منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل
المواضيع الأخيرةمنتدى لطفي الياسيني ابراج اليوم ابراج الغد تفسير الاحلام مقالات عن الابراج حظك اليوم حظك اليوم مع الابراج الحب أن أحبك ألف مرة ، وفي كل مرة أشعر أني أحبك لأول مرة - نزار قباني - توقعات الابراج وحظك اليوم الثلاثاء, 27 كانون الاول 2022 برج الحمل من 21 مارس إلى 20 إبريلتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeاليوم في 1:12 من طرفمنتدى لطفي الياسينيما حقيقة الاشتباك الدبلوماسي والسياسي الفرنسي الإسرائيلي؟ منذ ساعتين مثنى عبد اللهتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeاليوم في 1:01 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالقضاء العراقي يصدر أحكاماً بالسجن بحق نور زهير ومدير مكتب الكاظمي ومستشارهتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeأمس في 21:58 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالتعداد السكاني في العراق حق يراد به باطل : أ.د. سلمان الجبوري*تاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeأمس في 21:46 من طرفمنتدى لطفي الياسيني إحصاء السكان في الحضارات القديمة بقلم الأستاذ الدكتور صلاح رشيد الصالحي تخصص: تاريخ قديم بغداد 2024 إحصاء السكان في الحضارات القديمة صورة خيالية لدخول الجيش الاشوري المدينة منتصرا، ويستقبله سكانها بالدعاء والموسيقى مع وجهائها، بينما الملك الاشوري راكبا حتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeأمس في 12:18 من طرفمنتدى لطفي الياسينياسرائيل ‘تعطي الضوء الاخضر‘ للتوقيع على مقترح التسوية مع لبنانتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeأمس في 0:07 من طرفمنتدى لطفي الياسينيجريدة الشعبتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 23:06 من طرفمنتدى لطفي الياسينيأحداث غير عادية ... لها أبعاد عديدة : د.ضرغام الدباغتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:50 من طرفمنتدى لطفي الياسينيسلامة العراق من التهديدات الاسرائيلية .. : د.عبدالرحيم الرفاعيتاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:29 من طرفمنتدى لطفي الياسينيSearch Search اخر الاخبار بعد تمديد العملية 24 ساعة .. “أربيل” تنجز 100% من عملية التسجيل ضمن التعداد السكاني ! 23تاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 2:54 من طرف

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 تاريخ مدينة القدس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
تاريخ مدينة القدس Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8418
نقاط نقاط : 144184
التقييم التقييم : 200
العمر : 34

تاريخ مدينة القدس Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: تاريخ مدينة القدس   تاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأحد 13 يونيو 2010 - 13:25

في البداية أنبه على أن الموضوع طويل لكن لأجل عيني فلسطين ساضعه هنا بين أيديكم


تاريخ مدينة القدس






تاريخ مدينة القدس Pic1




تنفرد مدينة القدس عن بقية مدن العالم بمكانتها الروحية و التاريخية و الحضارية ، وقد استأثرت المدينة بهذه المكانة عبر التاريخ و على اتساع الكرة الأرضية ، فكان لها تأثر يندر مثيله في مسيرة الإنسانية ، وتعد مدينة القدس من أقدم مدن أقدم مدن الأرض حيث ترجع نشأتها إلى 3000 ق.م ، فقد سكنها اليبوسيون إحدى القبائل الكنعانية من العرب الأوائل ، الذين نزحوا من الجزيرة العربية مع من نزح من القبائل الكنعانية .

