لا تجرح الافعى وتتركها حية حكمة ضحايا الافاعي
6 – المتحولون : من بين اهم شروط تجنب انتكاسة الانتفاضة التخلص فورا وبلا ابطاء من اي تهديد داخلي محتمل ، عبر تنفيذ خطة شاملة لتحييد كل عنصر له صلات بالمالكي وايران وامريكا وعرف عنه خدمتهم، او كل العناصر الغير واضحة الموقف وتحيطها الشكوك ويمكن في لحظات الحسم ان تنحاز للمالكي فتتسبب في كارثة اجهاض الثورة الشعبية ، فوجود هؤلاء في المحافظات المنتفضة خطر كبير عليها لانهم خيول طروادة فيها ، والامل الاساس في اختراقها في لحظات الحسم ، فلا تتهاونوا في تحييد هؤلاء بجذرية وحسم مهما كلفكم ذلك من ثمن . حيدوا المكشوفين وابعدوا المحتملين عن مجال الاطلاع والتأثير . ولتحقيق ذلك اعتمدوا على ضباط المخابرات في العهد الوطني .
7 – منطلق ربيع العرب الحقيقي : تذكروا ايضا ان احكام السيطرة على الانبار هو الضمانة الاساسية لتوفير القاعدة المحررة للثورة المسلحة وهي من اهم شروط نجاح اي ثورة ، حيث يجب ان تتوفر او تتجمع فيها امكانيات هائلة مثل السلاح والذخيرة الوفيرة والرجال ، كما انها بعيدة نسبيا عن ايران وليس مثل بغداد يمكن الوصول اليها خلال ساعة بأي مركبة ، وهذه الميزة الجغرافية تزيد من اعباء الامبريالية الفارسية ، وفيها كم هائل من رجال المهمات الصعبة ، وهي بمحاذاة مناطق الخروج الى العالم فالانبار لها حدود مباشرة مع سوريا ومع السعودية والاردن ، وهذا يسمح بايجاد قواسم مشتركة قوامها حماية الامن القومي العربي من الغزو الفارسي الشامل لكل الاقطار العربية .
بل من الضروري في فترة معينة ان يتحول بعض الكادر القتالي المجرب من نينوى وصلاح الدين وبغداد الى الانبار لاكمال القدرات العسكرية القيادية فما لم تستمر الثورة في الانبار فانها سوف تقمع في بقية المحافظات . ويشمل المطلوب حرمان ايران من القدرة على تركيز القوات على الانبار ويجب تصعيد القتال في بقية المحافظات لاجبار ايران وقواتها على زج قوات اضافية في تلك المحافظات كلما زاد الضغط على الانبار . لابد من ادراك ان معركة الانبار هي معركة الامة العربية كلها من موريتانيا حتى اليمن ، وببقاء الثورة في الانبار يبدا الربيع العربي الحقيقي وليس ربيع بني صهيون الحالي .
8 – امريكا توأم ايران : من الضروري دائما عدم نسيان ان امريكا مع المالكي وايران ، في موضوع العراق وسوريا والبحرين واليمن بشكل خاص ، لذلك توقعوا دائما مواقف عدائية من امريكا وتيقنوا انها كانت وستبقى اهم مصادر نجاحات ايران واستكلاب نخبها القومية العنصرية . ولهذا بالضبط ينبغي التخلي عن اوهام البعض بالحصول على الدعم الامريكي للانتفاضة العراقية سواء مباشرة او عبر اطراف مازالت تعتمد في بقاء نظمها على امريكا ، رغم الانكشاف الكامل لحقيقة ان امريكا خططت لاسقاط كافة الانظمة العربية وجعل تلك العملية بوابة دخول الفوضى الهلاكة اليها.
