رجْعُ الحنين / للاستاذة الشاعرة السورية الكبيرة زاهية بنت البحر
--------------------------------------------------------------------------------
مـازلـتُ أبـحـثُ فـــي دنـيــايَ عـــن حُـلُــمٍ
أرقــــــى بــــــهِ ســــــدرةً مـعـراجُــهــا الأمــــــلُ
آهــــــــاتُ مــشــتــاقــةٍ بــــالــــرُّوحِ أعـــزفُـــهـــ
يـــمـــوجُ فــيــهــا ضـــيـــاءٌ بـــالـــرؤى ثـــمِـــلُ
زُهــرُ الأمـانـي هــوى نبـضـي وأوردتـــ
يفاضتْ بكأسِ الصّبا من لهفِهـا المُقـلُ
يـــشـــفُّ وجــــــدي بـــمـــرآةٍ بـــهـــا اتَّـــقـــدتْ
عــيــونُ قــلــبٍ سـبَـاهــا الــدَّمــعُ والــوجـــلُ
إذا نـــظـــرتُ إلــــــى الآفــــــاقِ يُـسـمـعُــنــي
لـحــونَــهــا الـــرَّجــــعُ بـالـتـحــنــانِ يَــنـــغـــزلُ
والـغـيــمُ مــــن رقــــةٍ يُـلـقــي وشــــاحَ شــــذا
بـالـجـلِّــنــارِ عـــلــــى الأكــــــــوانِ يــنـــســـدلُ
يـــــــشـــــــدُّ أزري بـــــأنـــــفـــــاسِ مـــــعـــــطَّـــــرةٍ
في فوحِها العمْرُ يحلو رُغمَ مَنْ عذلوا
دربــــــانِ قــــــد مُـــهـــدا فــاحــتــرتُ أيّــهــمـــا
ألــقــى بــــهِ صـحـبــةً مــــا مـسَّــهــمْ خَــبـــلُ
هــــــذا طـــريــــقُ دُنـــــــا تُـــغــــري مـفـاتـنُــهُــا
طــهــرَ الـقـلــوبِ بــيــومٍ فــيــه مــــا عـقـلــوا
وذا طـريــقُ هــــدىً فــيــهِ الـمـسـيـرُ شــقــا
إلا عــــــــلــــــــى عــــــــاقــــــــلٍ للهِ يــــمــــتــــثـــــلُ
ركـــــنٌ مـــــن الـقــلــبِ مــشــغــولٌ بــأوبــتِــهِ
مـيـزانُــهُ الــحــبُّ مـسـكــوبٌ بــــه الـعـســلُ
يــشـــعُّ نـــــورًا فـيـمــحــو لـــيـــلَ بــاصــرتــي
وتـشـرقُ الشَّـمـسُ فــي أضوائِـهـا الأمــلُ
بـلا اختيـارٍ مضـى بــي حيثـمـا نفـحـتْ
مبـاخـرُ الـخـيـرِ يُـزجــي عِلْـمَـهـا الـرُّســلُ
---------------------------------------
شعر
زاهية بنت البحر