وكان الكنعانيون في بادئ الأمر رعاة ، ولما استقر بهم المقام في هذه البقعة من الأرض سميت باسمهم كنعان ، وأنشأ اليبوسيون عليها أول حصن لهم على تل الضهور بالقدس (المعروف بتل أوفل) وأقاموا بيوتاً لهم على تل الضهور وأطلقوا عليه اسم يبوس وكان يطلق عليها اسم ( أور سالم ) أي مدينة السلام .وقد اختير هذا الموقع الدفاعي لتوفر أسباب الحماة و الأمن للمدينة الناشئة ، وساعدت مياه عين أم الدرج في الجانب الشرقي من الضهور على توفير المياه للسكان ويحيط وادي جهنم ( قدون ) بالمدينة التاريخية من الناحية الشرقية في حين يحيط وادي الربابة ( هنوم ) بها من الجهة الجنوبية ووادي الزبل من الجهة الغربية , وقد كونت هذه الأودية الثلاثة خطوطاً دفاعية جعلت اقتحام مدينة القدس أمراً صعباً إلا من الجهتين الشمالية و الشمالية الغربية ، وقد لا حظ جميع المؤرخين أن جميع جيوش التي فتحت القدس قديماً وحديثاً دخلتها من المنطقة الشمالية .
وكانت مدينتهم يبوس ذات أهمية من الناحية التجارية واقعة على طريقين من أهم طرق التجارة : واحدة تربط البحر بالصحراء ، و الأخرى تربط حبرون ببيت أيل ، وفي بيت أيل كانت الطريق تسير في اتجاهين : واحد نحو شكيم ، و الآخر إلى أريحا ووادي الأردن .

وقد امتدت مدينة يبوس إلى حدود رام الله الحديثة من الشمال وانحدرت إلى بعض الأماكن السهلية من الجهات الأخرى ، و عرف من ملوك المدينة القدماء " اليبوسيون " "سالم اليبوسي" و"ملكي صادق " و" أدوني بازن " .


وخضعت مدينة يبوس لنفوذ مصر في عهد تحتمس الثالث عام 1479 ق.م ، ولم يحاول المصريون تمصيرها ، بل اكتفوا بتحصيل الضرائب من سكانها ، وما كانوا ليكترثوا لعادات اليبوسيين وديانتهم ولا لشئونهم الاجتماعية ، فقد كان الهدف الرئيسي من السيطرة على المدينة هدف اقتصادي بحت ولم يكن له أية دلالات سياسية ، حيث اتخذت المدينة مقراً لحماية طرق التجارة وجباية الضرائب من المواطنين العابرين ، ولم يتدخلوا في ديانة أهل الشام جميعهم وعبادتهم ، إضافةً إلى أنهم لم يقوموا بتمصيرها من خلال ضمها إلى مصر الفرعونية أو إخضاعها لحكم مصر بشكل كامل , وقد استمر حكم الفراعنة للقدس نحو مائتي عام حتى عهد رمسيس الثاني الذي حكم خلال الفترة بين 1225-1351 ق.م ، وكثيراً ما تمرد الكنعانيون وثاروا على المصريين ، ويظهر أن اليهود قد استغلوا الموقف بعد ذلك ، فلم يستطع اليهود السيطرة على المدينة إلا في عد داوود الذي اتخذها عاصمة له و سماها باسمه ، وكان أكثر المدينة في عهده من الكنعانيين و العموريين و الفلسطينيين .

ولم يطرد داوود سكانها الأصليين ولم يصادر ممتلكاتهم ، فقد سمح لليبوسيين أن يبقوا في مدينتهم لكن ليس في القلعة وإنما في شرق المدينة على جبل مورباه ، وحكم داوود المدينة لمدة ثلاثة وثلاثين سنة ، وبعد موته حكمها ابنه سليمان لمدة أربعين سنة .

وبنى فيها سليمان هيكله على المكان الذي يتعبد فيه ملكي صادق ، ولم يكن هذا المعبد لجميع اليهود إلا في عهد سليمان ثم أصبح بعده لأقلية منهم في عهد خليفته وولده "رحبعام" الذي انقسمت الدولة في عهده وبذلك فإن القدس لم تكن عاصمة للدولة الموحدة إلا مدة ثلاثة وسبعين سنة .حيث انقسمت إلى مملكتين ، مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم في الجنوب ، ومملكة إسرائيل عاصمتها شكيم في الشمال ، وقد هاجمها ملوك المملكة الشمالية عدة مرات ودك يوآش حوائطها عام 785 ق.م.