اخر الادلة على تنفيذ ايران للمخططات الصهيوامريكية هو ما قالته كونداليزا رايس في كتاب اصدرته مؤخرا : ( كنت على خلاف مع بوش بأرسال قوات اضافيه الى العراق وانني كنت مع وجوب سحب القوات الاميركيه من المدن . و تذكر أن بوش سألها : ما هي خططك يا كوندي ؟ فأجابته سندعهم يقتلون بعضهم بعضا و نقف متفرجين و نحاول التحليل و الانتقاد و اذا أرادوا حربا اهليه نحن نتجه الى السماح لهم بذلك .) انتهى الاقتطاف . اليس هذا ما يقوم به المالكي الان في الانبار وغيرها ؟
اعتمدوا على انفسكم ودعم الشعب لكم اما اذا حصلتم على دعم غير مشروط من اي طرف خصوصا الاطراف العربية التي تيقنت بان امريكا تخطط لانهاءها وتقسيم اقطارها مثلما فعلت في العراق ومصر وتونس وليبيا ، فاختارت الدفاع عن النفس حتى لو غضبت امريكا عليها ، فهو زيادة في الضمانات . ويترتب على هذه الحقيقة ابداء حساسية كاملة ضد اي تلويح بوجود دعم امريكي او وعد امريكي لانه عبارة عن فخاخ لكم لاحتواءكم تمهيدا لتصفيتكم .
9 – الانفتاح من الانبار : ان احكام السيطرة على الانبار سوف يوفر افضل الضمانات للزحف القوي والناجح الى بغداد من جهة ، وسوف يصعّد امكانيات توسيع نطاق الاحتجاجات في الجنوب وتحويلها الى انتفاضة مسلحة من جهة ثانية . فحالما تصل الثورة الى بغداد سوف تسقط المنطقة الخضراء بيد الثوار خلال ساعات قليلة ، انتبهوا المنطقة الخضراء الان وقبل تحرير بغداد ساقطة عسكريا ، وتصبح عمليات هروب نغول ايران من العراق جماعية وعلنية وتبدأ العملية الاهم تحرير كل العراق بدون ترك اي جزء منه تحت سيطرة ايران .
ولا تنسوا ابدا ان الهدف المركزي للانتفاضة ليس اصلاح الحكومة بل اسقاطها وتدمير كل ما فرضه الاحتلالين الامريكي والايراني على العراق واعادة العراق الى اهله الاصلاء ( العرب والاكراد والتركمان بكافة دياناتهم وطوائفهم ) وطرد الفرس ونغولهم . لذلك فان اي حل تصالحي او تساومي هو ردة عن اهداف الشعب ومقاومته الباسلة يجب التحوط لمنعها منذ الان .
10 – تساقط احجار الدومينو الفارسي : في اللحظة التي ستسود قناعة بأن الانبار محصنة ضد الاختراق وانها تواصل الانتفاضة المسلحة وتتغلب على كافة الهجمات والتحديات فان بقية المحافظات سوف تجعل من وضعها مماثلا للانبار وتغلق كافة منافذ اختراقها ومن ثم تتحول اغلبية العراق الى مناطق محررة تحشد فيها القوات والامكانيات البشرية والمادية لجعل عملية تحرير بغداد مشتركة بين كافة المحافظات . لا تنسوا ان مقتربات بغداد ، اي اسوارها ومفاتيح الدخول اليها ، هي ابو غريب غربا ومناطق ذراع دجلة شمالا ، واللطيفية وعرب جبور والمحمودية وبابل جنوبا وبعقوبة شرقا ، فاذا احكمت السيطرة على تلك المحافظات والمدن فان كسب معركة بغداد يصبح اسهل بكثير مهما فعلت ايران ورغم انف امريكا .
10 – حماية الرموز : القادة في هذه المعركة الوطنية والقومية هم الذخيرة الاساسية ، ( كوادر القوى الوطنية ، الضباط المتمرسين ، علماء الدين ، شيوخ العشائر...الخ ) لهذا فان احد اهم شروط نجاح الانتفاضة المسلحة شرط حماية الرموز ومنع تصفيتهم . يجب اخفاء الرموز وعدم الاسفار عن وجوههم مهما كانت القوة المتوفرة لدى الثوار لان العدو يستطيع تصفيتهم من الجو ، كما فعل ويفعل في افغانستان واليمن دون الاضطرار لارسال قوات برية ، وبما ان بقاء القادة الميدانيين ضرورة قصوى فان التخفي ليس جبنا بل هو من شروط النصر النهائي ، فلا يغرنكم النصر قبل الحسم النهائي وابقوا وجهوكم مخفية وابتعدوا عن الاعلام والاضواء خصوصا لان اغلب الاعلاميين الذين يدخلون مناطق الحروب جواسيس .
