مستوطنون لا نعرفهم
ايتان هابر
February 9, 2014
‘إن مفاتيح مصير دولة اسرائيل ومستقبلها موجودة اليوم سواءً شئنا ذلك أم لا، وبقدر كبير في يدي بنيامين نتنياهو. وربما بلغ الى الموقع الذي بلغ اليه أكثر أسلافه ايضا من مناحيم بيغن الى اهود اولمرت، فأصبح يدرك أنه يجب التخلي عن حلم ارض اسرائيل الكبرى. ومن الممكن جدا أن يكون يريد لكنه لا يستطيع وربما لا يريد ببساطة.
وعلى كل حال سيعتمد نتنياهو في جوابه النهائي لجون كيري على جهاز الامن. وسيقتبس من قول بوغي يعلون. وسيسأل وزير الدفاع رئيس هيئة الاركان عن صورة التسوية العسكرية المرادة لنا، وسيسأل بني غانتس قائد منطقة المركز نتسان ألون ويتوقع أن يسأل هذا الاخير رئيس هيئة الاركان: أية تسوية سياسية ستأتوننا بها؟ وبحسب الجواب يستخرج النصيحة العسكرية الامنية الأفضل في نظره: مع غور الاردن؛ أو من غيره؛ ومع قوات حلف شمال الاطلسي؛ أو من غيرها، وأين ستمر حدود الدولة الفلسطينية؟.
يُفهم من هنا أن الشخص الرئيس الآن هو اللواء ألون. وهم في يهودا والسامرة يدركون ذلك ايضا فلا مكان للعجب للهجمات الكلامية والمادية عليه وعلى مرؤوسيه. فليعط النصائح العسكرية المختصة في بيته؛ أما نحن المستوطنين فنريد أن يكون الامر كذا وكذا وسيكون كذا، والويل له إن لم يكن كذلك.
إن الأكثرية من سكان اسرائيل لم يزوروا مناطق يهودا والسامرة قط. نحن موجودون هناك منذ 47 سنة. وباريس عند كثيرين أقرب من ألون موريه عقليا وجسميا. ويخيل الى أكثر مواطني الدولة ايضا أن كل المستوطنين والساكنين في يهودا والسامرة صنف واحد، فكلهم اخوة متدينون قوميون متطرفون. وكلهم ذو بريق في العينين ولباس ديني. وكلهم يدبر المؤامرات ويبحث عن الشر. لكن ناس يهودا والسامرة ليسوا كذلك وهو شيء يثقل على الشغل اليومي لالون ورفاقه.
اعتيد تقسيم السكان اليهود في يهودا والسامرة الى اربعة اقسام رئيسة: الاول من’ يسمون سبلنكيم (اختصار لـ شباب متدينون قوميون) – وهم ما عادوا شبابا منذ زمن الذين كانوا ذات مرة ‘النواة الصلبة’ للمستوطنين. وهم يؤمنون بأن الامر لم يحسم بعد عند نتنياهو ولا عند وزرائه بيقين وهم متأكدون من أنه يمكن احباط مؤامرة التخلي عن اراض في يهودا والسامرة.
والقوة الثانية هي التي نسميها ‘البراغماتيين’. قد يكون عددهم هو الاكبر بين المستوطنين لكن تأثيرهم صغير. وهم الذين جاءوا الى يهودا والسامرة بسبب شروط مالية محسنة في الأساس أو على إثرها. والايديولوجية الاعتقادية عند غير قليلين منهم قد أضيفت الى الرغبة في تحسين السكن. ويقول ناس هذه المجموعة لأنفسهم ولآخرين إن ما يقرره شعب اسرائيل هو الذي سيكون.
والمجموعة التالية الحريديون. إن عددهم اليوم نحو من 100 ألف شخص وهم يسكنون في الأساس البلدات الكبيرة التالية: موديعين العليا وبيتار العليا وعمنوئيل وغيرها. وهم’ يسلكون بحسب اوامر حاخاميهم ويعيشون حياتهم وكأنهم في بلد آخر، فدولة اسرائيل عندهم تشبه خارج البلاد.
وليست المجموعة الاخيرة واحدة بل هي جمع مجموعات لا تتفق مع المجموعات الاخرى وليس من احتمال في أن ينجح الون في جمعها في غرفة واحدة، وهم يسمونها بالاسم العام المريح: ‘شباب التلال’. إن تأثيرها كبير على الارض بافعالها الشاذة ولن نقول الجنائية، وكبير في دولة اسرائيل. ولسنا نعلم عدد الاعضاء في ‘شباب التلال’ لكننا نعلم جيدا من هم الحاخامون الذين يقفون من ورائهم. فلو أن اولئك الحاخامين أرادوا لزال شباب التلال منذ زمن لكن هؤلاء الشباب هم السوط المهدد به والعقوبة المهددة والقدرة على الحكم. وهم لا يصدقون رئيس الوزراء ووزراءه وهم على يقين من أن النضال الحقيقي ما زال ينتظرهم.
بازاء هذه الاوصاف بقي ويمكن أن نقول أو أن نسأل فقط: كيف اذا نجري تفاوضا على هذه الصورة؟ وكيف تدار دولة على هذه الصورة؟.
يديعوت 9/2/2014