واستغل فرعون مصر شبشاق هذا الصراع بين المملكتين ، وزحف على أورشليم فاحتلها سنة 970 ق.م ورجع إلى مصر بعد أن نهب خزائنها .

وغزا الآشوريين أورشليم بقيادة ملكهم شلمنصر سنة 730 ق.م إلا أنه لم يتمن من السيطرة التامة على سكانها وفي عام 713 ق.م قام الملك سنحاريب بغزوها مرة ثانية وحاصرها وتمكن من إخضاعها بعد مقاومة عنيفة وتمكن من أسر ملكها منسة ابن حزقيا و الاستيلاء على جميع مدن مملكة يهودا في شمال فلسطين ، إلا أن الآشوريين لم يستقروا فيها طويلاً فسرعان أن دب الضعف في صفوفهم وتخلوا عنها للبابليين .

قام نبوخذ نصر ملك بابل بمهاجمة الإمبراطورية الآشورية واستولى على القدس وقضى على مملكة يهوذا عام 598 ق.م ، وهدم الهيكل من أساساته وسبي جميع أبناءها من اليهود و العرب الكنعانيين إلى بابل ، " وهو ما عرف بالسبي الأول " ، وعندما تمرد اليهود على البابليين في عهد حاكم أورشليم صدقيا ، قام نبوخذ نصر بمهاجمة المدينة ودمر كل ما فيها وسبي من تبقى من اليهود فيها بعد حصار دام ثمانية عشر شهراً ، وهو ما يعرف " بالسبي الثاني " عام 587 ق .م ، وبذلك انتهت مملكة اليهود في القدس و انتهى تاريخ إسرائيل السياسي و الاجتماعي والثقافي والديني في المدينة منذ ذلك التاريخ .

تمكن الإمبراطور الفارسي كورش من مهاجمة بابل وإخضاعها لحكمه وسيطرته عام 539 ق.م ، وبذلك أصبحت أورشليم وجزءاً من فلسطين تحت النفوذ الفارسي ، وتقول بعض المصادر أن الإمبراطور كورش قاتم بمهادنة اليهود ومصالحتهم ، وسمح لمن هاجر منهم بالعودة من المنفى وأمر بإعادة جميع ممتلكاتهم التي فقدوها بعد السبي البابلي ، وتضيف بعض المصادر على ذلك بأنه أمر بإعادة بناء الهيكل الذي دمره نبوخذ نصر على نفقته الخاصة .


على الرغم من احتلال المدينة من قبل اليونان و الرومان إلا أن كسرى ملك فارس تمكن من احتلالها مرة أخرى عام 614 م أبان حكم الرومان لها ، بعد حصار دام لأكثر من عشرين يوماً قتل خلاله ما يزيد على 70 ألف من سكانها المسيحيين .

واستطاع الإسكندر المقدوني من غزو المدينة سنة 332 ق.م ، وكان رجال الفرس من حاميتها قد انسحبوا منها ، فدخلها دون أن يسفك دماً من أجلها ، واستقبله سكانها بالرضا و الارتياح ، وأعفاهم من دفع الضرائب ، وعاملهم معاملةً حسنةً وأتاح لهم أن يسكوا نقوداً وكانت القدس على عهده تسمى يوروشالايم ، ثم راحت تدعى هيروسليما . إلا أن واقعهم تغير بعد وفاة الإسكندر الأكبر وتولي قائده العسكري بطليموس حاكم مصر السلطة ، وتأرجحت السيطرة على المدينة بين البطالمة و السلوقيين ، وقد تأثر السكان في هذا العهد الهيليني بالحضارة الإغريقية ، وقام الملك السلوقي " أنطيوخيوس الرابع " حوالي سنة 165 ق.م ، بتدمير الهيكل وأرغم اليهود على اعتناق الوثنية اليونانية ، وكان نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيين ونجح اليهود في نيل الاستقلال بالمدينة تحت حكم الحاسمونيين من سنة 135 ق.م حتى سنة 76 ق.م .

