بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع أحبابهم في كل عصر مع ومصر.
مع الشكر لسيدي الدكتور اللواء المجاهد لطفي الياسيني، سليل بيت النبوة
ديوان: (نفحات قلب في حب أهل البيت) شعر سيد سليم
مدخل لابد منه
أكتب هذا المدخل؛ حبا في إيضاح أمر حب السادة أهل البيت؛ لأن معظمنا مقصر فيه! وهم صنو كتاب الله ـ عز وجل ـ وهم الذين تعرضوا للقتل والتشريد ومحاولة طمس معالمهم وإطفاء أنوارهم، ولكن أنى للغرابيل أن تحجب أشعة الشمس وضياء القمر وبريق النجوم!. وليس في طوق أحد النفخ في جميع هذه الأنوار لإطفائها!
وقد قيض الله لهم أحبابا في كل عصر ومصر، يشرفون ببيان بعض فضل أهل البيت.
إن من المودة في القربى: نشر تراثهم، وحسن مدحهم وتحريك العواطف نحوهم؛ لمحاولة محاكاتهم
الحب الصحيح لأهل البيت أهل
أي حب لابد أن يعتمد على ثلاثة أركان هي: العلم الصحيح، العاطفة الواعية، الاتباع الصادق.
وما لم توجد هذه الأركان، وتتكاتف فيما بينها؛ فلن يتم الحب الصحيح، وإنما يصير حباً ناقصاً أو مشوهاً أو أحمقَ؛ سرعان ما يزول، أو يضر بالمحِب والمحَب. فالعلم هو النور الكاشف لشخصية من نحب؛ فتميل العاطفة إليه؛ ويبدأ الاتباع له.
ومعلوم أن حب سادتنا أهل البيت هو أرقى أنواع الحب، وأطهرها، وأنفعها في الدارين؛ فاستوجب ذلك إلزام المرء نفسه بتلك الأركان الثلاثة.
أهل البيت
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جمع الله لهم شرفين عظيمين: شرف الرحم والقرابة لسيدنا رسول الله ـ صلى اله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ وشرف الصحبة له.
ومن المعلوم أن أي إنسان ـ ملكاً كان، أم رئيساً ـ يفخر ويشرف بمدح الشعراء له، إلا سادتنا أهل البيت فإن الفخر والشرف إنما يكونان لمادحهم؛ عليهم مع جدهم أفضل الصلاة وأتم السلام
وعندما نزلت آية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} (33، الأحزاب) لف النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ الكساء على خمسة أطهار: سيدنا النبي، وابن عمه الإمام على، وابنته السيدة فاطمة، وسيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين، وتتسع دائرة أهل البيت لتشمل بقية ذوي القربى من الأعمام وبني الأعمام، وأزواجه أمهات المؤمنين، الذين وردت الإشارة إليهم في حديث زيد بن أرقم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه: ".. وإني تارك فيكم الثقيلين أولهما كتاب الله فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي اذكر كم الله في أهل بيتي أذكركم الله فى آهل بيتي فقيل من أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قيل ومن هم؟ قال هم آل على وآل عَقِيل وآل جعفر وآل عباس0 قيل كل هؤلاء حرم الصدقة بعده قال نعم". كما تتسع الدائرة أكثر لتشمل أهل الحب والولاء، وإنما ألحق أحبابهم بهم لأن من أحب قوماً حشر معهم كما أن مولى القوم منهم وهذا ما أكرم الله به الصحابيين الجليلين سيدنا سلمان الفارسي حيث قال عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "سلمان منا أهل البيت" وسيدنا واثلة بن الأسقع حيث بشره النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله "وأنت من أهل بيتي" والتي قال عنها سيدنا واثلة والله إنها لأرجى ما أرجو". لأنه سيكون ضمن سادتنا أهل البيت الكرام الذين قد اتصل بهم بواسطة أمر عظيم ألا وهو الحب والحب من أنفع الأسباب فقد روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قوله: "كل سبب ونسب يقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". هذا وقد أوجب الله علينا ـ معشر المؤمنين ـ حبهم بقوله سبحانه وتعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناٌ}(23، الشورى) قرأها الإمام الحسن بن على رضي الله عنهما فقال: "اقتراف الحسنة هي مودتنا أهل البيت". وقراها الإمام ابن عربي فأنشد قائلا:
أرى حب أهل البيت عند فريضة = على رغم أهل البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث أجرا على الهدى = بتبليغه إلا المودة في القربى
ومما يدل على علو منزلتهم وخلود ذكرهم وزيادة شرفهم أن الله أوجب على كل مؤمن أن يذكرهم في أعظم ركن واهم فريضة وهى الصلاة ففي التشهد الأخير وقبل ختمنا لصلاتنا نصلي عليهم مع جدهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصلاتنا هذه ركن من أركان الصلاة عند الإمام الشافعي تبطل الصلاة بدونه و لذلك أنشد قائلاٌ:
يا آل بيت رسول الله حبكم = فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم = من لم يصل عليكم لا صلاة له
ومما نشرف به دائماٌ أننا إذا تحدثنا في أمور ديننا ودنيانا خطابة أو وعظاً أو كتابة دائماٌ ما نذكرهم بالصلاة عليهم في البداية بعد حمدنا لله وعند الختام نقول وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ومما قاله الشاعر الكبير الفرزدق عنهم مشيراً إلى هذا المعنى:
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم = في كل بدء ومختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم = أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم