انتصار القاهرة على ‘الإرهاب’ في سيناء بعيد المنال
يوآف ليمور
February 17, 2014
من المنطق أن نفرض أن لا أحد في مصر فاجأته العملية أمس في طابا. فقد أصبحت القاهرة في الاشهر الاخيرة تواجه موجة طاغية من الارهاب في الداخل يقوم بها الجهاد العالمي مصدرها سيناء وهدفها المعلن اسقاط نظام الحكم العسكري واحلال نظام اسلامي متطرف محله.
إن التي تقف وراء أكثر هذه العمليات ومنها تلك التي نفذت أمس على حافلة السياح من كوريا، هي أكبر منظمة ارهابية تعمل اليوم في مصر وهي أنصار بيت المقدس. وقد كان اعضاؤها شاركوا قبل سنتين ونصف في العملية في الشارع 12 التي قتل فيها 8 اسرائيليين، وفي دخول المدرعات الى داخل اسرائيل وفي واقعة ذبح فيها رجال شرطة مصريون في رمضان 2012، وفي مئات العمليات الاخرى في سيناء وقلب مصر وجه اكثرها على اهداف للسلطة وقوات الامن المصرية وبعضها على اهداف اسرائيلية (ومنها الوقائع الاخيرة وهي اطلاق صواريخ كاتيوشا على ايلات.
إن لانصار بيت المقدس مئات النشطاء اكثرهم بدو من أبناء سيناء انضموا الى نشاط ارهابي لاسباب اقتصادية ودينية، والقليل منهم اجانب من خريجي الحروب في العراق وافغانستان جاءوا معهم بعلم وتجربة عسكرية مبرهن عليها. وهم فرع للقاعدة من جهة فكرية، وهي التي نصبت لنفسها هدفا معلنا وهو ضرب نظم الحكم المعتدلة في البلدان العربية في الطريق الى الاهداف التالية وهي انشاء خلافة اسلامية ومحاربة اسرائيل.
إنهم في القاهرة والقدس مشغولون في الاشهر الاخيرة بصورة كثيفة بالتهديد المتزايد من الجهاد العالمي بل يتعاونون على مكافحته عن ادراك أنه قد تكون لكل عملية آثار استراتيجية بعيدة المدى. ويجري الجيش المصري عملية واسعة في سيناء باعتبارها جزءا من ذلك تشتمل على استعمال دبابات ومروحيات حربية في محاولة لضرب نشطاء الارهاب وتحويلهم من مطاردين الى مطارَدين. وتثبت العملية أمس التي جاءت بعد سلسلة عمليات حدثت في الاسابيع الاخيرة في انحاء المدن الكبرى في مصر أن المكافحة بعيدة عن النصر وبخلاف انباء منشورة مختلفة في مصر يبدو أنه لا صلة لهذه العملية بمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، لكن السلطات تستغلها استغلالا جيدا لاجل الدعاية والتشدد في مكافحة الاخوان المسلمين وحليفتهم حماس في غزة.
كان للعملية في الحافلة أمس هدف مزدوج هو افساد السياحة في سيناء التي هي مصدر دخل مهم للاقتصاد المصري المتعثر وأن يبرهن لقوات الامن المصرية على انه لا يوجد هدف منيع من العمليات. إن منطقة طابا مؤمنة جدا والوصول اليها تعترضه سلسلة حواجز وتفتيشات اجتيزت بسهولة. وإن النجاح في ضرب السياح الكوريين بصورة عميقة جدا في منطقة يفترض أن تكون منيعة تماما، يجب أن يقلق اسرائيل ايضا التي يقلقها تقوي جهات الجهاد العالمي في جميع حدودها لكن يجب أن يقلق ايضا مواطنين اسرائيليين عاديين لأنه في الفوضى التي تسود سيناء اليوم لا يستطيع أحد أن يضمن شيئا لأحد والذي يخرج الى هناك لـ ‘عطلة حالمة رخيصة’ قد يحكم على نفسه بالموت.
اسرائيل اليوم17 /2/2014