين يكون سفر طائرأشواقك من خيمة المنفى إلى أوطانك ... وهي التي سكنت خلايا الروح وسرت في عروق الوجدان وتربعت عرش القلب واستحلت مشاعر الحب
ثم ما أجمل التوفيق في قافية النون ، بل النون المكسورة الممدودة تحديدا ، ومناسبتها لألفاظ كثيرة مؤثرة وهامة سترد في هذا النص الحزين / أحزاني أوطاني ، عنواني ، سجاني ، جثماني ، مكاني أزمانِ
يالو تناديني وعمواس التي
احببت يا نوبا هنا عنواني
وهل ستكون الأرض العربية النقية كافرة بحبك وهواك وشوقك ، لا وألف لا ، بل نجدها تبادلك الحب والوفاء وتناديك وترى في كل بقعة منها وطنك وسكنك وعنوانك الذي لم تغيبه عنك صحارى البعد وخيام المنافي وغياهيب السجون !!
شوقي ينازعني الى الارض التي
عايشت فيها مولدي الانساني
ولم تكن أنت وحدك العاشق الهائم الموله على وطنك ، حتى شوقك وحنينك ينازعك إليها فأنت هناك وقلبك هنا وشوقك طائر إلى تلك الربوع ، وكيف لا وهي الأرض التي كانت فيها ولادتك للحياة كإنسان يملك كل هذه المشاعر ويفيض فيه كل هذاالإحساس ، وكم للمولد ومكانه وزمانه وذكرياته من حنين في قلوب الكرام حتى قال أحدهم وهو يحن إلى ربوع مولده :
ديارٌ بها نيطت عليَّ تمائمي * وأول ُ أرضٍ مسَّ جسمي ترابُها
وبعد هذاالدفق العاطفي والفيض الوجداني ، تشرق على القلب شمس الحقيقة وتطل بدور المعرفة لتقرأ سر هذا الشتات والعناء والغربة والبعد عن الأوطان تعود الحكمة ويصحو العقل ليحلل سر ذلك العناء وتلك الغربة وذلكم الضياع ، فإذاكل الضياع لهذه الأمة بسبب تضييعها للقرآن ،وإذا طريق العودة قبل أن يكون بالسير على الدروب إلى أحضان الأوطان ، فإنما هو قبل ذلك بعودة هذا الشعب العظيم وهذه الأمة وسيرها على هدى القرآن ، نورها الهادي ومعجزتها الخالدة ونبراسها المضيء ودليلها المرشد في ظلمات الحياة وفتن الأيام !!.
لن تسترد الارض الا عندما
كل يسير على هدى القران
وهنا تعظُم المصيبة حين يبدل الغاصبون رسوم الأرض وأسماءها ليقتلوا كل حنين ويخمدوا كل ذكرى ويدمروا كل ولاء ، فهم كالطواعين التي تقتل بلا رحمة ، وتغير في أصل التاريخ وأساس الجغرافيا وأصول الوطنية ليصير كل شيء مثلهم بلا أصول ولا تاريخ وبلا أحساب ولا أنساب ، ففعالهم قبيحة كغرابة أصولهم .. ولأنهم بلا كيان ٍإنساني وأخلاقي فهم يدمرون الأمة ويستغلون نكساتها وهزائمها ليفعلوا ما لم يخطر على قلب بشر ولا إحساس حجر .. ولأنهم غريبون عن طينة هذه الأرض الطاهرة فهم كالسرطان الغريب الضار القاتل ، ينجسون تراب الأرض بعد أن دمروا وخربوا وقتلوا ، وكأنهم طاعون الخراب الذي لا يبقى ولا يذر ولا يريد لحياة النفوس أو العقول او الأجساد أو الأوطان أن تبقى ،ولايعيشون إلا على موائد الآخرين وهي جثث هامدة وأشلاء مبعثرة
قد غيروا اسماء موطن دولتي
مذ جاءها الطاعون ابن الزاني
قد دمروها بعد نكسة امتي
واستوطن السرطان في اطياني
بيعت فلسطين التي كانت لنا
للغاصبين ... وزمرة استيطان
والكل شارك في مؤامرة على
شعب القضية .... ويحهم اخواني
وها قد صارت أرضنا الطاهرة العظيمة المقدسة، سلعة يتاجر بها الأعداء .. وهاهم أمام مرأى وسمع العالم يبيعون فلسطين ، فلسطين القداسة التاريخ ، مهدالمسيح ومصلى محمد ومجمع الأنبياء ومدينة الصلاة .. يبيعها من لا يملكها ، ويسلمها لأنجس خلق الله وأقذرهم وأخبثهم للغاصبين لزمرة الاستيطان ،وهل هناك مستوطنون لغير موطنهم أنجس من اليهود وأخبث من الصهاينةاللئام ..