11 –الهجوم خير وسيلة للدفاع : يجب تطبيق هذه القاعدة الذهبية في حالتنا والقيام بالحسم السريع داخل الانبار وبقية المحافظات المنتفضة ، اذ لا يجوز انتظار هجمات العدو الفارسي بل الاستمرار في تحرير المواقع حتى لو لم تهاجم ايران ونغولها ، فكلما احكمت السيطرة على المدن كلما تضاءلت امكانية اختراقها وزاد استنزاف العدو . لذلك فان احد شروط الانتصار السريع والاقل تكلفة المبادرة بالهجوم مادامت الحرب قد بدأت .
12 – انهاء الخطر الايراني الى الابد : ومن يظن بان معركة الانبار محصورة بتلك المحافظة المجاهدة او في العراق فقط واهم ولا يعرف اصول الحرب والصراعات الكبرى ونتائجها القريبة والبعيدة ، فلكل حرب نتائج ومن بين اخطر واهم نتائج الحرب الدائرة الان في العراق امكانية تحقيق ليس النصر العسكري على ايران فقط بل ايضا جرها رغما عنها الى التهلكة النهائية . كيف ذلك ؟ بتواصل القتال معها ومع نغولها وتوسيعه لاجل اجبارها على التورط اكثر في حرب تحرير العراق ، مستنزفين مالها وبشرها ومعنويات جنودها ومسقطين معنويات نغولها .
يمكن للاستنزاف ان يصبح قاتلا اذا صعدت الانتفاضة السورية بتزامن مخطط مع تصعيد معارك الانتفاضة العراقية واجبرت ايران ونغلها الرئيس حزب الله على التوسع في التورط الشامل في سوريا فان امكانيات ايران البشرية والمالية والمعنوية سوف تصبح في لحظة ما صفرا وتنهار ايران . هل هذا توقع مبالغ فيه ؟ كلا تذكروا كيف انهار اعتى واشرس شياطين الفرس واكثرهم حقدا على العرب في تاريخهم كله ، وهو خميني ، فبعد استنزاف بطئ للمال وقضم متواصل للرجال والمعنويات وتبخير لمعنويات جيوش ايران في حرب الثماني سنوات ادرك ان طهران قد تتفكك نتيجة تلاشي اغلب القدرات على الاستمرار في الحرب ، بعد هذا قبل وقف اطلاق النار واعترف انه يقبل به كمن يتجرع السم الزعاف ، وتجرع خميني السم الزعاف لم يحصل بعد معركة عسكرية كبرى وحاسمة وانما اثناء معارك صغيرة نسبيا شنها جيش العراق البطل وكانت نتيجتها النهائية دفع ايران كلها الى حافة الانهيار الشامل .
الان يمكننا ان ندفع وبسرعة اكبر شيطان ايران الحالي خامنئي للاستسلام فحالما يدرك ان ايران اوشكت على الانهيار من الداخل بسبب التكاليف العالية لحروبها المتعددة وانغماسها التخريبي الواسع في الاقطار العربية فأنه سيتجرع سما زعافا ايضا كسابقه خميني ، ولكن ثمة فرق جوهري سنراه ، وهو ان التراجع الايراني لن يكون نهاية الحرب ، كما حصل في يوم 8-8-1988 بل. يجب ان يكون قبول ايران بانهاء حروبها الاستعمارية مقدمة لانتقال الحرب الى داخلها .
