تحطم الخوف
تحطّمَ خوفـه فـوق الصخـور ثاثراً ...... واستبسل عُمـراً يقارع عدوا غادرا
ينتزع من الصخورالقاسياتِ أحرفا ...... يقــاوم بها المحتل ثم يصبـر فاكــرا
فلمّــا تخـلّى الجمـع عنـه انطوى ...... على نفسـهِ يشكـو الرفــاق صـابــرا
وبصـرخ مـن هـول عذاب ألمّ بـه ......وخالـفَ تشـريـعَ الأخــوّة و غـامرا
فضاعَفَ جهــده مجاهـدا لـوحـده ...... و أقبلَ كـي يسمــوْ و يخلـقَ آخـرا
تمسك بالمبـاديء يحمـي أرضـه ...... من خــوفِ سلْبها ويُضحي خـاسـرا
تجمّــدَ لا قــولاً ولا فعــلأَ يقـدرُ ...... ولـولا قليــلاً كــانَ للمــوتِ زائــرا
نسيــمٌ من الوطن السليب مرَّ بهِ ...... فــأبقــاهُ فـي تــوْهٍ و أبقــاهُ حـائــرا
حزينٌ يجوبُ الوقتَ والوقـتُ راحلٌ.....ويمضي سـائل العـدالة انْ تنـاصرا
لديـهِ همـومٌ الكل يعرفها و لا لـهُ .......من الحوْلِ أن يكشف لهـم السرائرا
و قلبُـهُ خفّـاقٌ و نبضُــهُ صـامـتٌ ...... كبحـرٍ بـلا مـوجٍ يُحـاكـي البحائـرا
يلـومـونـهُ بأنـه خـالف شـرعهـتم ...... فيفعــلُ – بــالحهـاد- يـومـاً كبـائرا
أراكم خيـالاً جـامحــاً مثـلَ طيفـهِ ......وأنــي بمـا تـدعــون اليـــوم كــافرا
لديـهِ اشتيـاقٌ للدفـاع عــن حقّــه ......فهـل لــديكـم عقـول تبغـي التحـاورا
قـريبٌ من الموتِ البطيءِ فـؤادهُ ......وللمـــوتِ أصــداءٌ تُثيــرُ الدّفــاتــرا
سلـوا الماضي البغيض عن حاله......فكـم استنجــد فكــان حـقّـه المقـابــرا
وحيــدٌ كمِصبــاحٍ تعلّــقَ بالسمـا ......يُنيــرُ لـقُــرّاءِ الحــروفِ المشـاعـرا
أرادَ التصاقـاً بأرضهِ فشرّد هائما......وبـات يشكـو الغربـة يحـيـاها عـاثرا
فكـم خــذلتمـوه فـأقبــلَ غـاضباً ......وقــصَّ حـكـايـاتٍ و أصبــحَ شـاعرا
ولمّارأى منكم الصدودَ راح وحده.....الى الكفـاح والحهــاد بـاتَ مُسـافــرا
وألقى بثقلِ الآهِ فوقَ صدوروكم .....تحطّــم خـوفـه فـوقَ الصخـور ثـائرا