الرَّبِيعُ الْعَرَبِي
تَنَبَّأْتُ أَنَّكَ رِيَاحاً
تَخْشَاكَ سُفُنُ الإْنْزِيَاحِ
أَنَّكَ مَوْجُ الإِرْتِيَاحِ
أَرْعَبْتَ غِرْبَانَ الإِنْصِيَاعِ
كَيْفَ لاَ وَ أَنْتَ طُوفَانٌ
عَمَّ الأَنْحَاء
دَقَّ نَاقُوسَ الْحُلْمِ
فَأَغْرَقَ مَرَاكِبَ الْوْهْمِ
يَا نَهْراً سَائِراً نَحْوَ الْفَجْرِ
نَزَلَ كَمَوْجِ الْبَحْرِ
كَشَمْسِ الأَصِيلِ
كَشَهْدِ الْعَسَلِ
عَمَّ بِالنَّغَمِ الْجَمِيلِ
كَعَزْفِ الشُّحْرُورِ
كَالنَّسِيمِ الْعَلِيل
شَلاَّلُ يَسِيل
يَزْرَعُ الأَعْرَاسَ بَدِيل
تَسَلَّقْتَ دَمِي رَكْضاً
زَرَعْتَ الْمُسْتَنْقَعَات عُشْباً
رَسَمُوا وَجْهَكَ عَلَى صَفَحَاتِ
الْمَتَاهَاتِ
حَاكَمُوكَ ظُلْماً
ضَنِيناً وَ مُتَّهَماً عِشْقاً
عَلَى الرِّمَالِ
وَ فَوْقَ الْقِمَمِ
بَيْنَ الطُّرُقَاتِ
وَفِي أَعَالِي الْبِحَارِ
أَيُّهَا الْبَدِيلُ
قِفْ لَحْظَة!
تَلَمَّسْتَ الْجُرْحَ
أَوْغَلْتَ بِتَجَاوِيفِ الصَّدِيدِ
مَلْغُومٌ هَذَا الرَّبِيعُ
مُوجِعٌ كَنارِ السَّعِيرِ
مَلْغُومٌ هَذَا الإِنْتِظَارُ الطَّوِيلُ
الْمُلْفِحَ بِلَظَى آهَاتِ الزَّفِيرِ
يَصِرُّونَ عَلَى وَأْدِكَ
بِمِقْصَلَةِ الْوَقْتِ
وَالْوَجَعِ الذَّمِيمِ
أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ مِنْ بَعِيدٍ
أَضَاءَتِ الرَّدَهَاتِ
فَأَسْرِعَ ! أَيُّهَا الْبَدِيل
تَبّاً للِتَّضْلِيلِ
تَبّاً لِأَيَادِي انْدَسَّتْ
لِتَسِحَبَ الْحَصِير
لاَمَحَالَة سَتُبْثَرُ أّكِيد!ا
رحيمة بلقاس