ريبيري المسكين.. بين قضية زاهية والكرة الذهبية!
إني مشفق على ريبيري حقاً، فما يمر به هذا الرجل في هذه الأيام، لا يحتمله أحد.. عموماً، هذه الحلقة للكبار فقط، فإن كنت لم تتجاوز الـ16 عاماً، غادر الصفحة سريعاً، أو اتركها مفتوحة دون أن تقرأها، حتى تبلغ السن القانونية!
ريبيري قال منذ أيام: “لقد فزت بكل شيء مع بايرن ميونيخ، كريستيانو لم يفز بأي شيء في عام 2013، أنا لست حزيناً، ولكن هذا الشيء يؤلم قلبي”، هذا يشبه أن تقول: “أنا لست سعيداً، لكن قلبي يرقص فرحاً”! أو “أنا لست مريضاً، لكن درجة حرارتي مرتفعة، وبلعومي ملتهب، وأسعل”! السيد ريبيري، هل داني ألفيس صديقك؟!
الكرة الذهبية مشكلة، مثلها مثل أي جائزة أخرى، هل تعتقدون أن الجوائز الأدبية مثلاً يرى الجميع نتائجها عادلة؟ والشيء نفسه في الجوائز السينمائية.. غالباً هناك تصويت، سواء من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص، أو لجنة مصغرة، ومن ثم تتقرر النتيجة.. ومن أعجبه الأمر فقد أعجبه، ومن لم يعجبه، فليلبس إحدى بدلات ميسي! زين الدين زيدان الذي وجد نفسه في مأزق، كونه فرنسي يجب أن يقف في صف ابن بلده ريبيري، وهو مدريدي أيضاً، ولا يمكن لأي مدريدي أن يشكك في فوز كريستيانو بالجائزة! قال عن فوز الدون: “لن نقول إن الأمر فضيحة، إلا أن فرانك كان يستحق شيئا ما”، وهذا حدث، فقد حصل على تصفيق الحاضرين حين صعد إلى المسرح!
زيدان أضاف: “أعتقد أن كمية الأهداف التي سجلها كريستيانو صنعت الفارق، أعتقد أنه يجب إيضاح معايير الجائزة قبل نسختها المقبلة”، لا يمكن أن يكون هناك معايير، ويكون هناك تصويت! فلماذا يصوت الناس إن كانت المعايير حسمت كل شيء؟ مثلاً: إن كان أكثر من سجل أهدافاً حاسمة هو من يستحق الكرة الذهبية، فلن تحتاج لأكثر من شخص واحد يحصي والسلام! أما إن كانت الإنجازات هي المعيار، فهذه لا تحتاج أي شخص يحصي أبداً! وإن كان القليل من كل شيء، فأنت تحتاج لجنة مصغرة.. ولا تحتاج لأن يصوت مدرب قطر! لكن حين يصوت الجميع، فهناك من يصوت بناءً على ما شاهده قبل عامين، فيختار ميسي! وهناك من يصوت بناءً على الإنجازات، فيختار ريبيري، وهناك من يصوت على آخر شهرين، فيختار كريستيانو! وهناك من يصوت بحسب المظهر العام والأزياء، فيختار أي شخص غير ميسي!
لن يرضى جميع الناس عن أي فائز بجائزة من هذا النوع، هذه حقيقة لا تقبل النقاش.. ومع ذلك، لازلت مشفقا على ريبيري الذي قال: “الألقاب مهمة في هذه الصراعات، وأنا فائز بالثلاثية”، يبدو أنها لم تكن مهمة بما فيه الكفاية! والدليل أنك جئت في المركز الثالث بعد كريستيانو وميسي! لكن لا تنسى يا ريبيري أنك حظيت في الموسم الماضي بشيء أهم، وأنت نفسك قلت بعد الفوز بدوري الأبطال: “لم أنم حتى الساعة 6 صباحاً، ذهبت إلى السرير في الصباح وأخذت الكأس معي ونمت معه، وكم كنت سعيداً عندما استيقظت ورأيت الكأس بجانبي على السرير”، السؤال الآن: هل كنت سعيداً حين استيقظت من النوم، ووجدت “…” زاهية بجانبك؟!
شخصياً لا أعتقد ذلك! عموماً، وحتى لا يقول أحد إني غير حيادي، ولئلا يفهمني أحد بشكل خاطئ، يجب أن أقول إنني وضعت فراغاً قبل اسم “زاهية” لأني لم أعرف بم أسميها! فهي ليست بائعة هوى، فقد قالت سابقاً: “أنا لا أجلس في حانة لأنتظر الزبائن، ولا أخرج للرصيف لأجذبهم”، كبرت في عيني! وأضافت: “أنا حرة في جسدي، آخذ ممن أشاء المال، وقد أرفض أحياناً بناءً على رغباتي الشخصية”، إن كان هذا هو الوضع، فلا بأس! زاهية التي فضحت ريبيري وبنزيما أردفت قائلة: “كنت هدية لريبيري في عيد ميلاده”، اعذريني زاهية، هل يمكن أن أتوجه إليك بسؤال شخصي نوعا ما: هل لفوك بشريط أحمر أيضاً؟!
ريبيري قال: “عملت بكل جد”، كان يتحدث عن الكرة الذهبية، وليس زاهية! ولهذا أنا مشفق عليه، فلا يكفيه أنه لم يفز بالكرة الذهبية منذ أيام، لتبدأ محاكمته في قضية زاهية، بتهمة ممارسة “العشق المدفوع” مع قاصر! محامي ريبيري قال: “السيد ريبيري شخص ناضج واجه أوقاتاً عصيبة.. نحن ذاهبون إلى المحاكمة بثقة وسنقاتل”، هل هذا يعني أن ريبيري الذي يواجه أوقاتا عصيبة، لم يواجه أوقاتاً جميلة مع زاهية؟!
عموماً زاهية، الفتاة التي نضجت الآن، بل ونضجت أكثر من اللازم! قالت عن ريبيري سابقاً: “إنه بخيل وغير مؤدب”! “بخيل” أفهمها وهي وجهات نظر، لكن “غير مؤدب” لا أفهمها! أليس طبيعياً أن تكون غير مؤدب وأنت مع بائعة هوى؟!
قلبي معك يا ريبيري، اعتبرها سحابة صيف، أو كبوة جواد، أو رفسة حمار! وستمضي قدماً، لأنك رجل طيب ومحترم وتحب الخير للناس كما تحبه لنفسك.. وهذا كان واضحاً على وجهك حين فاز كريستيانو بالجائزة!
معاني الكلمات:
زاهية دهار: فتاة من مواليد 1992، أي أن عمرها كان 17 عاماً وقت ارتكاب الجريمة في 2009.. وصفتها إحدى المجلات في حوار أجرته معها، بأنها فتاة خجولة! وأنا أعتقد أن ريبيري خجول أيضاً.. إذاً، كيف وقعت الواقعة؟!
شريط أحمر: بعد تغليف الهدية، يوضع هذا الشريط ليكسر لون المغلف، ويضفي رونقاً على العلبة يليق بهدية.. الجدير بالذكر أن بعض الهدايا تُدخل إلى قلبك السرور، وبعضها الآخر تُدخلك إلى السجن!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.