وبعد فترة من الفوضى استطاع الرومان السيطرة على سوريا وفلسطين ، ودخل القائد الروماني " بومبي " القدس عام 63 ق.م ، بعد حصار دام ثلاث شهور .

وقد سمح الرومان لليهود بشئ من الحكم الذاتي ونصبوا في سنة 37 ق.م هيرودس الأدومي الذي اعتنق الديانة اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهوذا فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية . فقد أراد تعزيز ملكه في فلسطين وتعظيمه في القدس من خلال نهضة عمرانية يمجد بها عصره ويتباهى بها أمام مواطنيه وأمام اليهود في القدس ، و البحث عن مجد على شاكلة ما فعله سليمان وخاصة فيما يتعلق ببناء القدس .

وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة 70 م باحتلال أورشليم وحرق الهيكل وفتك باليهود ، ولكن قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخيا سنة 132م أسرع الإمبراطور هادريانوس إلى إخمادها سنة 135 م ودمر المدينة تدميراً تاماً وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها وأطلق عليها اسم " إيليا كابيتولينا "، وعندما اعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين الديانة المسيحية أعاد إلى المدينة اسم " أورشليم " وقامت والدته هيلانة في بناء الكنائس فيها ، وفرض قسطنطين على اليهود فيها أن يتنصروا ، فتنصر فريق منهم ، ومن لم يتنصر قتل ، أو غادر البلاد .

فقد أصبحت القدس مدينة مسيحية وظلت كذلك حتى عام 636 م حين فتحها العرب ، احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية منذ البداية مكاناً هاماً ، فقد كانت قبلة الإسلام الأولى ، وإليها كان إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنها كان عروجه . فبعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس ، وطلب أبو عبيدة بن الجراح من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة ، وقد ذهب عمر إلى بيت المقدس وأعطى لأهلها الأمان وتعهد أن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم ، ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ، ورفض أن يصلى في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده ، وذهب إلى مدينة القدس إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة مكن أقذار وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية منة ساحة الحرم ، وقد وفد إلى المدينة عدد كبير من الصحابة و التابعين ، وأخذ العنصر العربي ينمو وينتشر بسرعة وعاد إلى المدينة طابعها العربي ، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية .

وقد أولى خلفاء بني أمية فيما بعد المدينة المقدسة اهتمامً كبيراً وبويع فيها منهم معاوية وسليمان بن عبد الملك عام 714 م وأقاموا حول الحرم قصوراً لهم طبقاً لما أشارت به نتائج التنقيبات الأثرية الحديثة ، ومن مظاهر اهتمام بين أمية بالمدينة المقدسة بناء قبة الصخرة المشرفة ، و المسجد الأقصى ، وهما من أعظم آثار بني أمية في فلسطين ، لقد أحب بني أمية القدس الشريف وفلسطين لدرجة أن عبد الملك شغف بالإقامة في بيت المقدس كما هم سليمان ابنه بتحويل العاصمة من دمشق إلى الرملة وإلى القدس .

ورثت الدولة العباسية فيما ورثت من الدولة الأموية القدس الشريف وتابع العباسيون اهتمامهم بالقدس الشريف فرمموا المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بعد الخراب الذي لحق بهما ، كما زارها الخليفة المنصور و الخليفة المهدي و الخليفة المأمون ، وفي زمن العباسيين عاش المسلمون والمسيحيون في القدس الشريف في وفاق تام فيصف الحاج المسيحي " برنارد الحكيم " أوضاع القدس بقوله " إن المسلمين و المسيحيين فيها على تفاهم تام و الأمن العام مستتب " .

وعندما ضعفت الدولة العباسية نتيجة النزاع على الخلافة ، دخلت القدس وفلسطين ولاية الطولونيين ولاة مصر ، وجاء بعدهم الإخشيديون ، فكان للقدس في عهد هؤلاء منزلة خاصة لدرجة أنهم أوصوا بأن يدفنوا فيها بعد مماتهم .