وما أرق العتاب وما أقساه في ذات الوقت وهو ينادي أمته التي باعت فلسطينها وضيعت مقدسها وشاركت في الخيانةالعظمى ( ويحهم إخواني ) فكلهم متآمرون حقيقة ً أو بالصمت والتعامي والخذلان ..
قبضوا مصاغ الارض بعد نزوحنا
عن ارضنا .... اخوان خيبر ثاني
والمسجد الاقصى غدا من كيدهم
مرعى لأولمرت مع الخصيان
وهذاماحصل وأشد نهبوا كل شيء التاريخ والكرامة والمال والأرض والعرض والذهب والفضة وكل ما غلا ورخص وقل وكثر ،وهل غيرهم إخوان خيبر الذين عادوا من جديد بعد تشريد القرون، عادوا ليعيدوا أمجادهم الكاذبة ودولتهم المزعومة وحضارتهم المشوهة المبنية على كل غدر وقتل ومكر ونهب وسلب وخداع ..
والمسجد الأقصى أضحى مرعى لقاداتهم من الخونة ومن الخصي وناقصي الرجولة ودعاة الرذيلة والانحراف ، فكيف تنام أمة مسجدها المقدس يُعاث به ويُعبث وعلى يد أمثال هؤلاء ..
لا بيت ابقوا للاهالي شردوا
شعبي الى دول بها سجاني
ساروا بنعشي منذ نكبة شعبنا
حملوا على اكتافهم جثماني
ما بقي وطن وحتى لم تبق بيت لأهل الدار الكرام الذين تشهد جذور التاريخ وأصوله أنهم منها وهي منهم .. فهاهم مشردون في الأرض غرباء ، وليت الأمر يقف عند ذلك ، لكن إخوان العقيدةوأبناء العروبة والإسلام ربما تستقبل الكثير من هؤلاء لا في الأحضان ولكن في زنزانة السجان ، فالله المستعان
لن يسترد الحق ترجع ارضنا
الا بوحدتنا....... بكل مكان
عار على من بايعوا اعداءنا
وتسمروا في الحكم من ازمان
وهنا تعود الحكمة والنداء الواعي لهذه الأمة ليعرفها طريق عزتها ومجدها وانتصارها واستعادة مقدساتها ، وهل مثل الوحدة سبيل وطريق للنصر والتمكين والتغلب على الأعداء ، وهل أضعفتنا إلا الفرقة (أكلتُ يوم أُكل الثورُ الأبيض )
( تأبى العصيُّ إذااجتمعن تكسُّراً * وإذا افترقن تكسَّرت آحادا
ولكن العائق من وحدة ليست الشعوب وأبناء الأمة ، فهم يتوقون لها ويحنون إليها حنين الطيور إلى أوكارها ، لكن الفرقة من قاداتهم الخونة الذين خذلوا أمتهم ومقدساتها وشعوبها ، وبالمقابل بايعوا وصالحوا أعداء الأمة ، وليتهم مروا سريعاً فهم لغو الحياة ، ولكنهم ثبتوا جذوعهم النتنة في كراسي الأوطان ، وكأنهم مسامير تسمرت عليها من أزمان فلا فكاك منها إلا بمطارق الثورات التي تقلع مسامير ظلمهم وقهرهم وتداوي جراح خيانتهم الغائرة التي ستظل تنزف منها جراح الأمة طويلاطويلاً ولكنها بعد صحوتها ومعرفة هدى ربها والسعي في أفياء نوره والتوحد بعد شتات والبراءة من العبودية لحكام خونةتسمروا فوقها ظلما ، فإنها لا شك ناهضة وشامخة بعد انكسار ومنتصرةبإذن الله الكريم الوهاب
****************
لطفي الياسيني
لله درك على هذا التحليل الادبي الذي اصاب كبد الحقيقة وايقظ الضمائر الميتة والنائمة في احضان الامبريالية العالمية لي عودة وسوف اعقب على ردك الذي اشفى غليلي من الحام العرب الخونة