سقوط الطائرة الروسية في سيناء: ترجيح حدوث عطل فني واستبعاد فرضية العمل الإرهابي
October 31, 2015
القاهرة ـ «القدس العربي»: سادت حالة من الغموض ملابسات سقوط طائرة مدنية روسية في وسط سيناء صباح امس السبت وعلى متنها 224 شخصا بعد 23 دقيقة من اقلاعها من مطار شرم الشيخ، وسط تكهنات متضاربة بشأن الأسباب الحقيقية.
وأعلنت الحكومة المصرية ارسال فريق متخصص إلى موقع سقوط الطائرة قرب بلدة الحسنة جنوب مدينة العريش.
وعلمت «القدس العربي» ان فريق التحقيق بدأ العمل فعلا في موقع سقوط الطائرة تحديدا عند جبل ابوحصيرة في وسط سيناء وتم العثور على الصندوق الأسود تمهيدا لتحليل محتوياته.
وقال مصدر في شركة مصر للطيران لـ«القدس العربي» ان تحليل المعلومات الاولية يشير إلى ان حادثا طارئا أجبر الطيار على طلب هبوط مفاجئ، وما قد يكون حريقا في أحد المحركات. وما يؤكد هذا الاحتمال وجود العديد من الجثث المتفحمة.
وأضاف ان وجود الطائرة على ارتفاع واحد وثلاثين ألف قدم ينفي حتما احتمال العمل الإرهابي، الا ان التحقيقات لن تستثني أي فرضية. وقال: ان بعض الطائرات الروسية رخيصة التذاكر غير صالحة للسفر، وقد شكا الطيار قبل الاقلاع من وجود مشكلة في المحرك امس، وهي طائرة قديمة ويبلغ عمرها عشرين عاما. لكن لا نستطيع الجزم باي شيء قبل نهاية التحقيقات».
وأصدرت وزارة الطيران المصرية اوامر بالحذر الشديد في الادلاء بأي تصريحات نظرا إلى حساسية الموضوع.
وكان مكتب رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمس أصدر بيانا له عن تحطم طائرة ركاب روسية من طراز إيرباص 321 فوق سيناء، وتم العثور على حطام الطائرة المنكوبة، والتي انشطرت إلى جزئين في موقع الحادث، وكانت تقل 217 راكباً بينهم 17 طفلاً، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد، وأكد أنها طائرة مدنية روسية سقطت في وسط شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى أن الطائرة أقلعت من مطار شرم الشيخ قبل إعلان فقدان الإتصال بها في تمام الساعة السادسة إلا عشر دقائق صباحاً بتوقيت القاهرة، واختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها، فهي كانت تقل سياحاً روسياً إلى مدينة سان بطرسبرغ، وأنها كانت تابعة لشركة طيران «كوجاليمافيا» الروسية.
ومن جانبه، اجتمع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء أمس على الفور، مع اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، وحسام كمال، وزير الطيران، وأحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، وهشام زعزوع، وزير السياحة، وغادة والي، وزيرة التضامن، والدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، بمقر هيئة الاستثمار لمتابعة حادث الطائرة المدنية الروسية التي سقطت أمس في سيناء، وقام إسماعيل بإلغاء زيارته المقررة إلى الإسماعيلية وتوجه على الفور إلى موقع الحادث بنفسه، وأصدر توجيهات عاجلة بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة تداعيات الحادث.
وأعلن إسماعيل، أنه بدأ التحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية لمعرفة الأسباب الخفية وراء الواقعة، كما أمر المستشار نبيل صادق، النائب العام، بفتح تحقيق عاجل في واقعة تحطم الطائرة، وكلف فريقا من النيابة العامة بالتوجه إلى موقع الحادث للوقوف على كافة التفاصيل والملابسات الخاصة به.