أخذ الفاطميون مصر من الإخشيديون بعد موت كافور على يد القائد جوهر الصقلي في خلافة المعز لدين الله الفاطمي عام 966م ، وأصبحت القدس بأيديهم في عام 969 م ، وكان يعيش فيها عشرون ألف نسمة .

وقد تميز حكم الحاكم بأمر الله بالتعصب الديني واضطهاد النصارى ، فهدم كنيسة القيامة و غيرها من الكنائس وأوقع بالمسيحيين أشد أنواع الاضطهاد ، ولكن ذلك لم يصبهم وحدهم ، فلم يكن المسلمون من رعاية أفضل حالاً . ومما يذكر أن الفاطميين أسسوا في عهد الحاكم دار علم في القدس لنشر الدعوة الفاطمية وأول مستشفى في المدينة ، ووضع السلاجقة حداً لحكم الفاطميين، فقد استولى " ألب أرسلان " على بيت المقدس عام 1072 م ، وأخذها من الفاطميين وبهذا دخلت القدس في حوزة الأتراك السلجوقيين ، وعادت الخطبة في القدس للخليفة العباسي ، وفي سنة 1096 م استولى الخليفة الفاطمي المستعلي على القدس لثلاث سنوات فقط .



واستولى الصليبيون على مدينة القدس عام 1099 بعد حصار دام أكثر من أربعين يوماً ، وبعد مقاومة عنيفة من قبل المسلمين بقيادة حاكم بيت المقدس الفاطمي " افتخار الدولة ".
واحتفلوا بانتصارهم بارتكاب مذبحة رهيبة خصوصاً في منطقة الحرم الشريف ، وذكر أن عدد ضحاياها بلغ سبعين ألفاً ، ونهب الصليبيون ما كان في الصخرة و الأقصى من كنوز ووضعوا صليباً على قبة الصخرة وحولوا الأقصى إلى مقر " لفرسان الداوية " وجعلوا القدس عاصمةً لمملكتهم اللاتينية ونصبوا بطريركاً لاتينياً للمدينة بدلاً من البطريرك الأرثوذكسي وأقاموا عدداً من المباني الجديدة وعمرو كنيسة القيامة وكنيسة القديسة حنة ، وأقاموا نزلاً يتسع لألف شخص من الحجاج المسيحيين القادمين من الخارج .

ولم يبق حكم الصليبيين في القدس أكثر من 88 سنة فانهارت مملكتهم ، وقد حلت بهم الضربة القاصمة في معركة حطين 1187م ، وبعدها دخل صلاح الدين الأيوبي القدس صلحاً ، وسمح للفرنجة بمغادرتها بعد دفع جزية بسيطة عن كل شخص ، وامتازت معاملة صلاح الدين الأيوبي بالإنسانية فأعفى كثيرين من دفع الجزية وسمح للمسيحيين الشرقيين بالبقاء في المدينة ، وأزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة ووضع فيها المصاحف وعيّن لها الأئمة ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه ، ودشّن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة للشافعية ، وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير ( البيمارستان ) وأشرف ينفسه على تلك الإنشاءات ، بل شارك في بناء القدس وتحصينه ، وعقد في المدينة مجلس العلم.

وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي ، كانت مدينة بيت المقدس قد دخلت في حكم ابن صلاح الدين الأكبر الملقب بالملك الأفضل ، الذي أخذ فلسطين وبلاد الشام ، وقد اعتنى هذا الملك بأمر بيت المقدس فعمرها واهتم بمقدساتها وازدهرت المدينة في فترة حكمه القصيرة التي لا تتعدى الثلاث سنوات.