بعد الانتصار في القادسية الثالثة يجب ان لا تترك ايران المستنزفة جدا تعيد بناء قوتها مرة اخرى ، كما حصل بعد القادسية الثانية ، لانها ستعود وستكون لدغات الافعى الفارسية اكثر قتلا واشد ايجاعا لنا لانها لم تجرح فقط بل هي قبل كل هذا تدرك انها الان ستموت اذا لم تنجح في استعمارنا ، لنتذكر دائما ، ونكرر التذكر ، بحقيقة ساطعة وهي ان امبراطورية الفرس العظمى لن تقوم بذاتها لان موارد ايران محدودة بل بتسخير مواردنا لخدمتها ، ولا تنسوا ان الافعى الفارسية الجريحة في القادسية الثانية عادت الينا ولغتنا بسم قاتل في عام 1991 باشعال التمرد المسلح في جنوب العراق ، وزرقت سما اشد فتكا بنا بعد غزو العراق .
لذلك لا خيار لدينا سوى الرد بالمثل : البدأ بتفكيك قوة ايران مباشرة بعد طردها من العراق وسوريا ، ومفتاح انهاء الخطر الايراني بيد العرب وهو جعل تحرير الاحواز العربية من الاحتلال الفارسي الهدف السوبرستراتيجي ، فتحرير الاحواز لن يكون مجرد استعادة لاراض عربية شاسعة بل انه بداية تفكك مركز قوة الفرس ودفن مطامعهم التوسعية .
لماذا ؟ لان الاحواز مصدر اكثر من من 80 % من مياه وثروات ايران من جهة ، كما ان الاحواز المحررة ستفصل الفرس عن بقية العرب بجدار بشري عال وقوي يتكون من 20 مليون عربي احوازي ومنطقة ممتدة من مقابل عمان الى العراق في الضفة الشرقية للخليج العربي من جهة ثانية ، وبذلك يكمل جدار الاحواز المحررة الجدار العراقي العازل لايران عن بقية العرب فتصبح عزلة ايران عن العرب شبه كاملة جغرافيا .
ماذا يتطلب ذلك ؟ ان اهم ما يتطلبه هو توحيد كافة مناهضي ايران في العراق وسوريا في جبهة عريضة ذات طبيعة ستراتيجية وليس تكتيكية وتجاوز المسائل الخلافية ، ونقطة البداية الصحيحة هي التوحد في العراق بين الجميع وتجاوز التحزب القاتل وطمر الاحقاد والثأرات ، فاذا تحقق ذلك فان الانبار سوف تنتصر وانتصارها سيكون المقدمة الطبيعية والضرورية لتحرير سوريا رغم انف امريكا وايران ، بعد ان تساعد المقاومة العراقية المقاومة السورية على انهاء حالة الجمود والتوازن بين النظام والمعارضة التي اوجدتها امريكا ومن ثم اعادة الامساك بزمام المبادرة ، وعندها سنشهد الربيع العربي الحقيقي وليس ربيع بني صهيون .
وبدأ الربيع العربي سيتزامن مع بدأ الخريف الايراني . لان الاصل هو ان ايران وليس غيرها من اشعل فتن الطوائف في الوطن العربي ، فاطفاءها اذن رهن بغلق كل مخرج ايراني نحونا وخنق قدرة ايران على التنفس الحر ، من جهة ، ووضع ايران امام حالة التفكك المتواصل والمتزامن في كل اطرافها من جهة ثانية .
الحرب التي يشنها المالكي الان ضد شعبنا العراقي بأسلحة امريكية وروسية تضعنا امام خيار واحد لا غير وهو التدمير الشامل لمصادر العداء والخطر وبالاخص ايران ، ولهذا فان ما طرحته ليس سوى رد فعل مشروع فمن اعتدى علينا وشرد الملايين منا وقتل عشرات الالاف من شعبنا يجب معاملته بالمثل تماما .
لا نحتاج لاسلحة نووية ولا لطائرات لا يرصدها الرادار بل نحتاج فقط للتوحد وتحكيم العقل والمنطق عندها سنكتشف ان لدينا السلاح الاشد فتكا بأعدائنا وهو وحدتنا الحديدية . فهل نحن بمستوى التحدي ؟
Almukhtar44@gmail.com
|