وصرح مصدر مسؤول بقطاع الطيران المدني، أن الطائرة الروسية تحطمت على بعد مئة كيلومتر من مدينة العريش، مؤكدا أن قائد الطائرة اتصل بالمراقب الجوي في مطار القاهرة الدولي وطلب الهبوط الإضطراري إثر تعطل أجهزة الاتصال في الطائرة، لذلك يرجح سقوطها نتيجة عطل فني في المحركات، ومن ثم فقدان السيطرة على الطائرة، وعدم القدرة على التواصل مع أبراج المراقبة.
وأعلن الطيار أيمن المقدم، رئيس الإدارة المركزية للجنة تحقيق حوادث الطيران بمصر «أن وكيل شركة الطيران الروسية أخبرنا بسلامة الطائرة الروسية، التي فقدنا الاتصال معها وأنها تعاملت مع المراقبة التركية أثناء عبورها للأجواء التركية». وقال: «بعد فقد الاتصال مع الطائرة الروسية فوق مطار العريش بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى روسيا، بدأنا في عمليات بحث وإجراء اتصالات مع وكيل الشركة ومقرها الرئيسي في روسيا، بالإضافة إلى أن قوات البحث والإنقاذ للطيران بدأت في البحث بالمنطقة، التي تم فقد الاتصال فيها والتعرف على أسباب فقد الاتصال، سواء كانت بتحطمها أو حدوث عطل في أجهزة الاتصال».
وفي غضون ذلك أمر الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، برفع حالة الطوارئ في مختلف قطاعات الوزارة، وفي مستشفيات سيناء ومدن القناة كافة، للتعامل مع المصابين، فيما أكد الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أنه تم الدفع بخمسين سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث سقوط طائرة روسية بسيناء وانتشال جثث الضحايا، وأنه تم تهيئة مستشفى العريش العام ومستشفى السويس لاستقبال المصابين إن وجد، مشيرا إلى أن قوات الأمن فرضت طوقًا أمنيًا في منطقة سقوط الطائرة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال مصدر أمنى، أنه تبين من الفحص الأولي للطائرة وذيلها عدم تعرضها لأي عملية ارهابية وأن الحادث طبيعي نتيجة عطل فني أصاب الطائرة، وأكد أنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، ولا يوجد أحياء بين ضحايا حادث سقوط الطائرة، مشيرا إلى أن الطائرة سقطت في منطقة جبلية بوسط سيناء، لذلك وجدت فرق الإنقاذ صعوبة في الوصول للمكان بسبب سوء الأحوال الجوية.
ومن جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلف وزارة الطوارئ بإرسال طائرات إنقاذ بشكل عاجل إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة، وقالت الوزارة في موقعها على الانترنت أن وزير النقل ومحققين روس توجهوا إلى مكان تحطم الطائرة الروسية في سيناء.
وكانت جماعة إسلامية متشددة في مصر مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الروسية التي تحطمت أمس في شبه جزيرة سيناء. وجاء إعلان المسؤولية في بيان نشره مؤيدون للتنظيم على «تويتر».
ونشر إعلان المسؤولية أيضا في موقع «أعماق» الذي يعد وكالة أنباء شبه رسمية للدولة الإسلامية. وجاء في البيان «تمكن جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء تقل على متنها ما يزيد على 220 صليبيا روسيا قتلوا جميعا ولله الحمد».
وقال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء إن الإدعاء بأن إرهابيين هم سبب تحطم الطائرة الروسية «لا يمكن اعتباره دقيقا.»
ونقلت الوكالة عن الوزير قوله «الآن تنتشر في عدد من وسائل الإعلام معلومات بأن الطائرة الروسية يفترض أن إرهابيين اسقطوها بصاروخ مضاد للطائرات. لا يمكن اعتبار هذه المعلومات دقيقة».»
وتضامنا مع حادث سقوط الطائرة الروسية، دشن نشطاء ورواد موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» هاشتاغ تحت اسم «الطايرة الروسية» فعلق الكاتب الصحافي «مصطفى بكري» على الحادث فى تغريدة له عبر حسابه الشخصي على «تويتر» «أيا كانت الأسباب، سقوط الطائرة الروسية وعلى متنها 222 روسيا كارثة».