فقد قام بمتابعة أعمال والده في إعادة الطابع الإسلامي للمدينة ، و اتخذ الإجراءات التي أدت إلى إقامة حارات كاملة جديدة داخل أسوار المدينة بالقرب من المسجد الأقصى ، ووقف منطقة كاملة للمغاربة الذين كانوا يعيشون في المدينة آنذاك و الذين سيفدون إليها للإقامة أو الزيارة ، وبنى فيها مدرسة للمالكية إذ كان معظم سكانها من أتباع هذا المذهب وقد عرفت هذه الحارة فيما بعد باسم حارة المغاربة ،وبقيت أحوال المدينة مستقرة على الرغم من الصراعات المستمرة بين ملوك البيت الأيوبي ومؤامرتهم ضد بعض من أجل السيطرة و النفوذ ، حتى قدوم الحملة الصليبية الخامسة . فقد خربت المدينة هذه المرة على يد أبنائها من المسلمين حين أمر الملك المعظم سنة 1219 م بهدم المباني و الأسوار خوفاً من استيلاء الفرنجة عليها مرة أخرى ، فلم يتبق من مباني القدس سوى كنيسة القيامة و الحرم القدسي الشريف فهاجر سكانها إلى مصر وبلاد الشام الأخرى ، وفي عهد الملك الكامل تم الصلح على أن يأخذ فريدريك مدينة بيت المقدس من المسلمين عدا الحرم القدسي الشريف ، وهكذا استولوا ثانيةً على بيت المقدس من المسلمين دون حرب ولا قتال سنة 1128 م واستمر استيلائهم عليها حتى سنة 1239 م وبعد ذلك جاء حكم الملك الصالح ( نجم الدين ) الذي زار القدس سنة 1247 فبنى سورها المتهدم وحكم القدس إلى وفاته 1249م .

وبقيت مدينة بيت المقدس تحت حكم المماليك لمدة 270 عاماً تقريباً وقد لقيت المدينة الكثير من الاهتمام من قبل السلاطين المماليك الذين عنوا بترميم أبنيتها الدينية و الثقافية و الخيرية و الذين عنوا ببنائها وإصلاحها و عمرانها .

فقد صارت المدينة مركزاً علمياً مرموقاً يفوق المراكز العلمية في العالم الإسلامي فتوافد عليها طلاب العلم و العلماء و الفقهاء من كل حدب وصوب ، وهذا ما يشير إلى كثرة المدارس في ذلك العهد ، وعلى الرغم من حالة الرخاء التي تمتعت به هذه المدينة المقدسة إلا أنه كانت هناك بعض الاضطرابات تحدث لتؤثر على الأمن بالمدينة الذي ينتج عنه في بعض الأحيان النهب و السلب ، ومن تلك الحوادث مقتل عز الدين أيبك وجعل الأمير سيف الدين قطز وصياً على ابنه الذي كان لا يزال صغيراً فلم يوافق على ذلك المماليك الموجودين في القدس فخلعوا طاعة ملك مصر وخطبوا للملك الأيوبي المغيث ملك الكرك . و الغارات المملوكية ومن أهمها غارة الملك غازان بن ارغون الذي استولى على دمشق وغزة و القدس وبلاد الكرك ، وغارة تيمورلنك ، وغارات البدو الذين كانوا يقيمون في الأماكن المحيطة بالقدس فقد ساهمت غاراتهم في تكرار الفتن وكثرة انتشار قطاع الطرق .


