كونفدرالية فلسطينية مع الاردن!
صحف عبرية
January 27, 2014
‘إن زيارة رئيس الوزراء المفاجئة للاردن قبل اسبوع ونصف تشهد على الأهمية التي يوليها نتنياهو لدور المملكة الهاشمية في الدفع قدما بالمسيرة السياسية، وبخاصة الدور الذي سيؤديه في المستقبل اذا ما نشأت الدولة الفلسطينية وحينما تنشأ.
إن مضمون احاديث نتنياهو مع ملك الاردن لم يتم تسريبه، لكن يمكن أن نعرف مواقف الملك وخططه الاستراتيجية من احاديث ليست للنشر مع اشخاص اردنيين كبار عدد منهم ذوو صلة مباشرة بالقصر الملكي.
إن أهم رسالة تظهرها الاحاديث مع الاردنيين هي تقديرهم أن من الضروري التوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني يفضي الى انهاء الصراع لأن هذا الاتفاق لن يُمكن الاردن فقط من تحسين علاقاته باسرائيل في الصعيد المعلن بل ستكون له آثار بعيدة المدى على علاقات اسرائيل بدول المنطقة الاخرى. ‘يجب أن تفهموا أن القوى التقدمية في العالم العربي التي تؤيد انشاء علاقات ظاهرة باسرائيل لا تستطيع أن تمد يدها اليكم ما لم تُحل المشكلة الفلسطينية. والى ذلك يجب أن تكون هذه ايضا هي المصلحة الاسرائيلية لأن السبيل الوحيدة لصد سيطرة الحركات الاسلامية على الضفة الغربية هي اتفاق مع الفلسطينيين’.
يرسل الاردنيون رسالة مهمة ذات آثار استراتيجية بعيدة المدى بتناولهم لمستقبل المملكة بعد انشاء دولة فلسطينية. ويؤكدون قائلين نحن متنبهون الى أنه من المشكوك فيه أن يكون لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة حق في البقاء زمنا طويلا. ولهذا ستكون الخطوة التالية انشاء اتحاد كونفدرالي اردني فلسطيني. ومن المعلوم أن هذا هو موقف الملك عبد الله ايضا الذي يحذر من تأييده علنا لكنه لا يتبرأ منه.
تناول هذه القضية الملك في خطبة خطبها في حزيران في السنة الماضية، في مراسم توزيع شهادات في جامعة مؤتة. وأكد عبد الله قائلا: ‘لن يثار هذا الموضوع على الطاولة الى أن تنشأ دولة فلسطينية مستقلة’. وأشار الى أن الاتحاد الكونفدرالي سيكون هو الحل الصحيح والمناسب حينما يحين الوقت.
وقد أرسل الملك في الماضي الى اسرائيل سرا مندوبين اردنيين كبارا عرضوا فكرة الاتحاد الكونفدرالي على ساسة اسرائيليين. ويقول المفوضون الاردنيون إن انشاء الدولة الفلسطينية سيضع حدا لذلك التوجه الذي ما زال يوجد له انصار في اسرائيل والذي يرى أن ‘الاردن هو فلسطين’.
إن الاردن هو عمق اسرائيل الاستراتيجي، يقول المفوضون الاردنيون الكبار. والجيش الاردني المنتشر على طول نهر الاردن في جانبه الشرقي يمنح اسرائيل الأمن أكثر مما تمنحها الأمن قوة من حلف شمال الاطلسي توضع في غور الاردن. وليس للاردن على كل حال أية نية أن ينشر قواته في الجانب الغربي من نهر الاردن. ولا يعارض الاردنيون أن توضع قوات من الجيش الاسرائيلي في الغور فترة ما.
ويقولون: يجب أن تفهموا في اسرائيل أن الوضع الاقتصادي والسياسي في الاردن مضعضع وذلك في الاساس بسبب أمواج اللاجئين الذين يغرقون الدولة في العقدين الاخيرين. فاليوم يوجد في الاردن أكثر من 200 ألف لاجيء من العراق، ونحو من 200 ألف فلسطيني هربوا من الكويت ونحو من 600 ألف لاجيء سوري. وينبغي أن نضيف اليهم مهاجري العمل في مصر الذين تقدر السفارة المصرية في عمان عددهم بـ 800 ألف.
إن وضع الاردن الاقتصادي سيتحسن جدا على إثر انشاء الدولة الفلسطينية والاتحاد الفدرالي بعدها، ومن اسباب ذلك التعاون الاقتصادي الظاهر الذي سيصبح ممكنا مع اسرائيل. سيمكن مثلا انتقال السلع من اوروبا عن طريق ميناء حيفا الى الاردن ومن هناك الى دول الخليج والسعودية وستزهر السياحة في المنطقة كلها. ينبغي أن نفرض أن يكون نتنياهو سمع هذه الرسائل في زيارته الاخيرة لعمان. ويجب أن نأمل أن يساعده ذلك في طريقه الى التوقيع على الاتفاق مع أبو مازن.
‘
رؤوبين بدهتسور
هآرتس 27/1/2014