مصلحة الأسد تدعوه لمنع اشتعال النار
صحف عبرية
March 20, 2014
دخلت الحرب الداخلية في سوريا هذا الاسبوع سنتها الرابعة. فليس من العرضي أن وُسمت الذكرى السنوية لنشوب الثورة التي أصبحت الآن حربا أهلية دامية، بسمة السخونة في الحدود بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان. بعد ثلاث سنوات نجحت اسرائيل فيها في ابعاد نفسها عن أي تدخل في الحرب في سوريا، سجلت في الاسبوع الماضي سلسلة حوادث كانت ذروتها تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الاسرائيلي وهجوم سلاح الجو الاسرائيلي على مقرات قيادة ومعسكرات للجيش السوري في الجانب الآخر من الحدود، ردا على ذلك. وهذه الاحداث أخطر من مجموع الاحداث التي حدثت على طول الحدود مدة الاربعين سنة الاخيرة، منذ أن وقع قبل اربعين سنة بالضبط اتفاق فصل القوات بين الجيشين الذي افضى الى نهاية حرب يوم الغفران في الجبهة السورية ايضا.
يبدو الى الآن أن الحرب في سوريا غير متجهة الى أي مكان، ومن المؤكد أنها غير متجهة الى الحسم في المعارك والى نهاية المعركة. فالنظام السوري ينزف لكنه مع ذلك ما زال يقف على قدميه بعيدا عن الانهيار والتداعي. وقد تلقى في الحقيقة ضربات شديدة وضعفت قاعدة تأييده وأصبح يعتمد اليوم في واقع الامر اكثر فأكثر على أبناء الطائفة العلوية الذين هم أكثر من 10 بالمئة بقليل فقط من مجموع سكان الدولة، ومع ذلك لا تنجح عصابات المتمردين المسلحة المنتشرة كالجراد في أنحاء سوريا كلها في توحيد صفوفها وهزيمة عدوها.
ليست اسرائيل في مقدمة اهتمامات الاطراف المتحاربة في سوريا. فالنظام مشغول كله بمعركة طلب البقاء، وليس عنده أي اهتمام بأن يُدفع الى مواجهة عسكرية وجها لوجه مع اسرائيل قد تفضي الى انهياره. وتدرك منظمة حزب الله ايضا أخطار الانجرار الى حرب مع اسرائيل قد لا تضر فقط بممتلكات المنظمة في لبنان بل باحتمال الانتصار مع بشار الاسد في المعركة على سوريا ايضا. والمتمردون من جهتهم غارقون جميعا في حربهم للاسد ويشكر كثيرون منهم اسرائيل على المساعدة التي تقدمها اليهم.
لكن المشكلة هي أن النظام السوري لم يعد يسيطر على منطقة الحدود مع اسرائيل، وأصبحت الوقائع على الحدود غير ممتنعة في واقع الفوضى والاضطراب الذي أخذ ينشأ. ولا يريد النظام السوري ولا يريد حلفاؤه من حزب الله خاصة أن تُترك اجراءات اسرائيل هجماتها في داخل الارض السورية واللبنانية ايضا في المدة الاخيرة دون أي رد. بل إنهم يعتقدون أن واقع الفوضى على طول الحدود يفتح لهم نافذة فرص لم تكن موجودة في الماضي لوخز اسرائيل على أمل أن يمكن احتواء الوقائع على طول الحدود ومنع اشتعال عام.
وفي نهاية المطاف قد يُغرى عدد من جماعات المتمردين ولا سيما الجماعات الاسلامية المتطرفة التي ينتمي عدد منها الى القاعدة، فتحاول تسخين الحدود مع اسرائيل كي تجرها الى مواجهة عسكرية مع النظام السوري، ولتحظى ايضا بشرعية بين فريق من مؤيديها يؤمنون بأن منالمهم عدم ترك العدو الاسرائيلي حتى في خلال الجهاد للنظام العلوي الكافر الذي يحكم دمشق.
ونقول ملخصين إنه لا أحد في سوريا يرغب حقا في التصعيد أو في المواجهة العسكرية مع اسرائيل، وقد يسود هدوء مؤقت على طول الحدود بعد أحداث الاسبوع الاخير. لكن من الواضح أن الحدود الاسرائيلية السورية لم تعد اهدأ حدود اسرائيل كما كانت مدة الاربعين سنة الاخيرة.
إيال زيسر
اسرائيل اليوم 20/3/2014