ووضع العثمانيون حداً لحكم المماليك في بلاد الشام بعد معركة مرج دابق عام 1516 ، و في العام التالي استولوا على القدس ، وعندما توفي السلطان سليم خلفه ابنه سليمان القانوني الذي اهتم بالقدس اهتماماً خاصاً وأقام فيها منشآت كثيرة منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام ، وعمّر كذلكم قبة الصخرة ، وانتشرت في زمن العثمانيين التكايا و الزوايا ومؤسسات الصوفية الأخرى ، ولكن بدءاً من القرن الثاني عشر الميلادي أخذت مدارس القدس التي أنشأها المماليك و الأيوبيون تضمحل بسبب اضمحلال العقارات الموقوفة عليها ، وفي سنة 1831-1840 م كانت القد تحت حكم إبراهيم بن محمد علي حاكم مصر الذي احتل سوريا كلها إثر خلاف نشب مع الدولة العثمانية ، وقد شهدت فترة الحكم المصري شيئاً من تحديث الإدارة ونشر روح التسامح ، ولكن فرض التجنيد الإجباري و الضرائب الكثيرة وجمع السلاح من الأهالي . وتميز الحكم العثماني منذ القرن السابع عشر بالخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة ونزاعها على النفوذ على الأماكن المقدسة ، وكان من النتائج حرب القرم سنة 1853 ، وفي أعقاب هذه الحرب أدخلت الدولة العثمانية بعض الإجراءات الإصلاحية التي تقضي بالمساواة بين جميع الرعايا العثمانيين وأخذت تسمح بتعيين قناصل لإنجلترا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية ، وبدأ التغلغل الاستعماري في البلاد وجرّ معه ازدياد الهجرة اليهودية وتفاقم عدد اليهود في القدس تدريجياً .

وفي سنة 1856م بدأت تنشأ أحياء سكنية خارج سور البلدة القديمة ، ومدت أول سكة حديد بين يافا و القدس ، وبدأت طلائع البعثات الأثرية الأجنبية التي كان لليهود متغلغلين فيها تفد إلى البلاد تحت ستار التنقيبات الأثرية .وفي سنة 1917 دخلت فلسطين تحت الحكم البريطاني ، واستولى الجنرال البريطاني ألنبي على مدينة القدس وأذاع تطبيق الأحكام العرفية ونصب حاكماً عسكرياً عليها هو الجنرال بيل بورتون الذي استقال بعد أسبوعين من تعيينه لأسباب صحية فخلفه السير ألكسندر بيرد و بالإضافة إلى الحاكم العسكري الإداري كان هناك موظف عسكري كبير مسئول عن إدارة فلسطين بأكملها ، وبدأت بريطانيا تنفذ سياسة وعد بلفور بوضع البلاد ، و القدس في طليعتها في ظل ظروف لسيطرة الصهيونيين على فلسطين كلها ، فقد شهدت فترة الانتداب البريطاني تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الصهيونيين إلى فلسطين عامة ، و القدس خاصةً ، ونتج عن التزايد السريع لسكان القدس أن ضاقت المدينة بسكانها فتوسعوا خارج سور المدينة القديمة فيما عرف بالقدس الجديدة .

وانقسمت القدس بعد حرب 1948 واتفاقية الهدنة ، واتخذت إسرائيل مدينة القدس الجديدة عاصمةً لها بعد عام 1948 ، بل أعلنت ضم القدس العربية إلى القدس الجديدة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967 ، وأصرت على أن تجعل القدس الموحدة عاصمةً لها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
تاريخ مدينة القدس Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80306
نقاط نقاط : 715287
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

تاريخ مدينة القدس Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ مدينة القدس   تاريخ مدينة القدس I_icon_minitimeالأربعاء 16 يونيو 2010 - 18:26

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ مدينة القدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب القدس مدينة الله .. أم مدينة داؤود ؟
» عـــاجـــل | ‫#‏القدس‬ : إصابة أحد جنود الاحتلال بالحجارة في شارع صلاح الدين وسط مدينة القدس المحتلة.
»  أطفال القدس يتصدون للماراثون التهودي التي أقمته بلدية الاحتلال صباح اليوم في مدينة القدس المحتلة
» "القدس بوابة الأرض إلى السماء" في معرض تشكيلي جماعي المعرض يتضمن ما يقارب من 40 عملاً فنياً رُسمت على مسطحاتها مدينة القدس.
» مقدسي مخضرم....وكيل وبائع لصحيفة القدس....يعتصر ألماً لحال مدينة القدس، ويعبر عن ألمه بابيات شعريه جميله يلقيها بعفويه على مسمع المارة...هل تعرفونه؟

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ تاريخ مدينة القدس ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: المنتديات الإخبارية ::  هنا فلسطين ::  المرفأ الفلسطيني-
انتقل الى: